أعرب نواب من ثلاثة مركبات للقائمة المشتركة عن اعتقادهم بأن تقديم موعد الانتخابات للكنيست إلى التاسع من نيسان/ إبريل المقبل، قد يكون لصالح المشتركة، رغم الواقع السياسي الصعب الذي تواجهه القائمة والمواطنون العرب في البلاد.
وأكد النواب أيضا أن الحفاظ على الوحدة في القائمة المشتركة هو التحدي الأول في الأيام القريبة، مشيرين إلى وجوب تعزيز قوة القائمة المشتركة لمواصلة التصدي للمخططات الحكومية تجاه الجماهير العربية.
مسؤولية جماعية
وقالت النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، نيفين أبو رحمون، لـ"عرب 48" إن "إعلان تقديم موعد الانتخابات لم يكن مفاجئا، والعوائق غير متعلقة بالفترة الحالية. فترة الانتخابات وما تتضمنها من مفاوضات وتجاذبات وانتخابات هي فترة متوترة".
وأضافت: "عموما تحتاج هذه الفترة للمسؤولية من القيادات السياسية جميعها. توحيد كل القوى السياسية في إطار قائمة برلمانية واحدة وبقاؤها هو إنجاز بحد ذاته وقد تخطت عوائق وعثرات عديدة، وأدعو إلى تجاوز هذه المرحلة أيضًا بمسؤولية".
وأشارت إلى أنه "لا بد أن يكون هناك تجديد في الرؤى وبرامج العمل وفي طرق تنظيمه، لأن الواقع متغير. من جهتي قمت خلال الفترة القصيرة لعملي البرلماني بطرح قضايا جديدة متعلقة بحقوق الأطفال وبالحقوق الرقمية".
وختمت أبو رحمون بالقول إن "دعوات المقاطعة التي يطلقها البعض كانت دائمًا، لكنني أرى اهتماما متزايدا من الناس أيضا في المشاركة بالانتخابات البرلمانية بسبب الإقصاء السياسي".
وحدة القائمة المشتركة
وقال النائب عن الحركة الإسلامية في القائمة المشتركة، مسعود غنايم، لـ"عرب 48": "توقعنا منذ أشهر أن نذهب إلى انتخابات مبكرة، لكن لم نتوقع أن يحدث هذا بهذه السرعة، لكن نقول إن هذا التبكير في الانتخابات قد يأتي لصالح العرب والقائمة المشتركة".
وأضاف: "أعتقد أن نتنياهو جاء بهذا القرار لسببين رئيسيين، وهما اللذان ضغطا عليه لتبكير الانتخابات، السبب الأول هو قانون التجنيد وهو يعلم أنه لن يمر في القراءات عند التصويت عليه، والسبب الثاني والأهم هو التحقيقات التي تلاحقه وتزداد في الآونة الأخيرة وخاصة بعد توصيات الشرطة بتقديم لائحة اتهام ضده، وبذلك هو رأى أنها فرصة لتقديم موعد الانتخابات".
وأكد غنايم أن "القائمة المشتركة يجب أن تستمر، لكن علينا أن نستخلص العبر من هذه التجربة، وأن نحافظ على وحدة القائمة المشتركة التي توحد مجتمعنا بكل أطيافه، لأن التحديات التي كانت تواجهنا لا زالت، بل إنها ازدادت حدة".
وشدد على أنه "يجب منح القائمة المشتركة فرصة أكبر، أربع سنوات هي ليست بكثيرة وسط واقع سياسي صعب، لأننا في المرة المقبلة سوف نكون أكثر نضوجا وخبرة".
وردا على الدعوات لمقاطعة الانتخابات، قال النائب عن الإسلامية في المشتركة: "لا أعتقد أن الإحباط واليأس سوف يزول مع مقاطعتنا للانتخابات، بل أقول على العكس تماما، إن المقاطعة لن تفيدنا بشيء، لأنه لا يعقل أن نطلق النار على أرجلنا. الإحباط الموجود في الشارع سببه سياسة ممنهجة من قبل الحكومة الإسرائيلية، جراء هدم المنازل وانتشار العنف والجريمة، وهذا ما شكل صعوبة أخرى في تحدياتنا كقائمة عربية في الكنيست الإسرائيلي، والمقاطعة لن تكون الحل بل ستسلب منا هذا الصوت الذي نحتاجه لطرح قضايانا ورفع صرختنا عاليا".
مشروع وطني
وقالت النائبة عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في القائمة المشتركة، عايدة توما- سليمان، لـ"عرب 48" إنه "على عكس ما يعتقده البعض أعتقد أن الانتخابات جاءت متأخرة وكان من المفترض أن تجري منذ زمن بعد تشكيل هذه الحكومة الفاشية، وكل يوم إضافي لهذه الحكومة كان زائدا عن الحاجة".
وأضافت أنه "كان من المفترض ألا تسقط الحكومة بسبب تحقيقات في شبهات فساد ولوائح اتهام، ولا لتصدعات داخل الائتلاف الحكومي، إنما بسبب القوانين العنصرية التي تسنها لاستمرار الاحتلال والتمييز العنصري، مثل 'قانون القومية' وغيره، لكن من الواضح أن تقديم موعد الانتخابات جاء ليبقي نتنياهو في قوته وسيطرته على الساحة السياسية".
وأشارت توما- سليمان إلى أنه "من الواضح أيضا أن انسحاب حزب 'يسرائيل بيتينو' صعّب على الائتلاف تقديم مصالحه لأنه ضيّق مكانته، إضافة إلى نزاعات داخل الائتلاف تم تأجيلها من أجل أن يتقدموا بمشروعهم السياسي وهو تعميق الاحتلال على الشعب الفلسطيني بشكل أكبر".
وعن الانتخابات البرلمانية المقبلة، قالت النائبة عن الجبهة في المشتركة، إن "نتنياهو سوف يدخل هذه المعركة بشراسة أكثر مما شهدتها الانتخابات السابقة من تصريحات عنصرية في حملته الانتخابية، لأن قوته السياسية ليست بأفضل حال".
وعن دعوات المقاطعة، قالت إنه "ناقشنا هذه القضية في السابق. عندما نتعرض لهجمة شرسة فهي موجهة ضد كل أبناء شعبنا وليست ضد القائمة المشتركة فقط. أعتقد أن الحل هو أن نضع استراتيجية الهجوم وليس الدفاع والبقاء في الخلف. أستطيع أن أقدم حسابا للجمهور عما فعلناه في هذه الدورة وما لم نفعله. لا أعلم ما هو البديل الذي يقدمه من نادي بالمقاطعة، نحن في مفترق طرق صعب وواقع سياسي قاس، نحن في معركة صمود وثبات أكثر مما هي إنجازات، بمعنى أن نقف بكرامة، وبالرغم من كل ذلك استطعنا من خلال القائمة المشتركة تحصيل مجموعة من الإنجازات هي بمثابة انتزاع من فم الضبع".
ولفتت إلى أنه "لا أحد يختلف بأن هذه المرحلة هي الأصعب التي نمر بها، وهذه الحكومة من الحكومات الأكثر عنصرية. نختلف في أدوات التصدي، لكن أستغرب ممن يقاطع الانتخابات ويقول إن العمل الشعبي هو الأساس، أليست الأحزاب السياسية هي التي تنشط في العمل الشعبي؟ أليست هي صاحبة الحشد الأكبر للجماهير العربية في الفعاليات الوطنية الشعبية؟ من يريد أن يناقش هذه القضية فليتفضل".
وعن القائمة المشتركة واستمرارها، قالت توما- سليمان: "لا أعتقد أنه سيحصل تفكك للقائمة المشتركة. يوجد تجاذب ونحن مطلعون عليه ويتم نقاشه في الإعلام فقط. القائمة المشتركة مشروع وطني يتجاوز المناصب، وهي أداة للتصدي ومواجهة الهجمات اليمينية، ولا أرى أن هذا المشروع قد انتهى وأننا في صدد العمل على تفريغه من مضمونه، والآن في ظل التدهور السياسي يجب أن يكون الدعم كاملا للقائمة المشتركة، يجب العمل على صيانتها وطرح تطويرها. كل إنسان يتمتع بوعي سياسي يشعر بالمخاطر، وكل صاحب حس وطني يجب أن يعمل على تعزيز القائمة المشتركة".
اقرأ/ي أيضًا | امتحان القائمة المشتركة
التعليقات