اختار رئيس حزب "مناعة لإسرائيل"، بيني غانتس، أن يرقص على أنقاض أحياء غزة المدمرة، خلال أحداث العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر في العام 2014، حين شغل منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وذلك في مقاطع فيديو ترويجية، أطلقها اليوم في مستهل حملته الانتخابية.
وحرص غانتس أن يبدأ حملته الانتخابية بإظهار نفسه على أنه الرجل القوي بمواجهة معسكر اليمين المتكتل تحت راية الليكود، بزعامة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وذلك بالتركيز على تاريخه العسكري.
وفي هذا السياق، أطلق غانتس، اليوم الأحد، 3 مقاطع فيديو ترويجية، ضمن إصدارات حملته الانتخابية، تفاخر في إحداها، والتي عنونها بـ"جعبري شعر بالأمان"، باغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أحمد الجعبري، وأظهر أحد المقاطع لحظة قصف الاحتلال للمركبة الخاصة التي استقلها الجعبري وأدت لاغتياله في الـ14 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.
وفي شريط آخر عنونه بـ"أجزاء من غزة تعود للعصر الحجري"، استعرض غانتس أحياء غزة المدمرة بالكامل وأثر الخراب الذي أحدثه القصف الإسرائيلي خلال العدوان الذي أطلق عليه الجيش الإسرائيلي اسم عملية "الجرف الصامد".
ورافقت مشاهد الدمار من غزة موسيقى تصويرية وإنفوغراف، رصد من خلاله أعداد أهداف المقاومة التي زعم الاحتلال تدميرها خلال العدوان (6231 هدفًا)، وعدد الضحايا التي قدرها الجيش الإسرائيلي خلال ذلك العدوان (1364 شهيدًا)، وادعى أن جميعهم "مخربون"، فيما ختم الفيديو بالإشارة إلى أن العملية العسكرية التي قادها غانتس، وفّرت 3 أعوام ونصف من الهدوء لـ"الجبهة الجنوبية".
وفي شريط بعنوان "لست مستعدًا أن يعش هنا جيل بدون أمل"، يسمع صوت غانتس وهو يتطرق لأول مرة منذ أعلن ترشحه لقضايا سياسية قد تحدد شريحة ناخبيه، حيث قال غانتس: "ليس من العار أن يكون هناك توق للسلام، ليس من العار أن نبحث عن السلام". فيما يعرض على الشاشة صور تجمع إحداها مناحيم بيغن مع الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، وصورة مشتركة لنتنياهو مع الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات.
وقال غانتس في الشريط المصور: "نريد أن نرسل أبناءنا للقتال لـ25 عاما إضافية؟ لا. لكن على الأرجح أن قد نضطر للقيام بذلك؛ ربما سنضطر لأن نرسلهم للقتال لمدة 50 عاما إضافية".
وأضاف "ماذا سنقول لهم؟ أننا لم نصنع شيئًا حيال ذلك؟ أننا لم نحاول؟ أننا لم نمل لهذا الخيار؟ أننا لم نفحصه؟ لست على استعداد بأن يعيش هنا جيل بأكمله دون بصيص من الأمل أنه من الممكن أن يكون الوضع هنا مغايرًا".
جاءت سلسلة مقاطع الفيديو التي نشرتها حملة غانتس الانتخابية اليوم، تحت عنوان "القوي فقط هو من يفوز". لتفصح عن بعض معتقداته السياسية ونهجه السياسي الذي يبقى غير واضح حيث يقتصد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، من التصريح لوسائل الإعلام، ومنذ أن أعلن خوضه للمعترك السياسي وتشكيله حزب الجديد، لم تصدر عنه سوى كلمات معدودة تتعلق بتعهداته بـ"العمل على تعديل قانون القومية".
وكان قد أعلن غانتس، خلال الأسبوع الماضي، عن شعار حملته الانتخابية، استعدادا لانتخابات الكنيست المزمع إجراؤها في التاسع من نيسان/ أبريل المقبل، "إسرائيل قبل أي شيء".
يذكر أن استطلاعات الرأي تظهر أن غانتس بات يشكل منافسا قويا ل نتنياهو. وبحسب الاستطلاعات فإن نحو 38% من الإسرائيليين يرون في غانتس الشخص المناسب لتولي منصب رئيس الحكومة في إسرائيل، مقابل 41% يرون ذلك في نتنياهو.
التعليقات