يشهد معسكر اليمين الإسرائيلي، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيحصل على أكثر من 61 عضوًا في الانتخابات المقبلة، اتهامات شرسة بين أقطابه، زاد من وطأتها سعي رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، إلى حصول حزبه، الليكود، على أكبر عدد من المقاعد.
نتنياهو يعاود الدعوة للتصويت لليكود حصرًا
وعاود نتنياهو، اليوم الأحد، في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اتهام بعض أحزاب اليمين بأنها "ترفض الالتزام بالتوصية عليه" لتشكيل الحكومة المقبلة، "ما يعني، في هذه الحالة، أن الحزب الأكبر هو من سيشكّل الحكومة المقبلة".
وأضاف نتنياهو "علينا أن نقلّص الفجوة مع ’كاحول لافان’... الطريق الوحيدة لضمان حكومة يمين ومنع نشوء حكومة يسار هو التصويت لليكود".
واعتبر نتنياهو "التصويتَ لليكود تصويتًا لأحزاب اليمين التي ستكون جميعها جزءًا من حكومة الليكود"، بينما تعتبر الأحزاب اليمينية التصويت لها تصويتًا لليكود.
أحزاب اليمين تشن هجومًا على نتنياهو
في حين شنّت الأحزاب الإسرائيليّة اليمينيّة الصغيرة هجومًا على نتنياهو، بعدما دعا الناخبين إلى التصويت له من أجل خلق فجوة كبيرة بينه وبين حزب "كاحول لافان"، ما يعني، ضمنيًا، أنه يسعى للحصول على أصوات من أحزاب اليمين الأخرى التي تتأرجح عن نسبة الحسم.
واتّهمت وزيرة القضاء الإسرائيليّة، والمرشّحة الثانية في حزب "اليمين الجديد"، نتنياهو بالانجرار وراء "إستراتيجيّة ’كاحول لافان’ لخلق منافسة كاذبة مع الليكود لتحطيم معسكر اليمين"، وأضافت، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن نتنياهو بدأ "حملة التهويل التقليديّة التي ستؤدي إلى إقامة حكومة يشارك فيها نتنياهو (وزعيما ’كاحول لافان’) بيني غانتس ويائير لابيد"، وأوضحت شاكيد أن "معسكر اليمين قوي، وقوته بين 64-65 مقعدًا، نتنياهو سيكون رئيس الحكومة حتى إن حصل الليكود على عدد مقاعد أقلّ".
ويعتبر زعيما حزب "اليمين الجديد"، نفتالي بينيت وآييلت شاكيد، حزبهما السابق "البيت اليهودي" المتضرّر الأكبر من حملة نتنياهو التهويليّة في الانتخابات الماضية عام 2015 لحصد أصوات أكبر من اليمين، أسفرت عن انخفاض قوّة حزبهم من أكثر من 12 مقعدًا في استطلاعات الرأي إلى 8 مقاعد.
كما هاجم وزير الأمن الإسرائيلي السابق، ورئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، تكرار نتنياهو لجملة "حكم اليمين في خطر"، قائلًا إنها "بروباغندا سياسيّة".
بينما قال المرشّح الثاني من "اتحاد أحزاب اليمين"، المتطرّف بتسلئيل سموتريتش، إنه "من المذهل رؤية نتنياهو يطبّق تمامًا سيناريو التهويل الذي كان معروفًا سلفًا. لكنه هذه المرّة، بخلاف المرّة السابقة، يلعب بالنار. وهذه النار قد تأتي على معسكر اليمين بأكمله. علينا أن نقع في فخ الاستحواذ".
في حين قال وزير الماليّة الإسرائيلي، موشيه كاحلون، إن "الناس فهموا أن هذه الانتخابات حُسمت. ’المعسكر الوطني’ سيشكل الحكومة المقبلة. لذلك نحن واثقون أن الحكومة هذه المرّة ستلزمنا بأن نكون أقوى داخليًا. حكومة يشارك فيها فيغلين وبينيت والحريديّون ونتنياهو هي حكومة غير اجتماعيّة. ستختفي عن برنامجها كافة المواضيع الاجتماعيّة. لن أشارك في حكومة ليست وزير المالية فيها".
ووفقًا لآخر استطلاع للرأي، تتأرجح أحزاب "شاس" و"كولانو" و"يسرائيل بيتينو" عن نسبة الحسم، كما أن استطلاعات الرأي تؤكد أن للأحزاب الصغيرة دورًا في حسم التركيبة الحكوميّة المقبلة، إذ إنّ عدم تجاوز إحداها لنسبة الحسم، سيؤدّي إلى خسارة معسكر اليمين لأغلبية الـ61 عضوًا المطلوبة لتشكيل حكومة مقبلة.
اتهامات داخل المعسكر نفسه
وخلال الأيام الماضية، شهد معسكر اليمين تبادلًا للاتهامات بـ"سرقة" مقاعد الآخرين، منها اتهام "اليمين الجديد" لحزب "زيهوت" بقيادة موشيه فيغلين بـ"تعريض معسكر اليمين للخطر"؛ واتهام "اتحاد أحزاب اليمين" لحزب "اليمين الجديد" بسرقة أصوات تيار الصهيونيّة الدينيّة منه.
التعليقات