أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أفراد الطاقم الانتخابي لحزب الليكود الذي يتزعمه بأنه سيتولى قيادة الطاقم شخصيا، وأنه سيضع ويوجه إستراتيجية الحزب للانتخابات العامة للكنيست، التي ستجري في التاسع من نيسان/أبريل المقبل، حسبما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، الخميس. ويشار إلى أن نتنياهو يتولى مناصب وزير الأمن ووزير الخارجية ووزير الصحة ومناصب أخرى إضافة إلى رئاسة الحكومة.
وقال نتنياهو لأفراد الطاقم الانتخابي لليكود، خلال اجتماع عقد في مقر الحزب في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن سيقسم الحملة الانتخابية لليكود إلى مرحلتين، الأولى تبدأ الآن وتستمر حتى اتخاذ المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، قرارا بتقديم لائحة اتهام ضده، والمرحلة الثانية تبدأ بعد صدور قرار مندلبليت حتى يوم الانتخابات.
ويشتبه نتنياهو بارتكاب مخالفات فساد في ثلاثة ملفات جنائية، وأوصت الشرطة الإسرائيلية في أعقاب تحقيقات، ولاحقا النيابة العامة، بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو تشمل تهم تلقي رشى وخيانة الأمانة والاحتيال. وسيخضع نتنياهو لاستجواب يجريه معه المستشار القضائي في نهاية شباط/فبراير أو بداية آذار/مارس المقبلين، تمهيدا لتقديم لائحة اتهام.
وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو يريد أن تتركز الحملة الانتخابية في المرحلة الأولى حول التحقيقات ضده، وهو ليس مهتما بالتحدث خلال هذه المرحلة عن الأمن أو الاقتصاد أو عن الاختلاف بين معسكري اليمين بقيادته والوسط – يسار.
وقالت الصحيفة إن ثلاثة أسباب تدفع نتنياهو إلى التوجه للانتخابات من خلال إستراتيجية كهذه. والسبب الأول هو التمهيد لقرار المستشار القضائي والتقليل من أهميته، وألا يشكل قرارا كهذا نقطة تحول دراماتيكية في منتصف الحملة الانتخابية. وشددت الصحيفة على أن نتنياهو متأكد من أن مندلبليت سيقرر توجيه لائحة اتهام ضده.
والسبب الثاني الذي يوجه نتنياهو في إستراتيجيته الانتخابية، بحسب الصحيفة، هو ادعاؤه بأن التحقيق ضده "ملوث" وبذلك ينزع الشرعية عن قرار المستشار القضائي، بأنه استسلم لضغوط الشرطة والنيابة ووسائل الإعلام والمعارضة بتقديم لائحة اتهام "في جميع الأحوال" وأن مندلبليت لا يمكنه السير ضد هذه القوى.
وأضافت الصحيفة أن السبب الثالث هو أن يكرر نتنياهو ادعاءه بأن الشبهات ضده بارتكابه مخالفة الرشوة في الملفين 2000 (المحادثات بينه وبين ناشر "يديعوت أحرونوت") و4000 (تسهيل دمج شركتي بيزك وييس مقابل تغطية داعمة في موقع "واللا") لا تتعلق بالمال وإنما بتقارير إخبارية داعمة له. وفي هذا السياق سيسعى نتنياهو إلى إقناع الرأي العام بأنه لم يتلق مغلفات مالية أو منح مقابل له قيمة مالية، وإنما حصل على عدة تقارير في "واللا".
وسيبدأ الليكود المرحلة الثانية من حملته الانتخابية في أعقاب إعلان المستشار القضائي عن تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو. وسيحاول نتنياهو في هذه المرحلة تحويل الانتخابات إلى تصويت ثقة به وبقيادته.
وقالت الصحيفة إنه في حال تضمنت لائحة الاتهام تهمة الرشوة، فإن حزب الليكود سيتضرر انتخابيا على الأرجح، رغم أن ضررا كهذا ليس واضحا وهو متعلق بمدى نجاح المرحلة الأولى من الحملة. وفي حال عدم تضمن لائحة الاتهام بند الرشوة، وإنما مخالفات خيانة الأمانة وما شابه، فإن حملة نتنياهو الانتخابية ستتجه إلى مقولات مثل "تمخض الجبل فولد فأرا"، وسط توقعات بزيادة قوة الليكود عما تظهره الاستطالاعات حاليا، علما أنه في سيناريو كهذا ستكون الطريق نحو الانتخابات معبدة بـالألغام" أيضا.
التعليقات