امتنع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق ورئيس حزب "مناعة لإسرائيل"، بيني غانتس، عن التعامل مع روح العنصرية الشديدة الماثلة في "قانون القومية"، كونه بالأساس قانون يلغي خقوق الفلسطينيين في فلسطين التاريخية ويتنكر لوجود الأقلية الفلسطينية في إسرائيل، وتحفظ من هذا القانون فقط لأنه لا يشير إلى مساواة المواطنين الدروز والشركس، لأنهم يخدمون في الجيش الإسرائيلي. وقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" ونشرتها كاملة اليوم، الجمعة، "نحن دولة يهودية. وكدولة يهودية لا يمكن مناقشة أهمية القانون، مع العلم، الرموز، يوم السبت، وكل ما يجعلنا تقليديا دولة اليهود".
وأضاف أنه "بعد أن قلت هذا، ومن داخل الواقع المميز جدا الذي نعيش فيه، فإنه عندما يكون عندنا شركاء ناشطين، أحياء ونازفين دما، مثل الدروز والشركس، فقد أخفقنا في هذا المقطع. وليس أنا الذي يقول ذلك فقط، وإنما يقوله اليمين أيضا".
وأكد غانتس أنه لا يعتزم تغيير هذا القانون، وأن "كل ما قلناه هو أننا نريد تصحيح هذه القصة (بخصوص الدروز والشركس). لأنه من دون أي علاقة بقانون القومية، نحن نريد دولة يكون مواطنيها متساوين"، زاعما أنه يوجد عدد كاف من القوانين التي تتطرق إلى المساواة المدنية المتوفرة لجميع الناس. وسنناقش كيفية تصحيح ذلك".
وتطرق غانتس إلى الجندي القاتل إليئور أزاريا، وقال إنه "تجند للجيش الإسرائيلي وأراد أن يخدم شعب إسرائيل. وقد تم استخدامه لأغراض سياسية". لكن غانتس لا يرى أن أزاريا ارتكب جريمة، بقتله الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف الذي كان مطروحا أرضا ولا يقوى على الحراك بسبب إصابته الخطيرة برصاص جنود الاحتلال. واعتبر غانتس أن "إليئور أخطأ. وتم التعامل معه من جانب قيادة الجيش وقضائيا وتأديبيا". وزعم أيضا أنه "في نهاية الأمر، إليئور هو ولد جاء ليخدم في الجيش الإسرائيلي، وقد خدم وأخطأ". ولم يتطرق غانتس إلى تسليم السلاح لهذا "الولد". لكنه قال إنه كان بالإمكان عدم تكبيله بالأصفاد لدى إحضاره إلى المحكمة، لأن هذا المشهد أثار "ضجة". واعتبر أنه "ينبغي وضع هذه القضية من ورائنا. لأنه كلما انشغلنا بها أكثر، نمس بإليئور أيضا ونخلق قصة غريبة وكأنها قصتنا. هذه ليست قصتنا، وإنما هي قصتنا الاستثنائية".
وفي رده على سؤال إذا كان "في رأيك نحن شعب يمارس احتلالا؟"، اعتبر غانتس "نحن شعب حرر نفسه". وتابع أنه "عمليا يوجد هنا أناس يرون أننا نُعتبر كمحتلين. وبنظرنا نحن محررون. والآن علينا أن ننفذ التسوية". وفي رده على سؤال أنه "لا يوافق على مصطلح الاحتلال"، قال إنه "أكرر القول، نحن نعرف التوراة والتاريخ. ونحن نعترف أيضا أنهم (الفلسطينيون، الذي يمتنع غانتس عن ذكرهم بشكل واضح وصريح) هنا. والاحتلال هو نتيجة قائمة لنقاش سياسي".
كذلك تهرب غانتس من إجابات واضحة حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. "لقد التقيت على مدار قرابة عقد مع الأميركيين حول مسائل أمنية وسياسية متنوعة. وكانت مقولاتهم دائما أنه ’لا يمكنكم أن تفكروا في شيء ما ليس مقبولا من الناحية السياسية لدى الفلسطينيين’. وإجابتي كانت أنه أنتم أيضا لا يمكنكم التفكير بأي شيء ليس مقبولا من الناحية الأمنية على دولة إسرائيل".
اقرأ/ي أيضًا | غانتس يتجنب ذكر الفلسطينيين ويضع مسألة الأمن في المركز
وأضاف غانتس أنه "لذلك، عندما تنصت إلى أجندتي وتسمع عن الخطوط الأمنية التي أرسمها، فإنه بالنسبة لي، المسألة المركزية هي المسألة الأمنية. وهذه المسألة ينبغي أن تضمن أمن دولة إسرائيل. والآن، توجد هنا مسألة المصلحة. ونحن، وبيبي (نتنياهو) قال ذللك أيضا في خطاب بار إيلان (الذي تنكر له لاحقا)، لا نبحث عن السيطرة على أي أحد آخر. وعلينا أن نجد الطريق التي لا نسيطر فيها على أناس آخرين".
التعليقات