ينتظر حزب ميرتس فرز أصوات المغلفات المزدوجة، وهي أصوات الدنود والمرضى في المستشفيات والسجناء والدبلوماسيين، أملا بالحصول على المقعد الخامس في الكنيست، بعد أن حصل هذا الحزب على أربعة مقاعد، في نهاية فرز الأصوات العادية. رغم ذلك، حصل ميرتس على هذه المقاعد بصعوبة، بعد تراجع شعبيته، كما تؤكد رئيسته، عضو الكنيست تمار زندبرغ، التي تتباهى بأن حزبها هو "الحزب الصهيوني" بأل التعريف.
وقالت زندبرغ في مقابلة نشرتها صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، إنه "تنفست الصعداء قليلا بالنسبة لميرتس"، وأشارت إلى أن قائمة "كاحول لافان"، برئاسة بيني غانتس، حصلت على أصوات لناخبين لميرتس. "كان هناك تسونامي مصوتين لكاحول لافان وصمدنا أمامه".
وأضافت أنه خلال يوم الانتخابات، أول من أمس، "بدأ سيل من المصوتين لكاحول لافان، وفي موازاة ذلك بدأت تصل رسائل نصية من صناديق اقتراع أخرى أيضا. وبدأنا على الفور بحملة استغاثة صارمة". وعندما بدأ فرز الأصوات تبين أن قسما كبيرا من قاعدة ناخبي ميرتس صوّت لصالح "كاحول لافان"، في معاقل هذا الحزب في تل أبيب ووسط إسرائيل عموما. وحصل حزب العمل في تل أبيب والقدس على عدد أصوات أقل من ميرتس. ووصفت زندبرغ ذلك بأنه "كان هناك محو لليسار من جانب كاحول لافان".
وأشارت زندبرغ إلى أن الناخبين العرب أنقذوا حزبها، بعد أن كان عدد المصوتين العرب لميرتس قد انخفض كثيرا في أعقاب هبة أكتوبر عام 2000، بسبب المواقف الصهيونية المتشددة التي عبر عنها قادة ميرتس في حينه. ومنح الناخبون العرب ميرتس أصواتا توازي أكثر من مقعد في الكنيست. وقالت زندبرغ إن "هذه دراما كبرى. لقد حصلنا في الانتخابات السابقة على 12 ألف صوت في البلدات العربية، و2000 – 3000 في المدن المختلطة. والآن فزنا بـ35 ألف صوت في البلدات العربية، وبالمجمل حصلنا على قرابة 40 ألف صوت من الناخبين العرب".
واعتبرت زندبرغ أن على اليسار الصهيوني أن يعتمد منذ الآن فصاعدا على أصوات العرب. "منذ الآن فصاعدا، على اليسار الاعتماد عليهم بصورة أكبر. وفي المستوى الأكثر سياسية وانتخابيا، إذا لم يُنشئ معسكر الوسط – يسار شراكات مع الجمهور العربي، فإنه لن يستطيع العودة إلى الحكم. وإذا صوت العرب مثل اليهود، فلن يكون هناك رئيس حكومة من اليمين". أي أن زندبرغ تدعو الآن إلى عودة الأحزاب الصهيونية إلى البلدات العربية من أجل الحصول على أصوات العرب، بعد كنس هذه الأحزاب في السنوات الماضية، وخاصة في انتخابات العام 2015، إثر تشكيل القائمة المشتركة. وفي المقابل، فإن الأحزاب الصهيونية، وبضمنها ميرتس، لا تفعل شيئا من أجل المواطنين العرب.
وتابعت أن غانتس خسر الشارع العربي عندما تعهد بتشكيل ائتلاف "مع كل من هو يهودي وصهيوني. كان هذا اليوم الذي قضى فيه على حكومته المحتملة. وعلى ما يبدو أن التعامل مع الجمهور العربي هو الذي جعله رئيسا للمعارضة ونتنياهو رئيسا للحكومة".
وكانت زندبرغ تتحدث لدى انتخابها رئيسة لميرتس عن رفع قوة هذا الحزب إلى عشرة أعضاء كنيست، لكن هذا لم يحدث، وإنما تراجعت قوة ميرتس. وترفض زندبرغ دعوات لها بالاستقالة. وصرحت أن أصوات الجنود، التي يجري فرزها حاليا، ستمنح ميرتس مقعدا خامسا.
التعليقات