تجاوز حزب "زيهوت" الذي يرأسه موشيه فايغلين لنسبة الحسم، وحصوله على 4- 5 مقاعد في الكنيست المقبلة كما تشير الاستطلاعات الأخيرة، لا يشكل إضافة كمية لمعسكر اليمين الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو وترجح كفته مجددا فقط، بل إضافة "نوعية" إذا صح التعبير للتيار الديني الاستيطاني داخل هذا المعسكر الذي تمثل سابقا في تحالف أحزاب اليمين المتطرف "البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي" والكهانيين (أتباع الحاخام العنصري المقتول مئير كهانا) في إطار حزب "عوتسما يهوديت"، الذي تنبئ الاستطلاعات بحصوله على 6- 7 مقاعد.
وإذا ما صدقت الاستطلاعات (وهي غالبا ما تصدق)، فإن التيار الديني الاستيطاني برأسيه، حزب فايغلين، وتحالف أحزاب اليمين المتطرف، سيحصد 11- 12 مقعدا، ويشكل ركنا أساسيا من أركان حكومة نتنياهو القادمة، وإذا ما أضفنا إلى هذا التيار مقاعد حزب "اليمين الجديد" بزعامة نفتالي بينيت وأييلت شاكيد، المنشق عن "البيت اليهودي"، والذي يحمل نفس الفكر بحلة أكثر "عصرية" قد نقترب إلى 16- 17 مقعدا.
وللمقارنة، فإن هذا التيار الذي تمثل في الحكومة السابقة بحزب "البيت اليهودي" كان له 8 أعضاء كنيست، احتل وزارتين هامتين هما التربية والتعليم والقضاء، وأحدث انقلابا أطاح أو كاد، بأهم معاقل اللبرالية الإسرائيلية، وهي القضاء والأكاديميا.
وبغض النطر عن الحلة الجديدة التي يظهر فيها فايغلين بعد أن استبدل المسجد (الأقصى) بالنبتة (الكنابس)، وتمكن من استقطاب أصوات من اليمين واليسار وصار مثالا يحتذى من الأحزاب الأخرى، فإن ذلك لا يغير من حقيقة أن الحديث يجري عن مجرد فاشي مزاود خارج عن القانون، وصلبه المغالاة في التطرف إلى اتهام حتى منظمات المستوطنين بالخيانة، وأسس حركة "زو أرتسينو" للتصدي لاتفاقات أوسلو في 1992-1995، والتي دعت إلى عصيان مدني ونظمت مظاهرات عنيفة ضد هذه الاتفاقات.
عام 1995، قدمت ضد فايغلين لائحة اتهام، وأدين بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة ستة أشهر، وفي عام 1997 وجهت إليه تهمة التمرد، في أعقاب دعوته إلى الاستحكام في البؤر الاستيطانية وإغلاق شوارع رئيسية في البلاد، وحكم بالسجن لمدة 18 شهرا، بينهم ستة أشهر سجن فعلي، تم تحويلها ألى أعمال في خدمة الجمهور، وفي عام 2000 اعتقل مرة أخرى عقب اقتحامه للمسجد الأقصى وقدمت ضده لائحة اتهام.
وينضم فايغلين إلى أترابه من إرهابيين وكهانيين خارجين عن القانون (الإسرائيلي)، سيجلسون في حكومة نتنياهو القادمة، أمثال إيتمار بن غفير الذي قدمت ضده 53 لائحة اتهام في المحاكم الإسرائيلية، بينها التحريض على قتل رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاك رابين، وتوزيع صوره بملابس النازية واقتلاع شارة سيارته وإشهارها قبل أسبوع من مقتله، قائلا، وصلنا إلى السيارة سنصل إلى الشخص.
وكذلك ميخائيل بن آري، الذي يعتبر نفسه تلميذ ومكمل درب كهانا، ويحرض على تهجير سكان القرى العربية مثل أم الفحم، والذي دعا خلال حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012، إلى تنفيذ 15 غارة وإيقاع الفي قتيل فلسطيني في غزة يوميا.
المفارقة أن عملية الانزياح المتواصلة نحو أقصى اليمين، والتي زادت من حصة فايغلين والكهانيين وغيرهم من دعاة الاستيطان، حولت "يسرائيل بيتينو" حزب أفيغدور ليبرمان، و"اليمين الجديد" الذين كانوا يعتبرون حتى وقت قريب في طرف اليمين، إلى "معتدلين"، وجعلتهم وفق آخر الاستطلاعات يتأرجحون عند نسبة الحسم.
اقرأ/ي أيضًا | اتساع شعبية فايغلين: "أرض إسرائيل الكبرى" وشرعنة الماريحوانا
التعليقات