توقعت عدة استطلاعات، نشرت مؤخرا، أن حزب "زيهوت – حركة يهودية إسرائيلية" برئاسة عضو الكنيست اليميني المتطرف السابق، موشيه فايغلين، سيحصل على أربعة أو خمسة مقاعد، وأحدها توقع فوزه بسبعة مقاعد، في الانتخابات العامة للكنيست، الشهر المقبل.
وتوقعت تقارير صحفية أن حزب "زيهوت" (هوية) قد يكون مفاجأة انتخابات الكنيست، التي ستجري في التاسع من نيسان/أبريل المقبل. فهذا حزب يميني متطرف يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ورغم أن رئيسه فايغلين متدين إلا أنه يعارض الإكراه الديني، ويؤيد شرعنة المخدرات الخفيفة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "ماكور ريشون"، يوم الجمعة الماضي، فإن ناخبي هذا الحزب هم بالأساس شبان علمانيون ومتدينون، من اليمين واليسار، ومهاجرون من الاتحاد السوفييتي السابق، وقسم منهم يطلق عليهم اسم "المسطولين"، الذين صوتوا في انتخابات سابقة لحزب "ورقة خضراء"، الذي لم يترشح في الانتخابات الحالية وكان يدعو إلى شرعنة المخدرات الخفيفة، مثل الماريحوانا.
ويبدو أن هذا المزيج من الأفكار أوصل حزب "زيهوت"، في الاستطلاعات حتى الآن، إلى تمثيل مضمون في الكنيست. وبحسب الصحيفة، فإن حزب ميرتس اليساري الصهيوني يشعر بأن "زيهوت" يجذب ناخبين منه، إضافة إلى أحزاب اليمين، وبينها حزب "اليمين الجديد" برئاسة نفتالي بينيت، وحزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان، الذي أظهرت الاستطلاعات احتمال عدم تجاوزه نسبة الحسم.
وربما على هذه الخلفية صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الإثنين، إنه قد يسعى إلى شرعنة المخدرات الخفيفة من خلال سن قانون، في محاولة لجذب ناخبين محتملين من "زيهوت" إلى حزب الليكود. كذلك أعلن نتنياهو أن حقيبة التربية والتعليم ستكون بأيدي الليكود في حال شكّل الحكومة المقبلة، وذلك بعد أن أعلن فايغلين أنه يريد تولي هذه الحقيبة في حال انضم إلى الحكومة المقبلة.
وعلى خلفية التقديرات السائدة في الساحة الإسرائيلية بأن "زيهوت" يجذب شريحة لا بأس بها من ناخبي اليمين، هاجم رئيس "اتحاد أحزاب اليمين" الكاهانية المتطرفة، عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، اليوم الثلاثاء، فايغلين قائلا إن "فايغلين هو شخص عديم المسؤولية، ومصاب بجنون العظمة". وأضاف، خلال مقابلة لإذاعة "غالي يسرائيل" اليمينية، أنه "إذا قال فايغلين إن شرطه للدخول إلى الحكومة هو إغراق شوارع إسرائيل بالمخدرات، فإنه طالما هذا الأمر متعلق بي فإنه لن يدخل إلى الحكومة. وأنا لست مستعدا أبدا إلى الانجرار مع هذا العجل الذهبي، وإذا كان هناك عدة مسطولين في ميرتس ويريدون بدء صباحهم بسيجارة حشيش، فليصوتوا لفايغلين".
يشار إلى أن فايغلين استبدل شعاره السابق الذي دعا إلى "تحرير جبل الهيكل"، أي المسجد الأقصى، بشعار يدعو إلى "تحرير النبتة"، في إشارة إلى شرعنة الماريحوانا. ولفتت القناة 12 إلى أنه برز خلال مهرجان انتخابي عقده فايغلين أن تغيير الشعار أدى إلى تغيير قاعدة مؤيديه، وحضور ناخبين سابقين لميرتس و"البيت اليهودي" و"ورقة خضراء". كذلك دلّت معطيات نشرتها شبكات حوانيت الكتب أن كتابا من تأليف فايغلين بات في الفترة الأخيرة أحد أكثر الكتب مبيعا.
"احتلال عربي منذ 1370 عاما"
في أعقاب توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، عام 1993، أسس فايغلين (57 عاما) وناشطو يمين آخرون حركة "إم تيرتسو" اليمينية، بهدف معارضة الاتفاق. وفي العام 2000 انضم إلى حزب الليكود، ورشح نفسه لرئاسة هذا الحزب، فيما سعى نتنياهو كزعيم لليكود إلى تقليص شعبية فايغلين، الذي حصل على 25% من الأصوات في انتخابات داخلية على رئاسة الحزب. وفي انتخابات العام 2013، أصبح فايغلين عضو كنيست عن الليكود، وبعد ذلك انشق وأسس حزب "زيهوت"، في العام 2013.
ويحمل فايغلين أفكارا يمينية متطرفة، تشمل معارضة إقامة دولة فلسطينية، وحتى أنه يرفض استخدام مصطلح "فلسطيني. ويعتبر الوجود العربي في فلسطيني "احتلالا بدأ قبل 1370 عاما، وينبغي إنهاء هذا الاحتلال بأسرع ما يمكن، وخاصة السيطرة العربية على جبل الهيكل، الذي سيؤدي إلى إنهاء الاحتلال العربي لأرض إسرائيل، ونهاية الإرهاب وسيحل السلام في المنطقة".
ويؤيد فايغلين أن فرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية بشكل أحادي الجانب، وخلال ذلك تشجيع "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من فلسطين التاريخية كلها إلى الدول العربية. وبحسب فايغلين، فإنه "طالما لم تنشب حربا بمبادرة العدو، ينبغي معارضة الترانسفير بالإكراه، لليهود أو للعرب".
ويدعي فايغلين أنه يمثل القيم الليبرالية، وفي هذا الإطار، يدعي أن يوجد واجب أخلاقي على الدولة أن تبدي تسامحا تجاه أي عصيان مدني غير عنيف، وخاصة تجاه أي رفض ضميري للخدمة العسكرية، سواء من جانب يمينيين يرفضون إخلاء مستوطنات أو بؤر استيطانية عشوائية أو من جانب يساريين يرفضون الخدمة في جيش الاحتلال وقمع الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يعتبر فايغلين أن إسرائيل تدفع ثمنا باهظا يتمثل بالمس باستقلاليتها جراء المساعدات الأمنية الأميركية. ودعا إلى قطع إسرائيل علاقاتها الدبلوماسية مع الصين، كما ندد بتجاهل إسرائيل المتواصل للمجازر بحق الأرمن.
تأييد غانتس
أشار تقرير "ماكور ريشون" إلى أن ناخبين بحجم ما بين مقعد ونصف المقعد إلى مقعدين من حزب "اليمين الجديد" برئاسة بينيت إلى تأييد حزب "زيهوت" برئاسة فايغلين، خلال الأسابيع الأخيرة. ودفع انتقال الناخبين "اليمين الجديد" إلى حافة نسبة الحسم، حيث توقعت الاستطلاعات الأخيرة حصوله على خمسة مقاعد، بينما توقعت الاستطلاعات في أعقاب تأسيس هذا الحزب حصوله على 12 مقعدا.
وحدى ذلك برئيسي "اليمين الجديد"، بينيت وأييليت شاكيد، إرسال رسائل نصية إلى مؤيدين محتملين، دعيا فيها إلى عدم التصويت لفايغلين، بادعاء أنه سيوصي بعد الانتخابات أمام الرئيس الإسرائيلي بتكليف رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، بتشكيل الحكومة المقبلة، وليس بتكليف نتنياهو. وكان فايغلين صرح، الأسبوع الماضي، بأنه "لست في جيب نتنياهو"، أي أنه لن يوصي بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة في حال لم يستجب لشروطه.
وتشير التقديرات إلى أن نتنياهو قد يواجه صعوبة بتشكيل الحكومة المقبلة، بسبب وجود عدد كبير نسبيا من أحزاب اليمين عند عتبة نسبة الحسم، وبينها "يسرائيل بيتينو" و"كولانو" برئاسة كحلون.
وهناك من يشبه "زيهوت" بحزب المتقاعدين، الذي كان مفاجأة انتخابات العام 2006، بحصوله على سبعة مقاعد والانضمام لحكومة إيهود أولمرت. ونشر "زيهوت" مقطع فيديو ساخر، الأسبوع الماضي، حول الخوف من أنه قد لا تتجاوز نسبة الحسم، وأن هذه "المشكلة" قد تم حلها، بحسب الاستطلاعات الأخيرة.
التعليقات