اعتبر الوزير السابق حاييم رامون، ما وصفها بـ"ظاهرة" بيني غانتس، بأنها التعبير الأبرز عن حالة تحطم البديل السياسي لحكم معسكر اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، لأنه يريد قيادة المعسكر الساعي إلى إنهاء هيمنة الليكود الأيديولوجية، بواسطة التحالف مع موشيه يعالون ويوعاز هندل وتسفي هاوزر، وهم رجال يمين معرفين يتماثلون بالكامل مع طريق نتنياهو ونفتالي بينيت السياسي.
وأضاف رامون، في مقال نشرته "هآرتس"، أن "المعسكر الذي يتوخى أن يكون بديلا لسلطة نتنياهو، لم يعد يستحق تسميته السابقة بـ‘معسكر اليسار‘، أو ما ذهب إليه البعض بتسميته ‘معسكر السلام‘، أو حتى ‘معسكر حل الدولتين‘، لأن قادته قد أداروا ظهورهم لميراث بن غوريون ورابين وبيرس وتعاونوا مع طريق نتنياهو الأيديولوجية التي ستقود إسرائيل، إلى كارثة أمنية وحالة مدمرة من ثنائية القومية"، على حد تغبير رامون.
وتابع أنهم منذ عقد من الزمن، وهم يتنازلون عن المواجهة الفكرية مع نتنياهو، ولا يتوانون عن الخدمة في حكومته، ويرفعون العلم الأبيض في المعركة الحاسمة التي ستحدد، بتعبير رامون، مصير الحلم الصهيوني – "دولة اليهود على جزء من أرض إسرائيل أو دولة ثنائية القومية في كل أرض إسرائيل".
وقال رامون إن قادة ما اسماه بـ"البديل الزائف"، باتوا يتبنون لغة ومواقف اليمين ويرتعبون من التلفظ بكلمة "سلام" أو "احتلال" أو "حل دولتين"، مشيرا إلى أن هذا الأداء هو بمثابة جريمة مزدوجة، فهو إضافة إلى كونه غير أخلاقي، فإنه خطأ سياسي فادح، لأن "الجمهور يستطيع التمييز بين الأصل والتقليد وحتما سيختار الأصل".
ويرى رامون أن الطريق الوحيدة إلى قلب الناخب، هي مهاجمة طريق نتنياهو السياسي والكشف عن الكارثة التي تكمن به، لأن الناخب الإسرائيلي يعطي أهمية كبيرة للقضية السياسية ويعرف تأثيرها على مجالات الأمن والاقتصاد والمجتمع، ولكن قادة "البديل الزائف"، يتركون القضية السياسية لنتنياهو ويشغلون أنفسهم بتحقيقاته وبشخصه وبقضايا أخرى لن تؤثر على اليمين المعتدل، الذي ستحسم أنماط تصويته مصير الانتخابات.
وفي السياق ذاته، كتبت المحاضرة في العلوم السياسية من الجامعة العبرية، د. غايل طال شير، في مقال نشرته "هآرتس"، أن التحول الأساسي الذي أحدثه نتنياهو يمكن استشفافه من خلال رد حركة "شاس"، "اليهودية قبل كل شيء" على شعار غانتس "إسرائيل قبل كل شيء"، وهي تشير بذلك إلى تعميق حكومة نتنياهو لليهودية على حساب "الإسرائيلية"، والمقصود ليست اليهودية اللبرالية العلمانية، بل يهودية دينية إثنية يشترك فيها الحريديون والمتدينون، وتسعى لضم أراض دون منح سكانها حقوقا ديمقراطية، لأنهم غير مخلصين لكونهم غير يهود، كما انعكس ذلك في "قانون القومية".
بالمقابل، تقول الكاتبة، "نرى أن غانتس، الذي يفترض أنه جاء للدفاع عن الديمقراطية اللبرالية من طغيان التطرف اليهودي الديني الذي انعكس أساسا في "قانون القومية"، قد أضاف لحزبه اثنين من مهندسي "قانون القومية" والنضال ضد استقلال القضاء ومن قادة نظرية "الحكم"، هما يوعاز هندل وتسفي هاوزر.
وتقتبس الكاتبة من صفحته على "فيسبوك"، كيف يطالب هندل من الأقلية التسامح مع الأغلبية، حيث تورد قوله، إن "قانون القومية وقانون كرامة الإنسان وحريته يعرفان إطار التوازنات والضوابط. فالأغلبية في النظام الديمقراطي يجب أن تتسامح مع الأقلية ولكن على الأقلية أيضا أن تتسامح مع الأغلبية".
كما تشير إلى أن هندل هو رئيس معهد الإستراتيجية الصهيونية، الذي أقامه يسرائيل هرئيل، وهو الذي صاغ مسودة "قانون القومية" الذي قدمه آفي ديختر، كما أن المعهد هو من مصممي سياسة حكومة نتنياهو عموما وسياسة شاكيد وبينيت خصوصا.
وفي الملخص، فإن غانتس يخطئ الهدف في القضيتين، السياسية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي العربي/ الفلسطيني، وفي القضية الداخلية، المرتبطة بالنظام السياسي الإسرائيلي، والحفاظ على طابعه ومؤسساته الديمقراطية، التي يدعى ضد نتنياهو أنه يحاول تقويضها.
اقرأ/ي أيضًا | غانتس واللعبُ في ملعب اليمين
اقرأ/ي أيضًا | استطلاع: تحالف غانتس لبيد يتفوق على نتنياهو
التعليقات