خلصت دراسة لمركز "بيو" الأميركي للأبحاث الاستقصائية، نشرت اليوم الأربعاء، إلى أن حرية الاعتقاد الديني في إسرائيل مماثلة لتلك الموجودة في دول مثل السعودية وإيران، وأظهرت الدراسة أن إسرائيل من بين الدول الـ20 الأكثر تقييدًا لحرية الدين (اعتقاد وممارسة) حول العالم.
وبيّنت الدراسة التي أجريت خلال الأسبوع الجاري، أن إسرائيل تحتل المرتبة الخامسة في العالم بـ"العداء الاجتماعي على خلفية الأعراف الدينية"، كما حلت إسرائيل في المرتبة السادسة عالميًا في "التوترات والعنف بين الأديان المختلفة".
وأشارت الدراسة إلى حظر السفر في أيام السبت، بما يشمل وسائل النقل العمومي، بالإضافة إلى منع السفر بالمركبات الخاصة في الأحياء الحريديّة، والاعتداء والمضايقة التي يتعرض لها السائقون الذين يقومون بذلك.
كما لفتت الدراسة اعتماد السياسيين الإسرائيليين على الخطاب الديني لاستمالة الجمهور، بالإضافة إلى ذلك، شددت على اعتماد السياسيين الإسرائيليين "على المعتقدات الدينية وسلطة الدين حتى في المسائل القانونية والقضائية".
وأضاف التقرير أن "إسرائيل التي تعرف نفسها بأنها دولة يهودية، يسيطر فيها الحاخامات على جميع حالات الزواج والطلاق والجنائز وغيرها، ما يعني أن الدولة لا تعترف بكل هذه الإجراءات ما لا تتم وفق الشريعة اليهودية، وعلى يد رجال الدين اليهود، وهي لا تعترف كذلك بالزواج المختلط بين الأديان".
وتتبع تقرير مركز "بيو " للأبحاث في تقريره تصاعد وتفاقم القيود المفروضة على ممارسة العقائد الدينية على مستوى العالم ككل، بحيث يوثق التقرير السنوي العاشر لمركز بيو، كل ما يتعلق بالمضايقات والعنف اللذين سلطا على الأفراد لدوافع دينية.
وفي دراسة شملت الأفراد المنتمين إلى أكبر ديانتين في العالم، أكد المسيحيون تعرضهم إلى مضايقات واعتداءات في 143 دولة، فيما قال المسلمون إنهم كانوا ضحايا هذه الممارسات في 140 دولة، وقال اليهود إنهم تعرضوا للمضايقات والهجمات من قبل 87 دولة.
وحسب البيانات التي خلص إليها المركز، تفرض 52 حكومة (بما فيها الروسية والصينية) قيودا صارمة على الدين. وارتفع هذا العدد من 40 خلال عشر سنوات. كما أشار التقرير إلى معاناة 56 دولة من أعمال عدائية لأسباب دينية خلال سنة 2017، وارتفع هذا العدد من 39 دولة سنة 2007.
وسجّلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى مستوى من القيود الحكومية على الدين من بين المناطق الرئيسية الخمس التي شملتها الدراسة، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادي. ومع ذلك، شهدت أوروبا أكبر زيادة في القيود التي فرضتها الحكومات على شعوبها خلال السنوات العشر التي امتدت إلى 2017، حيث ارتفع عدد الدول التي تفرض قيودا على اللباس الديني (بما في ذلك النقاب والبروركيني اللذين ينتشران بين النساء المسلمات) من 5 دول إلى 20 دولة.
ولفت التقرير إلى قرار لحكومة النمساوية في حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، كما أيد البرلمان الألماني مشروع قانون يحظر النقاب والبرقع في المكاتب العمومية والمحاكم ومنشآت القوات المسلحة، ومنعت سلطات المنقبات من قيادة السيارة والعمل في مجال الخدمة المدنية. أما في سويسرا، فوافق الناخبون في منطقتين على حظر ارتداء النقاب، وأيد الناخبون على مستوى البلاد فرض حظر على بناء مآذن جديدة.
ومثل ختان الصبيان مشكلة في أوروبا، واشتكت الجماعات الإسلامية واليهودية في ألمانيا وسلوفينيا من تدخل المسؤولين الحكوميين في تقاليدهم الدينية عبر محاولة تجريم الختان بحجج غير طبية.
وفرض بعض حكام البلديات في إسبانيا، حظرا على النقاب والبرقع، وقيدوا الوعظ العلني والتبشير الذي تعتمده مجموعات مثل “شهود يهوه” و”كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة” التي تجمع أكثر من 15 مليون عضو في العالم.
اقرأ/ي أيضًا | استطلاع: غالبية الأميركيين ينظرون بسلبية للحكومة الإسرائيلية
التعليقات