28/04/2024 - 21:46

نتنياهو وخيارات الصفقة... اجتياح رفح أو إسقاط الحكومة؟

مسؤول إسرائيلي رفيع، يُرجَح أن يكون أحد المقربين من نتنياهو أو هو ذاته، يقول إن إسرائيل تواصل الاستعداد لاجتياح رفح، ويشدد على أن إسرائيل لن تتنازل عن تحقيق أهداف حربها على غزة، وذلك على وقع التهديدات بإسقاط الحكومة الإسرائيلية.

نتنياهو وخيارات الصفقة... اجتياح رفح أو إسقاط الحكومة؟

من المنطقة الحدودية المصرية الفلسطينية في رفح، جنوبي قطاع غزة (Getty Images)

قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، اليوم الأحد، إن الاستعدادات تتواصل لاجتياح مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة المحاصر، مشددا على أن تل أبيب "لن تتنازل في أي صفقة، في حال تمت، عن أهداف الحرب"، وذلك على وقع التهديدات بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية التقارير حول إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس تُرجِئ اجتياح رفح.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ويتصاعد الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية حول الأولويات في هذه المرحلة من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة من 205 أيام؛ إذ يرى الجنرالات السابقون متمثلين بـ"المعسكر الوطني" أن اتفاق تبادل الأسرى يمثل أولوية قصوى، في حين يصر أنصار اليمين واليمين المتطرف على التوغل في رفح، رغم التحذيرات الدولية من الهجوم على المدينة التي تضيق بالنازحين الذين لجؤوا إليها هربا من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى.

يأتي ذلك في أعقاب تلويح وزيري المالية، بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، بإسقاط الحكومة إذا ما جرى إبرام صفقة تبادل أسرى تؤدي إلى إرجاء العملية العسكرية في رفح، ويرون أن شروطها تشكل "استسلاما لحركة حماس"، علما بأن انسحاب حزبي "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت" سيؤدي إلى تفكيك الائتلاف وحل الحكومة.

وفي بيان مصور بثه على قنواته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، قال سموتريتش: "سيدي رئيس الحكومة، صفقات الوساطة المصرية التي أنهت ‘جولات‘ سابقة ظلت بعدها حماس قوية وتمكنت من تعزيز قوتها مرارا وتكرارا (...) هذا بالضبط ما قدتنا إليه في العقدين الماضيين، وهذا بالضبط ما وعدنا بعدم تكراره".

واعتبر أن "الموافقة على الصفقة المصرية هو استسلام مذل، ويمنح النصر للنازيين على حساب مئات جنود الجيش الإسرائيلي الذين سقطوا في المعركة". كما اعتبر سموتريتش أن "الصفقة المصرية" بمثابة "حكم بالإعدام بحق المختطفين؛ وقبل كل شيء فهي تشكل خطرًا وجوديًا فوريا على دولة إسرائيل".

وتابع مهددا نتنياهو: "إذا، لا سمح الله، قررت رفع الراية البيضاء، وإلغاء أمر احتلال رفح فورًا من أجل استكمال مهمة تدمير حماس، وإعادة الأمن لسكان الجنوب ولمواطني إسرائيل، وإعادة جميع إخواننا وأخواتنا المختطفين إلى بيوتهم، الحكومة برئاستك لن يكون لها حق في الوجود"، واعتبر أن ذلك يشكل "لحظة مفصلية في مصير شعب إسرائيل. القرار في يدك".

بدوره، أعاد بن غفير مشاركة منشور كان قد كتبه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قال فيه إن "صفقة انهزامية (يسميها "صفقة التخلي") تعني إسقاط الحكومة"، علما بأن حزبي "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت" يشاركان في حكومة نتنياهو بـ13 مقعدا برلمانيا وانسحابهما من الائتلاف يعني سقوط الحكومة (59 مقعدا من أصل 120 في الكنيست).

من جهته، علق الوزير في كابينيت الحرب، بيني غانتس، على تهديدات سموتريتش وبن غفير، وقال في بيان عممه على حساباته الرسمية في مواقع التواصل، إن "دخول رفح مهم في الصراع الطويل ضد حماس، لكن عودة المختطفين الذين تخلت عنهم حكومة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أمر ملح وذو أهمية أكبر بكثير".

وأضاف غانتس أنه "إذا تم التوصل إلى مخطط مسؤول تدعمه الأجهزة الأمنية؛ لا ينطوي على إنهاء الحرب، وعطله الوزراء الذين قادوا الحكومة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فلن يكون للحكومة الحق في الوجود"، علما بأن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قال في مقابلة مع القناة 12، السبت، إن إسرائيل سترجئ عملية رفح إذا تم التوصل لاتفاق تبادل أسرى.

وكان غانتس قد انضم إلى حكومة الطوارئ بعد أيام من اندلاع الحرب على غزة، بكتلة مكونة من 12 عضو كنيست، قبل أن ينسحب الوزير السابق، غدعون ساعر، من الحكومة، وينفصل عن كتلة غانتس، وينضم للمعارضة بكتلة من 4 أعضاب كنيست تسمى "اليمين الرسمي"، الأمر الذي أفقد غانتس قدرته على التأثير، إذا أن وجوده في الحكومة لا يضمن بقاءها إذا ما قرر سموتريتش وبن غفير إسقاطها.

من جانبه، شن ساعر هجوما على كابينيت الحرب، وقال في منشور على منصة "إكس"، إن "الضعف يولد ضعفا. كما أن تأخر كابينيت الحرب الفاشل في اتخاذ قرار دخول رفح ومحور فيلادلفيا، أضعف موقف إسرائيل التفاوضي في محاولات التوصل إلى مخطط جديد للإفراج عن الرهائن. ثمن الافتقار إلى الحسم هو الإذلال. حزين جدا".

في المقابل، قال زعيم المعارضة، يائير لبيد، إن "على هذه الحكومة أن تختار: إعادة المختطفين أحياء، أو بن غفير وسموتريتش؛ علاقات مع الأميركيين، أو بن غفير وسموتريتش؛ الصفقة السعودية، أو بن غفير وسموتريتش؛ أمن إسرائيل، أو بن غفير وسموتريتش"، فيما تخشى عواصم ومنظمات إنسانية سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في رفح، التي تتعرض أساسا لقصف منتظم من قبل جيش الاحتلال.

الجهود تتكثف من أجل الهدنة

وأعلن مسؤول كبير في حماس أن وفدا من الحركة سيقدم ردها، الإثنين، في القاهرة، على مقترح الهدنة، ورغم أن الجانب الإسرائيلي شدد على أن الصفقة المحتملة لا تشمل التزاما بإنهاء الحرب، أشار موقع "أكسيوس" إلى أن المقترح يتضمن الرغبة في مناقشة "إرساء هدوء دائم" في غزة. وأفاد مسؤول في حماس بأنه "لا قضايا كبيرة" في ملاحظات الحركة على الاقتراح.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن وفدا إسرائيليا يصل إلى القاهرة، الثلاثاء، وأشارت إلى "تفاؤل حذر بشأن نجاح الجولة الحالية من المفاوضات"، وأضاف "لا تزال هناك فجوات بين الطرفين، لكن الوضع أفضل من السابق". وأضافت "الوضع إيجابي وهناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق" حول صفقة تبادل أسرى مرتبطة بوقف لإطلاق النار في القطاع.

وقال مسؤول في حماس تحدث لوكالة "فرانس برس"، إن "الأجواء إيجابية ما لم تكن هناك عراقيل إسرائيلية جديدة، إذ لا قضايا كبيرة في الملاحظات والاستفسارات التي تقدمها حماس بشأن ما تضمنه الرد". وأضاف المسؤول أن وفدا لحماس برئاسة خليل الحية سيقدم رد الحركة على اقتراح الهدنة خلال اجتماع مع وسطاء مصريين وقطريين في القاهرة، الإثنين.

وقال مسؤول في حماس لوكالة "رويترز" إنه "لدى حماس بعض التساؤلات والاستفسارات فيما يتعلق بالرد الإسرائيلي على مبادرة الحركة، الذي تسلمته من الوسطاء يوم الجمعة"؛ وكان القيادي في حماس، الحية، قد قال يوم الجمعة، إن الحركة تلقت رد إسرائيل على اقتراحها لوقف إطلاق النار وإنها تدرسه قبل تسليم ردها إلى الوسطاء المصريين والقطريين.

بايدن يهاتف نتنياهو ويبحث معه المفاوضات ورفح

وعلى صلة، تباحث الرئيس الأميركي، جو بايدن، في اتصال مع نتنياهو، في المحادثات الجارية والرامية إلى تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأشار البيت الأبيض إلى أن الحليفين "تباحثا في المحادثات الجارية لضمان الإفراج عن رهائن مع وقف فوري لإطلاق النار في غزة"، في حين تتكثف الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل لهدنة.

كما أفاد البيت الأبيض بأن بايدن ناقش مع نتنياهو مسألة رفح، وقال إن "الرئيس (بايدن) أكد على موقفه الواضح" في هذات الشأن، علما بأن إدارة بايدن لا تعارض اجتياح الاحتلال لمدينة رفح، ولكنها تطالب حكومة نتنياهو بـ"ضمانات لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين"، خلال الهجوم على المنطقة التي تؤوي 1.5 مليون مدني أغلبهم نازحون.

وفي حين تؤكد إدارة بايدن دعمها لإسرائيل، تعرب على الدوام عن قلقها إزاء الحصيلة الفادحة للخسائر في أرواح المدنيين في غزة وهي تحضّ إسرائيل على عدم شن هجوم في رفح.

وتكثفت الجهود الدبلوماسية في الأيام الأخيرة من أجل التوصل لاتفاق يرسي تهدئة، فيما تقول الحكومة الإسرائيلية إنها تواصل استعداداتها لهجوم لا تنفك تلوّح بشنه على مدينة رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة، رغم التحذيرات الدولية في هذا الشأن.

التعليقات