بمشاركة واسعة: إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد ديار العمري في صندلة

شارك المئات من أهالي صندلة والمجتمع العربي مساء اليوم، الثلاثاء، في إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الشاب ديار العمري الذي قتل برصاص يهودي في 6 أيار/ مايو 2023.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وتجمع المشاركون في ديوان صندلة الواقع أسفل مسجد القرية، وسط مشاركة واسعة من أهالي البلدة وخارجها.

وتحدث خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى، مجموعة من القيادات ورجال الدين بينهم رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، والمحامي الموكل بالدفاع من طرف العائلة ومدير مؤسسة "ميزان" الحقوقية، عمر خمايسي.

وتوجه المشاركون بعد إحياء الذكرى إلى المقبرة وزيارة ضريح الشهيد ديار العمري.

وقال عضو اللجنة الشعبية في صندلة، وائل العمري، خلال كلمة له إنه "في مثل هذا اليوم من العام السابق قام المجرم المستوطن دينيس بقتل ابن صندلة البار ديار العمري بدم بارد، وذلك بعد ملاحقته بنية قتله لكونه عربي فلسطيني. ما حصل مع ديار يدل على مدى الكره للعرب واستهدافهم بكل الطرق".

وأضاف أن "أهالي صندلة أثبتوا ككل مرة أنهم يد واحدة في كل المناسبات وتحديدا عندما استشهد ديار، والحراك والنشاط الذي أقيم حينها ولا يزال مستمرا حتى يومنا هذا، وهذا دليل على أن أهالي صندلة يدا واحدة وقوة واحدة، ودون هذه القوة لكانت المحكمة والنيابة العامة تساهلت مع المجرم قاتل ابننا".

وذكر رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، أنه "من خلال حادثة قتل ديار، نقول لشبابنا إنكم تسيرون على طريق الحق ولن يكونوا وحدهم ولن نسمح باستباحة دمائهم خصوصا في هذا الوقت الذي نشهد فيه اعتقالات وملاحقات وتهديدات وترهيب".

وتابع "صحيح نواجه ظروفا صعبة ولكن المشهد الأساسي ما يعانيه أبناء شعبنا في غزة والضفة، وتحديدا في غزة خصوصا في هذه الأيام التي يتحدثون فيها عن صفقة تبادل ويريدون خلال هذه الفترة سفك أكبر قدر من الدماء في غزة، وهذه شهوة الدماء لا ترتدع بقوانين أو أخلاق أو أي شيء".

وقال رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، الشيخ كمال خطيب، إن "شهر أيار/ مايو تزدحم فيه الذكريات، ففي 6 أيار/ مايو استشهد ديار وفي 8 من الشهر نفسه كانت ليلة القدر وحينها حاولت الشرطة منع أبناء شعبنا من الوصول إلى المسجد الأقصى ونصبت الحواجز وأوقفت الحافلات، وفي 15 أيار/ مايو المقبل ستكون ذكرى نكبة شعبنا الـ76 وكل هذه الصور تدل على أن شعبنا قرر أن يرسم صورة واحدة وهي أن لا يعيش إلا على هذه الأرض".

وذكر والد الشهيد ديار، أحمد العمري، خلال إحياء الذكرى أنه "قبل استشهاد ديار بلحظات جلسنا سوية وتحدثنا عن المشاريع وعملنا، وقد تناقشنا أنا وهو من أجل توسعة العمل والمخططات المستقبلية له وارتشفنا القوة سويا، ومن ثم خرج من المنزل ليتنفس قليلا في منطقة مرج ابن عامر وأثناء خروجه من البلدة التقى بالمجرم الذي لاحق ابني وأطلق عليه أكثر من 10 رصاصات حتى أرداه قتيلا".

وأشار إلى أن "المماطلة في القضية لا تطمئن وخصوصا أن جريمة قتل ابني وثقت بالصوت والصورة، ومماطلة المحكمة بالملف لا يطمئن كثيرا ولكننا سنبقى مستمرين حتى يأخذ القاتل عقابه الملائم لأنه قتل ابني وعندما خرج من منزله كان ينوي قتل أي عربي وليس فقط ابني ديار".

وقال مدير مؤسسة "الميزان" الحقوقية، المحامي عمر خمايسي، إن "المحكمة لا تزال مستمرة في قضية ديار العمري والقاضي لا يزال يستمع إلى الشهود في الملف، إذ أن المحاكم يوجد بها نوع من المماطلة ولكن في النهاية يوجد قانون وحسب ذلك يجب أن يكون حكم، علمًا أنه بعد قتل ديار جرى اعتقال القاتل والتحقيق معه لمدة شهر ومن ثم قدمت لائحة اتهام ضده".

وتابع أن "محامي دفاع القاتل يحاول الطعن في الأدلة التي قدمت وتحديدا تلك التي صدرت من معهد الطب العدلي في أبو كبير، إذ أن الحيثيات والتفاصيل كثيرة ولكن المهم أن يستمر النضال لأن هذا يشكل ضغطا. هذه القضايا بحاجة إلى نفس طويل ونحن كمؤسسة ميزان سنبقى إلى جانب العائلة حتى النهاية والحق الذي وراءه مطالب لا يضيع أبدا".

وتعود الجريمة إلى يوم 6 أيار/ مايو 2023، حينما استشهد الشاب ديار العمري برصاص يهودي مسلح يدعى دنيس موكين (34 عاما) من سكان بلدة "غان نير" القريبة من صندلة.

وقدمت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في الناصرة يوم 11 حزيران/ يونيو 2023، لائحة اتهام ضد القاتل.

وبعد اقتراف جريمة قتل العمري، أثبت توثيق مصور اعتداء المجرم القاتل على الضحية عندما تواجد داخل سيارته، وفي أعقاب ذلك وقع عراك بالأيدي بينهما في الشارع.

ووفقا لما بين التوثيق آنذاك، عند عودة الضحية إلى سيارته أقدم القاتل على إطلاق النار عليه وقتله في المكان.