الحرب على غزة تطغي على أجواء "يوروفيجن"

أدنرس بوشل: "أنا متأكد من أن شخصًا ما سيتمكن من تهريب العلم الفلسطيني والتلويح به، ولكن ليس من المؤكد أنه سيظهر على شاشة التلفزيون".

الحرب على غزة  تطغي على أجواء

(أرشيفية / Gettyimages)

تخيم الأجواء المرتبطة بالحرب على غزة على نسخة سنة 2024 من مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" التي تستضيفها مدينة مالمو في جنوب السويد، حيث تتجه الأنظار إلى تحركات متوقعة مؤيدة للفلسطينيين قد تغطي على الأجواء الاحتفالية المألوفة.

وتشكل المشاركة الإسرائيلية محور الجدل المرافق لهذه الدورة من المسابقة المنظمة منذ نحو سبعين عامًا والتي تجمع هذه السنة 37 دولة، وتُختتم السبت المقبل (11 أيار/مايو) بالمرحلة النهائية، بعد الدور نصف النهائي الثلاثاء والخميس.

"أحدهم سيتمكن من رفع العلم الفلسطيني"

داخل "مالمو أرينا" حيث تقام المسابقة، حظرت المنظمة رفع أية أعلام غير أعلام الدول المشاركة، وكذلك أية لافتات سياسية المضمون، وهما قاعدتان معمول بهما منذ زمن طويل.

أدنرس بوشل، الذي يقول إنه سيتظاهر في 9 أيار/مايو، وهو تاريخ دخول إسرائيل المسابقة، يوضح: "أنا متأكد من أن شخصًا ما سيتمكن من تهريب العلم الفلسطيني والتلويح به، ولكن ليس من المؤكد أنه سيظهر على شاشة التلفزيون".

يأتي ذلك وسط توقعات بأن يشارك، في المدينة المزينة بالرايات المتعددة الألوان، آلاف الأشخاص في تجمعات مؤيدة للفلسطينيين طوال الأسبوع.

المسؤولة عن "يوروفيجن" في بلدية مالمو، كارين كارلسون، تقول: "لم أعتقد يومًا أننا سنصبح حدثًا سياسيًا عالميًا" بهذا الحجم.

أستاذ تاريخ الأفكار والمتخصص في "يوروفيجن"، أندرياس أونرفورس، يقول للوكالة الفرنسية إن "العالم كله يعيش في مالمو وكل الصراعات موجودة في مساحة صغيرة جدًا".

يشار إلى أن عدد سكان مدينة مالمو يبلغ نحو 362 ألفًا من 186 جنسية.

وتقيم غالبية السويديين من أصل فلسطيني في المدينة الساحلية التي تحتل المرتبة الثالثة في المملكة الاسكندنافية وتستعد أيضًا لاستقبال 100 ألف زائر في مناسبة الحدث.

وقد رفعت السويد مستوى التأهب واتُخذت إجراءات مشددة لدخول المواقع. ويتولى عناصر شرطة من النروج والدنمارك مساعدة زملائهم السويديين الذين سيكونون مزوّدين بأسلحة أكثر من المعتاد. وسيكون المسرح الضخم في "مالمو أرينا" محاطًا بعناصر الأمن.

كما وستخضع التظاهرات التي يُتوقع أن تنظّم لتدابير أمنية مشددة، فيما أُخلِيَت نَظارات التوقيف الاحتياطي تحوّطًا، ونُقل الموقوفون منها إلى أخرى في السويد.

وأدى كل ذلك إلى "صرف الاهتمام عن المسابقة الموسيقية والفرح الذي تجلبه"، على ما لاحظ أندرس بيرسون، أحد مشجعي فرقة "آبا" الرباعية السويدية التي فازت باللقب قبل 50 عامًا بالضبط.

متحدون بالموسيقى

اعتمدت مالمو شعار "متحدون بالموسيقى" الخاص بنسخة 2023 التي أقيمت في المملكة المتحدة، نظرًا إلى تعذّر تنظيمها في أوكرانيا، البلد الفائز في دورة 2022.

وتقول عالمة الأنثروبولوجيا المتخصصة في "يوروفيجن"، ليزان ويلكن، "كانت نسخة ليفربول العام الفائت بمثابة احتفال في وجه بوتين. أما هذه السنة، فمن الصعب جدًا على السويد أن تحدد موقفها، إذ تطغى عليها" حرب غزة.

وفي مقابل التحركات المنتظرة دعمًا للفلسطينيين، ينظم عضو الجالية اليهودية الصغيرة في مالمو، يائير إلسنر، تجمعًا في 9 أيار/مايو للاحتفال بالمشاركة الإسرائيلية. وقال في هذا الصدد "سنحضر مع الأعلام السويدية والإسرائيلية، لإظهار شيء إيجابي وترحيبي لصالح إسرائيل والديمقراطية وطريقة الحياة الغربية"، بحسب ما جاء في تقرير "أ.ف.ب" اليوم، السبت.

يشار إلى أن مسابقة "يوروفيجن" هي مسابقة غنائية ينظمها اتحاد البث الأوروبي منذ عام 1956.

التعليقات