أفاد مصدران في حركة حماس، اليوم الإثنين، بأن الحركة أبلغت الوسطاء استعدادها لبدء جولة المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، وذلك بحلول الموعد المحدد في الاتفاق والذي يصادف اليوم.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقال قيادي في حماس في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إنه "من المقرر أن تبدأ المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية للمفاوضات اليوم؛ حماس أبلغت الوسطاء خلال الاتصالات الجارية واللقاءات التي عقدت مع الوسطاء المصريين الأسبوع الماضي في القاهرة بأننا جاهزون لبدء جولة المفاوضات للمرحلة الثانية".
وأكد مصدر آخر في الحركة أن حماس "تنتظر من الوسطاء البدء بجولة المفاوضات، وفد حماس جاهز وملتزمون بتطبيق بنود الاتفاق".
وأوضح القيادي أن جولة المفاوضات للمرحلة الثانية ستركز على "قضايا وقف إطلاق النار الدائم، وعدم العودة إلى الحرب والانسحاب العسكري بما في ذلك من محور فيلادلفيا، والاتفاق على المعايير الخاصة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الثانية من الصفقة"، مشددا على أن "كتائب عز الدين القسام وفصائل المقاومة لديها عدد من كبار الضباط والجنود الأسرى".
كما لفت إلى أن بنود الاتفاق تتضمن مواصلة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والتي تشمل "المساعدات الغذائية والدوائية والإغاثية، و200 ألف خيمة مجهزة، 60 ألف كرفان، ومواد لترميم المشافي ومحطات المياه، وتشغيل المخابز، وإدخال الوقود والمعدات الثقيلة لإزالة الركام وانتشال الجثث".
حماس: مستعدون لإنجاح المرحلة الثانية... الاحتلال يماطل في تنفيذ الاتفاق
وقال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، اليوم، إن الحركة مستعدة لإنجاح المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشددًا على أن تنفيذها مرتبط بالتزام الاحتلال باستحقاقات المرحلة الأولى.
واتهم القانوع إسرائيل بتعمد التباطؤ في إدخال الخيام والكرفانات والمساعدات الإغاثية اللازمة لإيواء الفلسطينيين، مشددا على أن ذلك محاولة يأتي في إطار المساعي الإسرائيلية لـ"زيادة الضغط على الشعب الفلسطيني وكسر إرادته".
وأضاف أن حماس لن تسمح للاحتلال بعرقلة جهود الإغاثة أو إفشال الاتفاق، مؤكدًا استمرار تواصل الحركة مع الوسطاء لضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، لا سيما المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية.
وأشار القانوع إلى أن غزة تعيش "نكبة جديدة" بسبب تلكؤ الاحتلال في تنفيذ بنود الاتفاق، ما فاقم الأوضاع الإنسانية. كما جدد دعوته للمجتمع الدولي والوسطاء لممارسة ضغوط على إسرائيل لضمان التزامها بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى المتضررين.
ويبحث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في واشنطن، اليوم، المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في قطاع غزة، مع المبعوث الأميركي للمنطقة، ستيف ويتكوف، قبل أن يستقبله الثلاثاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي أكد تحقيق "تقدم" في المحادثات حول الشرق الأوسط.
ومن المقرر استئناف المفاوضات من خلال الوسطاء هذا الأسبوع بين إسرائيل وحماس بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، (في اليوم الـ16 من الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي) والتي يفترض أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة وإنهاء الحرب.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المؤلف من ثلاث مراحل، على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى ستة أسابيع، وتشمل الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا من غزة (غير التايلانديين) في مقابل نحو 1900 أسير فلسطيني.
وفي وقت لاحق من الأسبوع الجاري، يلتقي ويتكوف رئيس وزراء قطر ومسؤولين مصريين كبارا يؤدون دور الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة حماس. ومن المقرر في هذا السياق أن يستقبل ترامب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 11 شباط/ فبراير.
وشدد ترامب، مساء أمس، الأحد، على أن "المحادثات حول الشرق الأوسط" مع إسرائيل وعدد من الدول الأخرى تحرز "تقدما". وقال "أعتقد بأن هناك اجتماعات كبيرة على جدول أعمالنا" أثناء زيارة نتنياهو؛ في حين أن ملف التطبيع بين إسرائيل والسعودية من أبرز الملفات المطروحة على طاولة مباحثات نتنياهو في واشنطن.
ويبدو أن ترامب مصمم على ترسيخ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، وكذلك بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. في المقابل، يسعى نتنياهو خلال زيارته، التي قد تمتدّ لفترة أطول من المخطط لها وفقًا لهيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، إلى تقييم كلفة هذه العلاقة مع رئيس أميركي يعتمد منطق الصفقات بصفته رجل أعمال.
التعليقات