تقرير: وفد مصريّ يزور تل أبيب وحماس تبدي مرونة في أعقاب تحركات القاهرة لوقف الحرب على غزة

حماس "تعهدت بعدم السيطرة، أو الوجود المسلّح في محيط معبر رفح، أو التأثير على حركة العمل به خلال الفترة الانتقالية المقترحة في التصوّر الجديد، الذي تروج له القاهرة".

تقرير: وفد مصريّ يزور تل أبيب وحماس تبدي مرونة في أعقاب تحركات القاهرة لوقف الحرب على غزة

نازحات في غزة (Getty Images)

أبدت حركة حماس "مرونة كبيرة" في أعقاب تحركات مصرية، وأخرى قامت بها أطراف إقليمية، في مساعي التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وبخاصّة بعد الاتفاق الذي تمّ التوصُّل إليه، والذي أنهى الحرب في لبنان، بحسب ما أوردت صحيفة "العربي الجديد" عبر موقعها الإلكترونيّ، الخميس.

يأتي ذلك فيما أكّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الخميس، رفضه لوقف الحرب في قطاع غزة؛ وفيما أشار إلى أن "الظروف تغيّرت نحو الأفضل"، وأن وقف إطلاق النار ممكن، شدّد على أنه "ليس نهاية للحرب".

ونقلت "العربي الجديد" عن مصادر خاصّة لم تسمّها، أن حماس قد "تعهدت بعدم السيطرة، أو الوجود المسلّح في محيط معبر رفح، أو التأثير على حركة العمل به خلال الفترة الانتقالية المقترحة في التصوّر الجديد، الذي تروج له القاهرة".

ووفق التقرير، فإن الفترة الانتقالية، "تتراوح بين 45 و60 يوما".

وأشار إلى أن وفدا أمنيا مصريا قد توجه لتل أبيب الخميس، "في زيارة استغرقت ساعات عدة والتقى خلالها رئيس الشاباك رونين بار، ومسؤولين آخرين معنيين بالمفاوضات".

وذكر التقرير أن زيارة الوفد المصري إلى تل أبيب الخميس، هي "الزيارة هي الثانية من نوعها في غضون أسبوع"، إذ زار وفد أمني مصري، إسرائيل، الأسبوع الماضي، و"عرض خطوطا عريضة لما توصلت إليه جهود القاهرة، عقب اتصالات مع كل من قيادتي حماس، وفتح، لتحريك مياه المفاوضات الراكدة".

اكتظاظ رهيب أمام مخبز بدير البلح في ظلّ صعوبة توفّر المأكل والمشرب (Getty Images)

ويتضمّن المقترح المصريّ مرحلة انتقالية، تقدّم خلالها، حماس، قائمة بأعداد الأسرى الأحياء لديها ولدى باقي الفصائل، على أن يتبع ذلك الشروع في تبادل جزئي للأسرى، وبدء دخول المساعدات للقطاع بمعدلات كبيرة عبر معبر رفح.

ووفق التصوّر المطروح، سيٌدار معبر رفح من جانب مسؤولين محليين من غزة في السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى دور رقابي إسرائيليّ ودعم مصري.

وأشار التقرير إلى أن "أطرافا عدة ترجّح استعداد الحركة لتقديم تسهيلات ومرونة من أجل إدخال المساعدات، وتخفيف وطأة الوضع الإنساني الصعب على أهل القطاع، من خلال تعهدها بالابتعاد عن المعبر خلال الفترة الانتقالية"، وذلك خلال اتصالات جرت بين مسؤولين مصريين، وقيادة حركة حماس، الأسبوع الماضي.

ولفت إلى أنه من المقرّر أن تتبع الفترة الانتقالية"، مفاوضات مكثّفة، للوصول لاتفاق كامل يقضي إلى وقف إطلاق للنار، وانسحاب إسرائيلي من القطاع، وفق مراحل زمنية يتمّ الاتفاق عليها.

(Getty Images)

وذكر التقرير أن أطرافا إقليمية، تعمل على إقناع حماس بالقبول باتفاقات مرحلية، "بدعوى صعوبة معاودة الاحتلال القتال مجددا بعد فترة توقف طويلة نسبيا في ظل رغبة الجيش الإسرائيلي بإنهاء الحرب، وحجم الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي إزاء كل يوم تستمر فيه الحرب، وكذلك توافق إدارتي (الرئيس الأميركي، جو) بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب على حتمية توقف الحرب".

ولفت التقرير إلى أن "هناك مناقشات موسعة، بشأن إمكانية ترتيب زيارة لمسؤولين معنيين بملف الحرب على قطاع غزة،ستكون الأولى من نوعها إلى تل أبيب، منذ بدء العدوان".

وأضاف أن البتّ في مصير تلك الزيارة، "سيتوقف على سير المفاوضات خلال الأيام المقبلة وإمكانية إحداث اختراق بها".

وفد من حماس إلى القاهرة

وفي تقرير آخر، ذكرت "العربي الجديد"، أن الصيغة التي تحاول الأطراف أن تكون مقبولة على كافة الجهات المعنيّة، "تعتمد على استنساخ التجربة الأخيرة في لبنان، إذ يتم تحديد فترة زمنية لتهدئة مؤقتة تُتيح استكمال النقاش حول القضايا العالقة، بما يشمل ملف تبادل الأسرى واليوم التالي للحرب".

وأشار التقرير إلى أن وفدا من حماس، "سيطّلع خلال زيارة مرتقبة إلى القاهرة، على مقترح تهدئة في غزة".

وأضاف أنه يٌتوقع أن يصل وفد حركة حماس إلى القاهرة، مطلع الأسبوع المقبل،" للاطلاع على تفاصيل المقترح، بالتزامن مع توجُّه وفد أمني مصري إلى تل أبيب لمناقشة مقترح تهدئة في غزة وصيغة الاتفاق الجديد".

وبحسب ما نقل التقرير عن مصادر، فإنّ الوفد المصري يركّز على ترتيبات إدارة قطاع غزة في "اليوم التالي" لوقف إطلاق النار، وذلك تمهيدا للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

وذكر مصدر قيادي في حركة حماس: "نحن في حماس نرحب بأي جهد ينهي الحرب على غزة وفقا للمطالب المشروعة للمقاومة الفلسطينية، والمتمثلة في انسحاب الجيش الإسرائيلي من كافة أراضي القطاع، ووقف الحرب بشكل كامل، وإدخال مستلزمات الإغاثة والإعمار، بالإضافة إلى صفقة تبادل أسرى مشرفة".

وأضاف أن الحركة على تواصل دائم مع الوسطاء الرئيسيين قطر ومصر، مشدّدا على ضرورة استثمار الثقل السياسي التركي في المنطقة والعالم لدعم جهود الوساطة.

التعليقات