قبرص توازن بين علاقة اقتصادية مع إسرائيل ودعم الفلسطينيين

بدا مؤخرا أن العلاقات القبرصية مع إسرائيل أخذت تتعزز على خلفية اقتصادية، وخاصة فيما يتعلق بالغاز الذي تستخرجه الدولتان من آبار في البحر المتوسط، ورغم ذلك يصر المسؤولون القبارصة على دعم الفلسطينيين وحل سلمي يقود إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

قبرص توازن بين علاقة اقتصادية مع إسرائيل ودعم الفلسطينيين

بدا مؤخرا أن العلاقات القبرصية مع إسرائيل أخذت تتعزز على خلفية اقتصادية، وخاصة فيما يتعلق بالغاز الذي تستخرجه الدولتان من آبار في البحر المتوسط، ورغم ذلك يصر المسؤولون القبارصة على دعم الفلسطينيين وحل سلمي يقود إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وسلطت صحيفة 'معاريف' في تقرير موسع الضوء حول هذا الموضوع، اليوم الجمعة. وقال الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، للصحيفة الإسرائيلية إن 'الجهود التي أبذلها من أجل تحسين العلاقات بين إسرائيل وقبرص لا تعني أن قبرص غيرت مواقفها في موضوع الشرق الأوسط. وقبرص ستستمر في دعم حل في المنطقة بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وموقف الاتحاد الأوروبي الذي يقضي بحل يستند إلى حدود العام 1967'.

وتأتي أقوال الرئيس القبرصي على الرغم من تعزيز العلاقات القبرصية مع إسرائيل، وتمثل ذلك بأربعة لقاءات بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، بينها اثنان في إسرائيل، فيما اللقاء الأخير، قبل أسابيع قليل، شارك فيه رئيس الحكومة اليونانية، ألكسيس تسيبراس.

وأوضح الرئيس القبرصي أنه 'في الماضي كنا مثل جيران منسيين. وأنا أُعتبر السياسي الذي بذل أكبر مجهود من أجل تغيير الرأي العام في قبرص تجاه إسرائيل. وقد آمنت منذ البداية بتعزيز العلاقات بين الدولتين، وأشعر باعتزاز على مساهمتي لتطوير العلاقة بين إسرائيل وقبرص. ويوجد أساس متين لهذه العلاقات، سيسمح للدولتين بخلق أجواء جيوسياسية واقتصادية مشتركة لمصلحتهما المتبادلة'.

وحذر الرئيس القبرصي من أنه 'لا ينبغي التعامل مع هذه العلاقات بين إسرائيل وقبرص بصورة انتهازية وسطحية وإنما من خلال رؤية إلى الأمد البعيد، تستند على أعمدة إستراتيجية تحرك مصطلح الجار الجيد'.

وعزا الرئيس القبرصي تعزيز العلاقات هذا إلى مقل الغاز 'أفروديتا' القبرصي والمحاذي لحقل 'ليفياتان' الذي تستخرج إسرائيل الغاز منه. وقال 'هذه حقيقة أن اكتشاف الغاز في المنطقة ساهم بتعزيز العلاقات، وكلتا الدولتين تريان الفرصة الهائلة في التعاون'.

إقرأ/ي أيضا | الجيش الإسرائيلي لا يرى حلا عسكريا للهبة الفلسطينية

ورأى الباحث في جامعة نيقوسيا، هوبرت فاوستمان، أن الغاز هو جوهر تعزيز العلاقات بين الدولتين، وقال للصحيفة إن 'إسرائيل بحاجة إلى قبرص، لأن الطريق الأفضل لإنتاج غاز إسرائيلي هي بواسطة أنبوب يمر من قبرص إلى تركيا'.

وعبر فاوستمان عن قناعته بأن علاقات إسرائيل مع تركيا، التي توترت كثيرا في السنوات الأخيرة، تؤثر على تقارب قبرص من إسرائيل. وقال إن 'قبرص حاولت إقامة تحالف معاد لتركيا مع إسرائيل. وبعد مغادرة أفيغدور ليبرمان وزارة الخارجية، لم تعد هذه الإمكانية قائمة على ما يبدو، لأن العلاقات بين إسرائيل وقبرص تتحسن. والآن يحاولون إقامة حلف جديد بين مصر وإسرائيل واليونان وقبرص'.

من جانبه، قال أفيشاي برافرمان، الذي ترأس في السابق رابطة الصداقة بين إسرائيل وقبرص في الكنيست، إن هذه العلاقة مهمة للقبارصة لأنهم جزيرة معزولة 'وهم يبحثون عن حلفاء يساعدونهم على مواجهة تركيا'.

ورأى السفير الإسرائيلي السابق في قبرص، أهرون لوبيز، أن 'قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي وتشكل مركزا تجاريا هاما، والصداقة بين الشعب القبرصي وإسرائيل معروفة، وسادت منذ وجود معسكرات المهاجرين اليهود قبل قيام الدولة'.

وقالت الصحيفة إن الرئيس القبرصي ينظر بقلق إلى تسخين العلاقات بين إسرائيل وتركيا، لكنه قال إنه 'مع توثيق العلاقات، فإننا جميعا بالغين وواقعين كفاية كي ندرك أن تعزيز العلاقات بين إسرائيل وقبرص لا يمس العلاقات مع طرف ثالث. وسأكون أكثر وضوحا. فعلى سبيل المثال، تعزيز العلاقات بين إسرائيل وتركيا لن يمس بالعلاقات بين إسرائيل وقبرص'.

وأضاف أنه 'جرى التوقيع فيما بيننا على عدد هائل من الاتفاقيات في مجالات الزراعة، السياحة، الصحة، التجديدات التكنولوجية، وهذا جانب صغير من الاتفاقيات. وبرأيي على إسرائيل أن ترى بقبرص فرعا لتل أبيب وبوابة للاتحاد الأوروبي بكل ما يعني ذلك، وهذا يعني الكثير في المجالات الإستراتيجية والاقتصادية والمالية'.

وامتنع أناستاسيادس عن الإجابة على سؤال حول تأثير العلاقات الآخذة بالتوثق بين إسرائيل وقبرص على العلاقة الوثيقة بين قبرص والفلسطينيين. رغم ذلك فإنه في ختام لقائه مع نتنياهو وتسيبراس، شدد على أن التعاون بين الثلاثة هو من أجل السلام والاستقرار 'وليس موجها ضد أحد'.

الجدير بالذكر أن إسرائيل سارعت إلى تعيين سفير لها في قبرص بعد إعلان استقلال قبرص في سنوات الستين، لكن قبرص لم ترسل سفيرا إلى إسرائيل إلا في العام 1994، أي بعد توقيع اتفاقيات أوسلو وانطلاق عملية سلام إسرائيلية – فلسطينية.

كذلك فإن قبرص كانت بين أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطينية في أعقاب إعلان الجزائر في العام 1988، وقبل ثلاث سنوات تم رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في نيقوسيا إلى سفارة.

التعليقات