استشهد يعقوب موسى حسين أبو القيعان بالأربعينات من عمره، وأصيب عدة أشخاص بجراح وصفت بين المتوسطة والخطيرة، بينهم النائب أيمن عودة، في قرية أم الحيران بالنقب فجر اليوم الأربعاء، برصاص قوات الشرطة الإسرائيلية التي اقتحمت القرية بغرض هدم المنازل وإخلاء السكان، فيما ذكرت الشرطة أن أحد عناصرها لقي مصرعه دهسا خلال المواجهات.
وشرعت الجرافات معززة بقوات الشرطة والوحدات الخاصة في هدم منازل بالقرية، وذلك بعد ساعات من المواجهات بين السكان والشرطة التي عقبت استشهاد أبو القيعان، الذي ما زال جثمانه داخل سيارته المحاصرة بقوات من الشرطة التي تمنع أهله من الاقتراب من المكان.
واستنفرت الشرطة قواتها وانتشرت بالقرب من العديد التجمعات العربية في النقب، حيث تم نصب الحواجز الشرطية ومنع السكان من التنقل والسفر باتجاه أم الحيران، حيث منعت الوحدات الخاصة من النواب العرب الذي وصلوا للنقب الدخول إلى قرية أم الحيران.
وشهدت القرية مواجهات ما بين السكان وقوات الشرطة والوحدات الخاصة، التي اقتحمت القرية لإخلاء وتهجير أهالي حي سكني مؤلف من 12 منزلا.
وقال رئيس اللجنة المحلية لقرية أم الحيران، رائد أبو القيعان إن 'قوات كبيرة من الشرطة وأجهزة الأمن حاصرت القرية وداهمتها، وخلال ذلك تم قتل شاب، فيما أصيب عدة أشخاص بجراح متفاوتة بينهم النائب أيمن عودة، حيث تحاصر القوات القرية تمهيدا لهدمها وتمنع السكان حتى من إخلاء الجرحى'.
ودعا أبو القيعان 'أبناء المجتمع العربي، إلى الرد على ما يحدث في هذه اللحظات في بلدة أم الحيران، ووجه نداء استغاثة إلى أبناء شعبنا في أن يهبوا لإنقاذ القرية وأهلها، بعد أن غزتها قوات إسرائيلية تقدر بالمئات من الأفراد المشاة والخيّالة، ويطلقون النار على الأهالي وسط إخلاء عدد من البيوت في البلدة'.
وقال أبو القيعان إن 'قوات الشرطة بدأت بإخلاء البيوت فتصدى لها أصحابها، وأطلقت القوات الغازية العيارات المطاطية والرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى استشهاد الشاب يعقوب القيعان ووقوع عدة إصابات، حيث تمنع الشرطة إخلاء الجرحى إلى المستشفيات، في حين تم نقل النائب المصاب أيمن عودة إلى العلاج في المستشفى'.
ووصف أبو القيعان ما يجري بحالة حرب تخوضها هذه البلدة الصامدة، وهجمة عنصرية لم يسبق لها مثيل.
وقال: 'يتعاملون معنا بطريقة مهينة، لأننا نريد أن نتجذر في أرضنا، وأدعو كل حر من أبناء شعبنا إلى الوقوف معنا ومساندتنا في هذه المحنة'.
وحاصرت الشرطة قرية أم الحيران وحولتها لثكنة عسكرية، فيما منعت قوات الشرطة تمنع النواب العرب من دخول أم الحيران، وطلب النائب جمال زحالقة منها السماح للنواب دخول البلد حتى يروا بأم عينهم ما يحدث فيها الآن.
وحمّل زحالقة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ما حدث صباح اليوم واستشهاد المربي يعقوب أبو القيعان بعد إطلاق النار عليه بدم بارد، واتهامه بعد ذلك بأنه دهس شرطي وينتمي إلى 'داعش'.
وطالب زحالقة الشرطة بإخلاء أم الحيران فورًا وسحب القوات والآليات منها والامتناع عن فرض الحلول بالقوة، والدخول بمفاوضات لإيجاد حل يعتمد على احترام حقوق الأهل في أم الحيران.
وبحسب شهادات سكان القرية، فإن الشاب أبو القيعان خرج من منزله وقاد سيارته صوب مدخل القرية، حيث تجمهر الأهالي هناك بمسعى لمنع قوات الشرطة والجرافات من اقتحام القرية، وقتل برصاص الشرطة التي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز والرصاص المغلف بالمطاط على المتجمهرين، وقامت باقتحام القرية وتوفير الحماية للجرافات تمهيدا لهدم المنازل.
وناشد اللجنة الشعبية أهالي قرية أم الحيران التي ترفض إسرائيل على الاعتراف بها وتصر على هدم المنازل وتشريد السكان، قيادات وناشطي القوى الوطنية والأحزاب السياسية الوقوف إلى جانبهم من أجل منع تنفيذ جريمة هدم 12 منزلا لأهالي القرية، وحذروا من أن الهدم والإخلاء يتهدد قريتهم في أي لحظة بعد أن تم محاصرتها فجر اليوم الأربعاء، من قبل قوات الشرطة والأمن التي شرعت بإخلاء العائلات والاعتداء على النساء والأطفال.
وتعقد لجنة المتابعة العربية صباح اليوم جلسة طارئة في مجلس حورة للتباحث باعتداءات الشرطة على أهالي أم الحيران ومناقشة السبل للتصدي لمخطط هدم القرية.
من جابنها، قالت الشرطة الإسرائيلية أن رجلا قتل بالرصاص فيما توفي أحد أفراد الشرطة وأصيب أربعة أشخاص بجراح متفاوتة بينهم النائب عودة والزميل المصور في قناة الجزيرة مراد أسعيد الذي أصيب برصاصة مطاطية في القدم، خلال المواجهات ، حيث تم نقل الجرحى للعلاج في مستشفى سوروكا في بئر السبع.
وزعمت الشرطة في بيانها أن الشهيد أبو القيعان' حاول تنفيذ عملية دهس لأفراد الشرطة الذين تواجدوا في المكان، فيما تؤكد شهادات الأهالي أنه قتل بدم بارد.
وفي غضون ذلك، أتهم النائب طلب أبو عرار الشرطة بقتل أبو القيعان بدم بارد، مؤكدا أن الشهيد أبو القيعان هو معلم وقتل برصاص الشرطة وهو بطريقه للمدرسة، رافضا التحريض بالإعلام الإسرائيلي الذي زعم أنه ينتمي لتنظيم 'داعش'، مؤكدا أنه إذ كانت هناك أي إصابات من الشرطة سببها إطلاق نار من الشرطة وعنف الوحدات الخاصة.
وحملت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب جريمة القتل والاعتداء على أهالي أم الحيران والهدم للحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو، وأكدت أن ما حدث في أم الحيران هو جريمة نكراء ومأساة حقيقيه تتحمل مسؤوليتها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والتي تستهدف الوجود والمستقبل الفلسطيني في النقب والبلاد عامه.
ودعت لجنة المتابعة العليا ولجنة التوجيه للاجتماع بأسرع وقت لبحث هذه التداعيات الخطيرة واتخاذ ما يلزم من خطوات على كافة المستويات.
وقالت اللجنة في بيان صادر عنها: 'لقد حذرنا أكثر من مرة من تداعيات هذه السياسة الحمقاء والعنصرية على مستقبل النقب والبلاد بشكل عام. إن استهداف المواطنين العزل وممثلي الجمهور هو جريمة لا تغتفر بكل المقاييس ولا تقرها المعايير والشرائع الإنسانية'.
وتابعت اللجنة في البيان إن 'قدرنا في النقب والبلاد عامه أن نواجه هذا الطوفان من العنصرية والتطرف من قبل حكومة متغطرسة تريد اقتلاعنا من قرانا ومحاصرتنا في كل نواحي الحياة. رحم الله الشهداء ونسأل الله السلامة للمصابين'.
اقرأ/ي أيضًا | أم الحيران تناشد: خطر الهدم في أي لحظة
التعليقات