قُتل طبيب (29 عاما)، مساء اليوم، الإثنين، في جريمة إطلاق نار استهدفته داخل إحدى العيادات في بلدة كفر ياسيف، حيث أطلق مجهولون النار عليه قبل أن يلوذوا بالفرار.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وعُلم أن ضحية الجريمة هو الطبيب عبد الله قاسم عوض من بلدة المزرعة؛ ورجحت مصادر محلية أنه لم يكن المستهدف في الجريمة، إذ تواجد في العيادة ليحل محل طبيب آخر.
وأعلنت نقابة الأطباء عن إضراب لمدة ساعتين، يوم الثلاثاء، في كافة المرافق الصحية في البلاد، احتجاجا على مقتل الطبيب، ودعت الحكومة إلى "إنهاء الإهمال" في مكافحة الجريمة.
وذكرت الشرطة أن الطواقم الطبية التي وصلت إلى الموقع اضطرت إلى إقرار وفاة الطبيب متأثرًا بجراحه، لترتفع حصيلة ضحايا الجريمة في المجتمع العربي خلال اليوم إلى ثلاثة قتلى.
وادعت الشرطة أن الخلفية المحتملة للجريمة "جنائية"، وقالت إن قواتها وصلت إلى المكان، وشرعت في جمع الأدلة، إلى جانب تنفيذ عمليات تمشيط بحثًا عن مشتبه بهم.
يأتي ذلك في يوم دموي جديد في المجتمع العربي، شهد مقتل يعقوب جبر (40 عامًا) طعنًا في أبو غوش، والفتى وائل أبو زايد (14 عامًا) في جريمة إطلاق نار بمدينة اللد.
والليلة الماضية، قتل ثلاثة أشخاص في جريمة دموية في أبو سنان، حيث أصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، لترتفع حصيلة ضحايا الجريمة إلى 29 قتيلا عربيا منذ مطلع العام.
وفي تعليقه على الجريمة، عبّر رئيس نقابة الأطباء في إسرائيل، تسيون حَغاي، مساء اليوم، عن "صدمته العميقة" إزاء مقتل طبيب الأطفال عوض في بلدة كفر ياسيف.
وقال رئيس نقابة الأطباء، في بيان، إن "العنف وانعدام السيطرة غير المقبول أدّيا إلى مقتل ستة مواطنين خلال 24 ساعة، وعلى الدولة أن تستفيق وتضع حدًا لهذا الوضع".
وأشار حَغاي إلى أن الطبيب عوض، وهو من سكان بلدة المزرعة، قُتل أثناء عمله طبيبًا للأطفال في عيادة تابعة لصندوق المرضى "كلاليت".
وأضاف "مرة أخرى، يتضح أن العنف لا حدود له ولا خطوط حمراء. من يطلق النار على المنازل والمدارس لا يتردد في استهداف الأماكن التي تقدم فيها الرعاية الطبية".
وشدد على أن "نقابة الأطباء لن تسمح بأن يُترك الطاقم الطبي دون حماية في أماكن عملهم"، مطالبًا الحكومة الإسرائيلية "بوقف التراخي، وتعزيز الأمن الشخصي في المجتمع العربي".
29 قتيلا عربيا منذ مطلع العام
ويشهد المجتمع العربي تصاعدا داميا للعنف والجريمة، في ظل تواطؤ الشرطة الإسرائيلية مع المنظمات الإجرامية وتقاعسها عن ملاحقة الجناة.
وبينما تتوالى الجرائم بوتيرة متسارعة، يبقى القاتل مجهولا والعدالة غائبة، ما يعزز تفشي الجريمة المنظمة في ظل غياب الردع والمحاسبة.
وبحسب المعطيات، وصل عدد القتلى من المجتمع العربي، إلى 29 قتيلا، بينهم 3 برصاص الشرطة، وذلك منذ مطلع العام الجاري.
وبين الضحايا امرأة، و23 ضحية قُتلوا بالرصاص والدهس والطعن، بالإضافة إلى ثلاثة قتلى برصاص الشرطة وهما اثنان من عرابة البطوف والثالث من كفر قرع.
وفي العام الماضي (2024)، قتل 221 شخصا في جرائم قتل شهدها المجتمع العربي، مقابل 222 خلال العام 2023.
إضراب في القطاع الصحي احتجاجًا على مقتل الطبيب عوض
وأعلنت نقابة الأطباء في إسرائيل، عن إضراب احتجاجي لمدة ساعتين، يوم غد الثلاثاء، في كافة المرافق الصحية، يبدأ في الساعات الأولى من الدوام، وفقا للنظام المتبع في كل مؤسسة.
وقالت النقابة في بيان إنه "لا يمكن قبول أن يكون الطبيب، أثناء تأدية واجبه في مكان يُفترض أن يكون آمنًا، ضحية لعنف وحشي لا حدود له".
وأشارت إلى أن الجريمة وقعت بعد خمس جرائم قتل أخرى في المجتمع العربي خلال 24 ساعة، ودعت الحكومة إلى "تحرك فوري لمكافحة العنف المستشري في المجتمع العربي".
وطالبت نقابة الأطباء، الحكومة الإسرائيلية، بـ"إنهاء الإهمال الذي يتعرض له المواطنون العرب"؛ كما طالبت السلطات الأمنية بـ"اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للقبض على الجناة".
من جهتها، أعربت إدارة صندوق المرضى "كلاليت" عن "صدمتها العميقة" من الجريمة، وقال مدير منطقة حيفا والجليل الغربي، رونين نودلمان: "نحن في حالة ذهول من الجريمة المروعة".
وقال إن الجريمة وقعت خلال أداء عوض "واجبه المهني بكل تفانٍ من أجل صحة المجتمع". كما قال المدير العام لـ"كلاليت"، إيلي كوهين، إن "هذه حادثة صادمة ومؤلمة لنا جميعًا.
وأضاف أن "الأطباء والطواقم الطبية يأتون يوميًا لإنقاذ الأرواح، وحقيقة أن أحد أفراد الطاقم الطبي يمكن أن يُقتل أثناء عمله لا تُصدق".
وتابع "سنعمل مع كافة الجهات المعنية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث". وأضافت "كلاليت" أنها على تواصل مع الجهات المختصة لكشف كافة ملابسات الحادث.
كما أعلنت عن توفير دعم نفسي وعاطفي للطواقم الطبية والمرضى الذين كانوا شهودًا على الجريمة، وقالت إنها "تقف بجانب أسرة الضحية، وتشاركها حزنها، وستوفر كل الدعم الازم".
التعليقات