في أعقاب استقالة المستشار للأمن القومي مايكل فلين، الذي عين من قبل الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، باتت مسألة تعيين ديفيد فريدمان سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل موضع استفهام، خاصة وأن تعيينه كان لجملة من الأسباب بينها نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي تم تجميده.
كما تثير مواقف فريدمان المعلنة وتماثله مع اليمين المتطرف في إسرائيل علامات استفهام حول مدى أهليته لإشغال منصب سفير.
وغداة استقالة فلين، وقبيل جلسة الاستماع المفتوحة التي ستجريها لجنة الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، يوم غد الخميس، لفريدمان، الذي ينوي الرئيس دونالد ترامب تعيينه سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل، اعتبرت صحيفة "هآرتس" التعيين على أنه غير مناسب، وأنه يجدر البحث عن دبلوماسي آخر يليق بالمنصب.
ومن المفترض أن يطلع السناتورات على ردود فريدمان على أسئلة سبق وأن وجهت له، وفحص وثائق قدمها من أجل التأكد من عدم وجود تعارض مصالح، وطلب توضيحات منه في نقاط معينة.
ويوجد للجمهوريين غالبية في اللجنة وفي مجلس السنات، بحيث أنه في حال عدم اكتشاف حقائق جديدة وإشكالية ستتم المصادقة على تعيينه.
ولكن الواقع الدبلوماسي لمكان عمل فريدمان الموعود أهم من الواقع السياسي الأميركي الداخلي، حيث يشير هذا الواقع إلى أهمية إعادة النظر مجددا في هذا التعيين، سواء في البيت الأبيض ام في مجلس الشيوخ.
وبحسب هيئة تحرير "هآرتس" فإن ما يعرف عن فريدمان وعن مواقفه يشي بأن الحديث عن تعيين بائس. ومثلما تعلم ترامب من قضية تعيين الجنرال المتقاعد مايكل فلين مستشارا للأمن القومي، فإن التعيينات غير الصالحة بشكل باد للعيان من شأنها أن تفشل المعيِّن (بكسر الياء) والمعيَّن (بفتح الياء)، ويصبح "تاريخ انتهاء صلاحية هذه التعيينات قريبا".
وتشير الصحيفة إلى أن فريدمان من معارف ترامب القدامى، ومن الممكن أن تكون خبرته بما يحصل في إسرائيل هي التي جعلته مرشحا جديرا بنظر الرئيس الأميركي. ولكن فريدمان الذي وصف ناشطي منظمة "جي ستريت" بأنهم "أسوأ من كابو (السجناء اليهود الذين تعاونوا مع النازية - عــ48ـرب)"، هو أيضا ذو رؤية خطيرة، وهو يميني متطرف يدعم ضم مناطق في الضفة الغربية لإسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من وظيفة السفير تمثيل الإدارة في البلد التي يخدم فيها، وجمع معلومات موثوقة دون أن يكون مشبوها بمصلحة في الخلافات الداخلية، والتأثير على السياسات في واشنطن، ولهذا فإن تعيين فريدمان، المؤيد المعلن للاستيطان، بات غير مشروع، فهو يتحدث بحدة عن معارضي سياسة حكومة نتنياهو، ولا ينظر إليه كمنفتح ومنصت لمواقف القوس السياسي الإسرائيلي كله.
لقد اعتقد ترامب أن فريدمان هو الشخص المناسب لمنصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، لجملة من الأسباب بينها من أجل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. ولكن ومنذ أن دخل البيت الأبيض كرئيس، باتت تصريحاته اليمينية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر اعتدالا، ويبدو أنه فهم أن صورة الواقع مركبة أكثر.
وتنهي الصحيفة بالقول إنها تأمل بأن يتم تجميد تعيين فريدمان مثلما تم تجميد نقل السفارة، وإيجاد وظيفة أخرى له، وإرسال دبلوماسي جدير إلى تل أبيب.
يذكر أنه نقل عن فريدمان قوله إنه "ينتظر بفارغ الصبر تعيينه من أجل العمل على تعزيز علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة من السفارة الأميركية في عاصمة إسرائيل الأبدية القدس".
ووصف فريدمان بأنه "يميني ومؤيد متحمس للاستيطان"، وينسب له قوله إن 'الاقتراحات والمبادرات لحل الدولتين على مر السنين لم تؤد إلى السلام ولا إلى أمن دولة إسرائيل".
ويتماثل فريدمان مع اليمين في إسرائيل، وله دور في أنشطة مالية داعمة لإسرائيل، يتصل بعضها بالاستيطان في الضفة الغربية، ويشغل أيضا منصب رئيس منظمة "الأصدقاء الأميركيين لمستوطنة بيت إيل"، والتي قدمت للمستوطنة ملايين الدولارات في السنوات الأخيرة.
التعليقات