أُثار الكشف عن الشبهات الجنائية ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووجود تسجيل لمحادثة، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبينها صحيفة 'هآرتس' التي أكدت وجود اتصالات بين نتنياهو ومالك صحيفة 'يديعوت أحرونوت' حول امتيازات متبادلة، وأنّ بحوزة الشرطة توثيق لهذه الاتصالات، الحلبة السياسية، وأشعل شبكات التواصل الاجتماعي.
وحول حيثيات ما يجري في الملف والتفاصيل التي تمّ الكشف عنها، قال المحلل السياسي، أنطوان شلحت، لموقع 'عرب 48' إنّ 'ما وصل إليه نتنياهو في القضية يشير إلى أنّ هناك تلميحات وشبهات قويّة في هذا الملف، الأمر الذي قد يكون فعلاً بداية نهاية بنيامين نتنياهو، لكن حتى الآن يمكن القول أنّ 'المخفي أعظم'، فالحديث يجري عن شبهات تجعلنا نتساءل حول تأثير المال على السُلطة، إذ أنّ هناك تأكيدات يعرفها كُل من يمر مرور الكرّام على هذا الملف، والمسألة تحمل أبعادًا سياسية خطيرة، ويمكن النظر إليها على أنها شكل من أشكال الصراع الداخلي على سُدة الحكم بين نتنياهو والكثير من خصومه سواء من أحزاب متعددة وحتى من حزبه الليكود'.
يقرأ شلحت السيناريو اللاحق المرتبط بنتنياهو، إذ يتوقع أن 'ينتهي الأمر بنتنياهو إلى تقديم استقالته، ومن ثم تأتي السيناريوهات الأخرى، فهناك سيناريو يقضي بتشكيل حكومة بديلة، أو الذهاب إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة'.
وأضاف أنه 'فيما يتعلق بسوق الإعلام، فإنّ صحيفة 'يسرائيل هيوم' ليست الوحيدة في الإعلام الإسرائيلي، فكل الحكومات تسعى للسيطرة على الإعلام، وهذا ما فعله نتنياهو، الذي سعى لفرض إجراءات كي يصبح الإعلام بوقًا لصوت اليمين فقط، وليقمع أي صوت مُغاير. في هذا الجانب نجح نتنياهو بتحقيق نجاحات باهرة ومَن يُتابِع الإعلام يلمس بسهولة ويُسر أنّ سياسة اليمين لاقت حولها إجماعًا كبيرًا، وتماشيًا مع سياسة إسرائيل، ومحاولة إيهام المُطالِعين بسعيه الدائم لتعزيز المصالح الاقتصادية وليست فقط السياسية، هنا أعود لأشدِّد أنّ القضية ليست محصورة في الإعلام، والمطلوب الآن أن ننتظر حتى تتكشف تفاصيل جديدة'.
وردًا على السؤال 'كيف تورط نتنياهو؟!' أجاب شلحت: 'أنا متفق مع التحليلات التي تقول أنّ نتنياهو تورط بعد سعيه الدؤوب للحفاظ على بقائه في سدّة الحكم، وهو على استعداد للتحالف مع الشيطان'.
وأشار إلى أن 'أهم بند لدى نتنياهو هو البقاء، وقضية نتنياهو جزء من كل هذه الديمومة، وضمان حفاظه على كرسيه. يُذكر أنّ نتنياهو طوال الوقت كان يشدّد على قدرته الشخصية، وأنه الوحيد الذي يستطيع أن يواجه الكثير من التحديات التي تتعرّض لها إسرائيل، إذ اعتمد نتنياهو طوال الوقت على مبدأ وجود مخاوف ماثلة أمام إسرائيل ولا أحد غير نتنياهو يُحسن التعامل معها، في السابق تسلّح بـ 'البرنامج النووي الإيراني'، ومؤخرًا حلّ محلّه 'الإسلام المتطرف'، ثم عزّز المخاوف لدى الإسرائيليين مِن الفلسطينيين في الداخل، وقضية النائب د. باسل غطاس هي مثال، هكذا هو فعلاً يحاول التهويل من مخاوف كبيرة للحفاظ على البقاء'.
التعليقات