قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يدلين، الخميس، إنه منذ واقعة إسقاط الطائرة الروسية "إيليوشين 20" في اللاذقية، قبل نحو شهرين، تراجعت الهجمات الإسرائيلية على سورية إلى درجة قريبة من الصفر.
وقال يدلين في حديث إذاعي لـ"FM 103" إن الأمر نجم عن تغيير التكتيك الإيراني، وتقليص عملية تمركزها في سورية لصالح لبنان والعراق.
وبحسب يدلين، الذي يشغل اليوم منصب رئيس "المعهد لدراسات الأمن القومي"، فإنه إضافة إلى "الغضب الروسي" من إسرائيل، فإنه يعتقد أن الروس نقلوا رسائل حادة جدا إلى الإيرانيين، وذلك لأن "الإستراتيجية الروسية تهدف إلى تثبيت الاستقرار في سورية، بينما توقع إيران أضرارا بهذه الإستراتيجية من خلال نشر مصانع الصواريخ الدقيقة"، على حد قوله.
وأضاف أن الصراع بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية لا يفيد روسيا، ولذلك "يمكن، الآن، ملاحظة التغيير في طبيعة النشاط الإيراني في سورية".
يذكر في هذا السياق أنه بعد واقعة إسقاط الطائرة الروسية حصلت أزمة في علاقات إسرائيل مع سورية. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين" قد صرح مؤخرا أنه لا يخطط لإجراء لقاءات أخرى مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
من جهته، حاول نتنياهو، بعد إسقاط الطائرة، الاجتماع بالرئيس الروسي، إلا أنه لم يتمكن من تنسيق ذلك حتى مؤتمر باريس، قبل أسبوعين، حيث جرى لقاء قصير بين الطرفين على هامش المؤتمر.
وكانت صحيفة "هآرتس" قد نشرت في تشرين الأول/أكتوبر الفائت أن روسيا تبدي المزيد من التشدد تجاه إسرائيل بكل ما يتصل بنشاط سلاح الجو الإسرائيلي على الجبهة الشمالية. وبضمن ذلك، طلبت روسيا توضيحات من الجيش الإسرائيلي بشأن نشاطه في المنطقة لمنع وقوع احتكاكات بين الطرفين. وفي عدة مرات تم تفعيل رادارات أنظمة الدفاعات الجوية الروسية في سورية بسبب نشاط سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة الشمالية.
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات يدلين جاءت قبل وقت قصير من أنباء تحدثت عن تصدي الدفاعات الجوية السورية، مساء الخميس، لـ"أهداف معادية" فوق منطقة الكسوة جنوبي سورية.
ونقل عن مصدر عسكري سوري قوله إنه تم التصدي لصواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع جنوبي سورية.
وبحسب وكالة "سانا"، فإن الدفاعات الجوية السورية "أسقطت عددا من الأهداف المعادية"، ومنعتها من تحقيق أهدافها.
وفي المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي الأنباء التي تحدثت عن إصابة طائرة إسرائيلية أو أي هدف جوي إسرائيلي آخر. وقال إنه في أعقاب إطلاق صواريخ أرض – جو سورية، فقد تم رصد سقوط واحد في منطقة مفتوحة في الجانب المحتل من الجولان السوري، بيد أن ذلك ليس مؤكدا.
التعليقات