أعلن قائد قوات سورية الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، الأربعاء، التوصل برعاية أميركية الى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة منبج في شمال سورية، حيث أسفرت ثلاثة أيام من الاشتباكات بين قواته وفصائل موالية لأنقرة عن مقتل 218 مقاتلا.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وانسحبت قوات "قسد" من دير الزور في شرق سورية، لتصبح المدينة تحت سيطرة الفصائل المسلحة التي أطاحت بنظام بشار الأسد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن قوات "قسد" الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، انسحبت من دير الزور وجميع مواقعها في محيطها، وتمركزت في 7 قرى كانت تسيطر عليها المليشيات الإيرانية، التي غادرت البلاد.
من جانبها، أعلنت الفصائل المسلحة السيطرة على المدينة التي دخلتها "قسد" مع سقوط النظام السابق.
وأشار المرصد السوري إلى أن "المئات من أهالي المدينة تظاهروا خلال الأيام الماضية، مطالبين بخروج القوات الكردية، وتطورت الاحتجاجات إلى اشتباكات مسلحة، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى".
وبذلك فإن مدنا غربي نهر الفرات مثل البوكمال والميادين، التي كانت تسيطر عليها قوات النظام، أصبحت الآن تحت سيطرة الفصائل المسلحة، التي شكلت حكومة انتقالية بقيادة محمد البشير، لإدارة الأشهر الثلاثة المقبلة.
وقال عبدي في منشور على منصة إكس "توصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج بوساطة أميركية، حفاظا على أمن وسلامة المدنيين" مشيرا الى أنه "سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري" الذي يعمل تحت مظلة قواته "في أقرب وقت" من المنطقة ذات الغالبية العربية.
وتابع "هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد".
وجاء ذلك بعد مزاعم بأن تركيا هاجمت سدا مهما بالرب من منبج، الثلاثاء، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وأثار مخاوف بشأن احتمال انهيار السد، وزعمت قوات سورية الديمقراطية أيضًا أن طائرات بدون طيار تابعة للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا هاجمت قرية كردية في سورية، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين على الأقل، أحدهما طفل.
وفي الوقت نفسه، في شرق سورية، ادعى تحالف فصائل المعارضة المشكل حديثاً، قيادة العمليات العسكرية، أنه استولى على مدينة دير الزور من قوات سورية الديمقراطية، وهو ما اعترضت عليه قوات سورية الديمقراطية، قائلة إن قواتها انسحبت فقط من الضفاف الغربية لنهر الفرات.
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعمل وتتواصل مع "قوات سورية الديمقراطية" التي يقودها الأكراد، وهي شريك رئيسي في القتال المستمر ضد تنظيم "داعش"، حيث تواجه المجموعة هجمات من المقاتلين المدعومين من تركيا.
وفي حديثه للصحافيين في اليابان، حيث يعمل أوستن على تعزيز العلاقات الثنائية قبل نهاية إدارة بايدن، قال إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الوضع "الديناميكي للغاية" في سورية.
وعندما سئل عن التقارير التي تفيد بأن قوات سورية الديمقراطية تعرضت لهجوم من قبل الجماعات المدعومة من تركيا، قال أوستن: "لقد عملنا جنبا إلى جنب مع قوات سورية الديمقراطية لبعض الوقت وهذا العمل مستمر. لدينا علاقة جيدة معهم وأعتقد أن الأمر سيبقى على هذا النحو".
وأكد أوستن مجددا أيضا أن وضع القوة الأميركية لم يتغير، وأنهم سيبقون "على اتصال وثيق مع شركائنا في المنطقة" مع استمرار تطور الوضع، وأضاف أن الأولوية الرئيسية هي حماية القوات الأميركية ومنع عودة تنظيم داعش.
اقرأ/ي أيضًا | أهالي حماة بعد سقوط الأسد.. ذكريات الظلم وأمل في التغيير
التعليقات