قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الأربعاء، إن اليمن يعيش حالات سوء تغذية وانهيار شامل للنظامين الصحي والاقتصادي. ونفت اعتبار اليمن في وضع مجاعة.
وبعد جولة استمرت شهرا في اليمن، قالت رئيسة مهمة المنظمة في اليمن، في مقر المنظمة في باريس، كارولين سيغوان، إن الانهيار الشامل للنظام الصحي والنظام الاقتصادي هما أكبر سببين للأزمة الإنسانية في اليمن، والتي تعتبر "الأخضر في بداية هذا القرن".
يذكر في هذا السياق أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر أن نحو 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وقالت كارولين سيغوان "إننا لا نقول البتة أنه هناك حالة مجاعة". وبحسبها "قبل الحرب، كان سوء التغذية موجودا في اليمن، كانت لدينا فيه برامج غذائية. إننا نطبقها منذ عشر سنوات، لكننا لا نرى مجاعة. حالات سوء التغذية تتزايد. لكن في الحالات الحقيقية للمجاعة، نرى راشدين يعانون من سوء التغذية ونسب وفيات تزداد، وهذه ليست الحال في اليمن اليوم".
وتابعت أن "المشكلة مع استخدام لفظة مجاعة، هي أن منظمات غير حكومية تركز على برامج غذائية، فيما نعتقد أن المشاكل الصحية اليوم أخطر من عمليات توزيع المواد الغذائية. المشكلة هي الانهيار التام للنظام الصحي والنظام الاقتصادي، بحيث أن امرأة حاملا اليوم لا يمكنها دفع ثمن بطاقة الحافلة للذهاب إلى المستشفى من أجل وضع طفلها".
وأكدت أن "الموظفين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من سنتين، ثمة مشاكل استيراد كبيرة". وأوضحت أن "الشعب يزداد فقرا، وقد أقام مختلف أطراف النزاع اقتصاد حرب، على مستوى المحروقات والغاز. والمدنيون هم الذين يدفعون الثمن".
وقالت إن نقص المياه مزمن أيضا في عدد كبير من المناطق، وهذا هو التفسير الأساسي لوباء الكوليرا الذي اجتاح البلاد العام الماضي.
ونقلت "فرانس برس" عن سيغوان قولها إن "المياه تتناقص، وهي مخصصة في المقام الأول لمزروعات القات التي تُرى في كل مكان مع لونها الأخضر الفاقع. وبالنسبة إلى القات، المياه لا تزال متوفرة، الناس يأتون بعد ذلك".
يشار إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود" موجودة في 11 من محافظات اليمن الـ 21، حيث تتولى مباشرة إدارة 13 مستشفى، وتدعم نحو عشرين مؤسسة صحية يمنية، كما أوضح رئيس منظمة "أطباء بلا حدود"، د. ميغو ترزيان.
التعليقات