لبنان: الأزمة المالية تصل المشافي وتنذر بكارثة

حذّرت مستشفيات في لبنان، الخميس، من أنّها قد تضطر إلى تعليق جلسات الغسيل الكلوي الأسبوع المقبل نتيجة النقص الحاد في الإمدادات، في أحدث مؤشر على تفاقم الأزمة المالية في لبنان وانهيار القطاع الصحي.

لبنان: الأزمة المالية تصل المشافي وتنذر بكارثة

(أ ب)

حذّرت مستشفيات في لبنان، الخميس، من أنّها قد تضطر إلى تعليق جلسات الغسيل الكلوي الأسبوع المقبل نتيجة النقص الحاد في الإمدادات، في أحدث مؤشر على تفاقم الأزمة المالية في لبنان وانهيار القطاع الصحي.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة شهدت انهيار العملة المحلية وفرض المصارف اللبنانية قيودا على عمليات السحب والتحويلات المالية، ما أدّى إلى تقوض الثقة في قطاع مصرفي كان مزدهرًا ذات يوم.

ومع نضوب احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية، تشهد البلاد نقصًا في الأدوية والوقود والسلع الأساسية الأخرى.

وكان نظام الرعاية الصحية من بين القطاعات الأكثر تضررا، حيث أوقفت بعض المستشفيات العمليات الجراحية الاختيارية ونفدت أدوات ومعدات الاختبار من المختبرات.

وأعلن أطباء، الخميس، أنهم قد يضطرون إلى تعليق جلسات الغسيل الكلوي، وأرجعوا سبب النقص إلى نزاع بين مستوردي الأدوية والبنك المركزي بشأن الدعم.

وإلى هذا، قال كبير المسؤولين الطبيين في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركيّة - مستشفى رزق، جورج غانم، في بيان تلاه نيابة عن الأطباء "هذه جريمة ضد الإنسانية."

وأضاف أنه لا يمكن للمستشفيات والقطاع الطبي الاستمرار على هذا النحو.

وذكر أن البلاد تقترب من أيام صعبة للغاية، حيث لن تتمكن المستشفيات من استقبال المرضى بعد الآن.

وناشد غانم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية التدخل بإرسال مساعدات مباشرة إلى المستشفيات أو الصليب الأحمر، متجاوزة الحكومة اللبنانية، والبنك المركزي.

وأضاف "إذا لم يحدث ذلك، لن يستطيع المرضى غدا الخضوع لجلسات الغسيل الكلوي، وكذلك عمليات جراحية."

وتابع أن هناك نقصًا بالفعل في 350 نوعا من الأدوية الأساسية.

دفعت الأزمة في لبنان، والمتجذرة منذ عقود بسبب الفساد وسوء الإدارة من قبل الطبقة السياسية، أكثر من نصف السكان إلى الفقر، وتسببت في خسارة العملة المحلية لأكثر من 85 بالمائة من قيمتها.

وقال البنك الدولي، الثلاثاء، إن أزمة لبنان واحدة من أسوأ الأزمات التي شهدها العالم منذ 150 عاما.

تفاقمت الأزمة بشكل كبير بسبب عدم قدرة السياسيين على الاتفاق على حكومة جديدة وسط تحديات هائلة تواجه البلاد.

واستقالت حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حسان دياب، بعد أيام من انفجار هائل وقع في مرفأ بيروت في آب/أغسطس من العام الماضي.

في خضمّ الصراع على السلطة، يواصل الرئيس اللبناني، ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، تبادل الاتهامات في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في الأزمات.

يشكل الانهيار الذي يلوح في الأفق أخطر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي نشبت في الفترة 1975 - 1990.

وفي هذا الصدد، قالت هالة كيلاني، وهي طبيبة في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية - مستشفى رزق، "نتجه نحو كارثة حقيقية ... علينا الاتصال بمليون صيدلية فقط للعثور على إبرة أو إبرتين ... هذا أمر خطير للغاية".

وأضافت أن الفرق الطبية تقاتل كل يوم لتأمين الكميات اللازمة من فلاتر غسيل الكلى واختبارات الدم لمرضاهم.

حتى العثور على إبر لنقل الدم لمرضى غسيل الكلى، الأكثر عرضة للإصابة بفقر الدم، بات معركة.

وأردفت هالة قائلة "إذا لم نتمكن من تأمين الإمدادات اللازمة، سيموت المرضى".

وقال عصام ياسين، وهو مريض عمره 40 عاما ويخضع لجلسات غسيل كلوي، "أنا في حيرة من أمري. إنه أمر صعب للغاية، وستكون هناك كارثة إذا استمر. بالنسبة لنا، إذا لم يكن هناك غسيل كلى، فلا بديل".

وقالت هالة إن الوضع الحالي أسوأ مما كان عليه خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

وأضافت "إذا لم نتمكن من تأمين الإمدادات اللازمة، سيموت المرضى".

التعليقات