فور عودته إلى السودان، بعد عام من المنفى، دعا رئيس حزب الأمة القومي السوداني، الصادق المهدي، يوم أمس الأربعاء، إلى عقد اجتماعي جديد.
ووصل رئيس الوزراء السابق، المهدي، إلى مدينة أم درمان، على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث كان حشد من أنصاره في استقباله، بعد أن تنقل في المنفى بين عدة دول، بينها مصر وبريطانيا.
يشار إلى أن المهدي كان قد تولى رئاسة الحكومة السودانية بين عامي 1966 و1967 ومرة ثانية بين عامي 1986 1989. وكانت حكومته الثانية هي آخر حكومة يتم انتخابها ديموقراطيا في السودان، قبل أن يطيح بها انقلاب عام 1989 نفذه الرئيس الحالي عمر البشير.
وعاد المهدي لفترة وجيزة إلى الخرطوم في كانون الثاني/يناير عام 2017 بعد أكثر من عامين على منفاه في القاهرة، لكنه منذ ذلك الحين آثر العودة إلى العاصمة المصرية.
وفي نيسان/أبريل نقل الإعلام السوداني أن مدعي عام الدولة اتهم المهدي بالتآمر للإطاحة بالبشير بعد لقاء في باريس للمعارض السوداني مع أحد زعماء المتمردين.
ومنذ الانقلاب الذي أطاح بآخر حكومة مدنية، بات حزب الأمة الذي يتزعمه الصادق المهدي هو أبرز أحزاب المعارضة ضد سياسات حكومة البشير.
وفي أول خطاب جماهيري له في الخرطوم، دعا المهدي إلى حشد التأييد الشعبي على صيغة تتضمن التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والعدائيات، وتسهيل الإغاثة الإنسانية، وإطلاق سراح "المحبوسين والأسرى"، وكفالة الحريات العامة بضوابط لتنظيم ممارستها، وتكوين حكومة قومية برئاسة وفاقية.
وتشهد 3 ولايات سودانية من أصل 18 حربا بين الحكومة وحركات متمردة منذ سنوات، ما أسفر عن قتلى وجرحى وتشريد مئات الآلاف.
وتابع أن وثيقة بهذا الخصوص يتم تقديمها بعد ذلك بصورة جماعية وسلمية إلى رئاسة الجمهورية، مطالبا ممثلي القوى السياسية والأكاديمية والدينية والقبلية العمل على تحقيق ذلك.
وأضاف أن حكومة تنبثق من تلك الرؤية يتوجب أن تكون مهمتها التصدي للحالة الاقتصادية والمالية الراهنة، بما يحقق رفع المعاناة عن الشعب، إضافة إلى العمل على توطين النازحين في قراهم طوعيا.
وكانت قد أعلنت الحكومة السودانية، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ترحيبها بعودة المهدي، وقال وزير الإعلام، جمعة بشارة، آنذاك، إن البلاغات المقيدة بحقه قد يصدر حيالها عفو من رئيس الجمهورية عمر البشير.
يشار إلى أن السودان قد شهدت، الأربعاء، إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال حتى إشعار آخر بمدينة عطبرة (شمال)، عقب تظاهرات منددة بالأوضاع الاقتصادية وضعف توفر الخبز والوقود، تخللتها أعمال عنف.
وفي بورت سودان، ذكر إعلام محلي أن احتجاجات مماثلة اندلعت، وأن الشرطة فرقتها بالغاز المسيل للدموع.
ويعاني السودان أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 60 جنيها مقابل الدولار الواحد.
التعليقات