تصدر انتقاد متلفز أدلى به شاب مصري عن الأوضاع السياسية والاقتصادية لبلاده، حديث منصات التواصل الاجتماعي، في ظل أزمة اقتصادية تشهدها مصر.
الشاب الذي كان يقود مركبة التوكتوك ذات العجلات الثلاثة، ظهر في مقطع فيديو لمدة 3 دقائق، وهو يتحدث من أحد المناطق الشعبية بمصر، عن حزنه على أحوال بلاده، ضمن برنامج بثته إحدى المحطات المصرية الخاصة التي كانت ترصد ردود فعل المواطنين عن الأحوال الاقتصادية.
مقطع الفيديو رصد في موقع 'يوتيوب' الخاص بالقناة المصرية، نحو 150 ألف مشاهدة و7 آلاف إعجاب، منذ نشره في وقت متأخر مساء أمس الأربعاء، فضلا عن إعادة تحميله عبر صفحات مواقع التواصل بشكل واسع.
وحقق مقطع الفيديو أكثر من 4 ملايين مشاهدة على صفحة القناة بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' خلال نحو 12 ساعة.
هاشتاغ (وسم) #أنا_خريج_توكتوك أصبح في المرتبة الأولى في قائمة ترتيبات الأكثر تداولًا بـ 'تويتر' حتى ظهر اليوم، الخميس، بأكثر من 23 ألف تغريدة، بعد تعريف الشاب نفسه بهذا الوصف لمذيع القناة الإعلامي المصري عمرو الليثي، عندما سأله 'أنت خريج أيه (ما مؤهلك التعليمي؟) وهو يتحدث بحماسة وجرأة عن مشاكل بلاده.
الشاب السائق الذي لم يعرف نفسه قال منتقدا الأوضاع ببلاده: 'بالله عليك.. دولة لها برلمان ولها مؤسسات عسكرية ومؤسسات أمنية خارجية وداخلية ولها 20 وزارة، حالها يبقى بالوضع والشكل ده إزاي (كيف)؟'.
وتحولت عبارته 'حرام مصر يتعمل فيها كده' (تشهد ما تراه) إلى هاشتاغ (وسم) واسع الانتشار أيضا، وهو يندب حظ بلاده التي يندر فيها سلع رئيسية منها السكر، الذي يشهد أزمة كبيرة في الأسواق المصرية وقالت الحكومة إنها تدخلت لمواجهة ارتفاع سعره في السوق إلى 10 جنيهات (أكثر من دولار بالسعر الرسمي للعملة بمصر).
وبحسب المقطع واسع الانتشار قال الشاب، بصوت يملؤه الحزن: 'قبل ما يحصل انتخابات لرئيس الجمهورية (أجريت في عام 2014 وأسفرت عن فوز عبد الفتاح السيسي) كان عندنا سكر يكفينا وكان عندنا رز (أرز) وكنا بنصدره (نصدره) راح فين عايزيين نفهم (أين ذهب نريد أن نفهم؟).
وأضاف: 'نتفرج على التلفزيون نلاقي مصر فيينا.. ننزل في الشارع نلاقيها.. بنت عم الصومال (للدلالة على الفقر)'، مستنكرا جمع أموال المصريين في 'مشاريع قومية مالهاش لازمة'.
ودعا الشاب المصري إلى الاهتمام بالتعليم والصحة والزراعة للنهوض ببلاده، متحسرا على ما أسماه تراجع مكانة مصر.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر ويوتيوب، تفاعلا كبيرا مع مقطع الفيديو، وبدت التعليقات معجبة بجرأة الشاب في مناقشة قضايا سياسية بهذا الوعي رغم كونه سائق، متخوفة على مصيره، بينما شكك البعض في كون الفيديو يحاول أن ينفس عن المصريين غضبهم تجاه السلطات الحالية، وفق ما رصده مراسل الأناضول.
ويدعم معارضون مصريون وقطاعات من المصريين يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، للنزول فيما أسموه 'ثورة الغلابة (الفقراء)' احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية للبلاد.
وتشهد مصر أزمة اقتصادية، وتخطى مؤخرا سعر الدولار الأمريكي 15 جنيهاً في السوق السوداء (غير الرسمية)، مقابل أقل من 9 جنيهات في السوق الرسمي، وسط ارتفاع في أسعار السلع، وهو ما دفعها لعقد اتفاقية مع صندوق النقد الدولي في أغسطس/آب الماضي للحصول على 12 مليار دولار لمدة 3 سنوات، لدعم برنامجها الاقتصادي.
اقرأ/ي أيضًا| مصر لن تركع... والعمرة في رمسيس
وكان احتياطي النقد الأجنبي قد تهاوى في السنوات الخمس الأخيرة ليصل إلى نحو 19 مليار دولار، بعد أن وصل 36 مليار دولار قبل ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011.
اقرأ/ي أيضًا | #خريج_التكتوك يشعل "تويتر" حلم: لو قمنا بثورة؟!
التعليقات