20/06/2024 - 15:11

اعتراف إسرائيلي باستحالة القضاء على حماس لأنها مزروعة في قلوب الناس

تعكس الاتهامات المتبادلة بين القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين الفشل المتتالي الذي منيتا به، منذ السابع من أكتوبر، وهو يتعمق بمرور كل يوم إضافي في هذه الحرب دون تحقيق إنجازات مقدرة تعيد لهذا الجيش وقيادته هيبتهما المكسورة.

اعتراف إسرائيلي باستحالة القضاء على حماس لأنها مزروعة في قلوب الناس

نساء من غزة يدرسن في مركز إيواء للنازحين (Getty Images)

ارتفعت، مؤخرا، حدة الاتهامات العلنية المتبادلة بين قيادة الجيش وبين القيادة السياسية ممثلة بنتنياهو وحاشيته، وذلك مع اقتراب انتهاء العمليات العسكرية في رفح، بوصفها المحطة الأخيرة في هذه الحرب الدموية، ومن المفارقة أن الحرب تنهي بانتهاء عملية رفح شهرها التاسع دون أن تلد أي نصر، "مطلقا" كان أو "غير مطلق" يمكن نتنياهو من البقاء في الحكم أو أي إنجاز عسكري يعيد للجيش الإسرائيلي هيبته التي كسرت في السابع من أكتوبر.

ويبدو أن إعلان الجيش عن سقف زمني لانتهاء عمليته العسكرية في رفح، حدده بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع، قد وضع نتنياهو الذي ما زال يصر على "النصر المطلق" في وموقع حرج، خاصة وأن هذه العمليات لا تحقق أي اختراق نوعي يمكنه أن يبشر بـ"إنجاز" ما، على غرار تحرير الأسرى الإسرائيليين أو القضاء على حركة حماس في غضون ما تبقى من أيام، خاصة وأن هذا الجيش الذي فشل خلال تسعة أشهر في تحقيق أي إنجاز سوى زرع القتل والدمار في أنحاء القطاع لن يستطيع تحقيق ذلك في بضعة أيام.

وبدون شك فإن هجمات يائير نتنياهو ورسله من ميامي، على قائد أركان الجيش ورئيس "الشاباك" في الأيام الأخيرة هي مؤشر على عمق المأزق الذي تخبأه الأسابيع القادمة لنتنياهو وجماعته، عندما تنتهي معركة رفح دون تحقيق "النصر المطلق" الموعود أو أي نصر آخر، ولذلك فإنهم يحددون مسبقا كبش الفداء الذي سيلقون عليه مسؤولية عدم تحقيق النصر وهو يتمثل بالجيش و"الشاباك"، كما يقول المحلل العسكري آفي يسسخاروف.

وكما يبدو فإن تصريح الناطق بلسان الجيش، دانييل هغاري، الذي اعتبر أن الحديث عن إبادة حماس هو ذر للرماد في عيون الجمهور الإسرائيلي، جاء لقطع الطريق على محاولات تحميل الجيش كامل المسؤولية عن الفشل في تحقيق أهداف الحرب وردها على أعقاب أصحابها الممثلين بالقيادة السياسية، وقد قال ذلك صراحة عندما أوضح أن الطريق لإضعاف حماس هو بإقامة سلطة جديدة في قطاع غزة وهو أمر يقع على عاتق القيادة السياسية، ويرفضه نتنياهو كما هو معلوم.

هغاري نطق بقول حق أريد به باطل عندما أضاف قائلا "إن حماس هي فكرة وحركة مزروعة في قلوب الناس ومن يعتقد أن بإمكانه إخفاء حماس فهو مخطئ"، إلا أن اعترافه هذا ناتج عن فشل جيشه المدجج بأعتى آلة حربية أمام إيمان وإصرار وصمود المقاومين الفلسطينيين من رجال حماس والجهاد وغيرهم من فصائل المقاومة، وذلك على الرغم من الدمار والخراب والموت والقتل الذي زرعه في غزة.

في قضية الأسرى أيضا حاول هغاري أيضا دحرجة الطابة باتجاه القيادة السياسية، عندما اعترف أنه من المستحيل إعادة جميع المخطوفين بواسطة عمليات عسكرية، مشيرا إلى أن وظيفة الجيش تقتصر على خلق الظروف الملائمة بينما تقع مسؤولية اتخاذ القرارات السياسية المتعلقة بهذا الخصوص على عاتق القيادة السياسية.

وتعكس الاتهامات المتبادلة بين القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين الفشل المتتالي الذي منيتا به، منذ السابع من أكتوبر، وهو يتعمق بمرور كل يوم إضافي في هذه الحرب دون تحقيق إنجازات مقدرة تعيد لهذا الجيش وقيادته هيبتهما المكسورة، وتعيد للقيادة السياسية سمعتها المهدورة، وتبعد شبح لجنة التحقيق الرسمية التي ستطيح برؤوس عسكرية وسياسية كبيرة.

لقد توحدت هذه القيادات على امتداد أشهر الحرب الطويلة والتفت حول وحدة المصالح التي دفعتها إلى حرب إبادة طويلة، ضربت خلالها بنفس اليد ونطقت بنفس اللسان فكان هغاري يعيد ويكرر مساء ما يقوله نتنياهو في الصباح، من مصطلحات "السحق" و"المحق" والإبادة والإزالة المتعلقة بحماس وفصائل المقاومة الأخرى في وحدة حال لم يسبق لإسرائيل أن شهدتها في الماضي، وذلك قبل أن تتحطم طموحاتهم وآمالهم تلك على صخرة صمود غزة الأسطوري، الذي لم يترك لهم من مفر سوى الاعتراف بالفشل أو الهرب نحو حرب أخرى مع حزب الله في الشمال، قال وزير الشؤون الدينية الإسرائيلية، ميخائيل ملكيالي، إن وزارته تعد لها عشرات آلاف القبور!

التعليقات