يشهد النقب ظاهرة مقلقة ومستمرة منذ سنوات، ويستدل من معطيات وزارة التربية والتعليم أن 5200 طفل من عرب النقب خارج أي إطار تعليمي تربوي.
وأكدت المعلومات أنه في السنة الأخيرة فقط قررت السلطات المحلية العربية في النقب إثارة هذه القضية.
ومن بين المعطيات المقلقة أن 40% من الأطفال في مناطق المجالس الإقليمية بالنقب لم يتم تسجيلهم في أطر تعليمية وأن العديد من الأهالي قرروا عدم تسجيل أبنائهم لرياض الأطفال والبساتين بسبب صعوبة الظروف وصعوبة الوصول لهذه المؤسسات في بلدات أخرى بعيدة.
وعلم أن هذه الظاهرة قائمة منذ سنوات بادعاء أن 'وزارة التربية والتعليم ليس بمقدورها بناء مؤسسات تعليمية على أرض لم تحسم وضعيتها أو ملكيتها بعد! وبادعاء أن هذه المهمة هي من اختصاص وزارة الداخلية وما يسمى بسلطة تطوير البدو'..
أبو فريح: 'أطفالنا في مهب الترحيل'
وقال د. عواد أبو فريح، لـ'عرب 48'، إن 'سياسة التمييز العنصري ليست عارضة أو طارئة بل هي سياسة منهجية ثابتة تستهدف عرب النقب للتضييق عليهم وترحيلهم'.
وأضاف أن 'وزارتي التربية والتعليم والداخلية تستخدم أطفالنا استخداما سياسيا وبشكل فظ لممارسة الضغط على الأهالي لترك بلداتهم وترحيلهم من قراهم والانضمام إلى ما يسمى بالبلدات المدنية بهدف السيطرة على الأرض والمكان'.
وأشار إلى أن 'ورقة الضغط هذه تشكل رأس سلم أولويات الأهالي لأننا نحب التعليم وهو عصب وجودنا بهذه البلاد، وهم يستغلون هذه الورقة القديمة الجديدة كأسلوب ضغط آخر إلى جانب سلسلة الضغوطات التي تحرم أهل النقب من أبسط شروط الحياة الإنسانية في سبيل تهجيرنا من قرانا'.
وشدد أبو فريح على أنه 'صحيح أن هناك مشكلة حول الأراضي الخاصة وملكية الأهالي لهذه الأراضي، وواضح أن الحكومة تريد تسوية هذه الأراضي من خلال ممارسة الضغط والتعجيز ومنها الضغط علينا من خلال أبنائنا ومستقبلهم وحملهم على الرحيل من قراهم في وقت نحن نؤكد رفضنا القاطع لفكرة التوطين، وهي تجربة فاشلة لم تنجح، وفي نفس الوقت فإن هناك طلابا تحت سن الخامسة لا يذهبون للمدارس تقدر نسبتهم بنحو 90% من أبنائنا وهناك أيضا نسبة كبيرة من البنات في صفوف الثوامن والتواسع لا يواصلن التعليم و85% من الطلاب يتعلمون بالمدارس، لكن 25% منهم لا ينهون مرحلة الثانوية'.
وخلص إلى القول 'إن السلطات الإسرائيلية تستخدم ورقة التعليم منذ 50 سنة لأنهم يعرفون أننا نحب التعليم، ورغم كل ذلك فإن وضعنا اليوم أفضل من السابق بسبب نضالنا وصمودنا، لكنني أشير بعتب شديد إلى لجان أولياء أمور الطلاب واللجان المحلية والمجالس إذ علينا جميعا استعادة روح النضال والتمسك بأرضنا وتعليم أبنائنا، ونحن نلمس الآن تحركات لاستعادة النضال من أجل التربية والتعليم والصمود'.
الأعسم: 'حجج واهية لحكومة تنقض قوانينها'
وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى العربية غير المعترف بالنقب، لـ'عرب 48'، إن 'المستهدف هو الصمود والوجود العربي بالنقب. الإحصائيات الرسمية تؤكد أن 5200 طفل بدون أطر تعليمية، وهذا مذهل رغم أننا نعرفه منذ سنوات'.
وأضاف أن 'هناك 2000 طالب مسجلين في أطر تعليمية، لكنهم لا يصلون لمدارسهم بسبب قساوة الظروف ومصاعب وصول الأطفال إلى الأماكن البعيدة في الصحراء من القرى غير المعترف بها حيث تبعد المدارس عن مكان سكناهم من 20-25 كم، وهذا صعب للغاية على الأطفال'.
وشدد على أن 'الحكومة تتذرع بحجج واهية حول ملكية الأرض لأنه سبق في الماضي وأن أقامت مدارس في القرى غير المعترف بها وكذلك في مناطق غير مخططة لقرية مستقبلا، ولو أرادت الحكومة توفير الحلول لفعلت، لكن سياسة الحكومة هذه تأتي لممارسة الضغط علينا واستخدام أطفالنا كورقة ضاغطة تماما مثل حرماننا من المياه والكهرباء والشوارع والعيادات الطبية وغيرها، علما أن التعليم هو قانون إلزامي، لكن الحكومة تناقض نفسها ولا تنفذ القوانين التي سنتها، وهذا يعود بهدف قطع أسباب وشريان الحياة لأهل النقب عبر استهداف أسباب الصمود والبقاء'.
اقرأ/ي أيضًا | النقب: مصرع الطفلة مريم أبو جودة في حادث دهس
وأكد: 'نحن من جهتنا متمسكون بحقنا ونواصل عملنا مع منظمات وجمعيات المجتمع المدني وممارسة الضغوطات على الوزارات المختصة في سبيل توفير أبسط حق إنساني لأطفالنا بالتعلم، وسنواصل نضالنا بكل السبل المتاحة من أجل الصمود والبقاء وضمان الأطر المناسبة لأبنائنا'.
التعليقات