طمرة: مسيرة احتجاجيّة نسائيّة ضد تقاعس الشرطة في مواجهة الجريمة

رفعت المشاركات في المسيرة، شعارات منددة بتقاعس الشرطة، من بينها: "بكفي قتل بكفي موت"، و"حياتنا خط أحمر"، و"يا بوليس الدم العربي مش رخيص".

طمرة: مسيرة احتجاجيّة نسائيّة ضد تقاعس الشرطة في مواجهة الجريمة

جانب من المشاركات في المسيرة الاحتجاجية (إيناس مريح - "عرب 48")

شاركت العشرات من النساء والشابات، مساء الأربعاء، في مسيرة احتجاجيّة في مدينة طمرة، ضدّ تقاعس الشرطة في مواجهة العنف والجريمة في المجتمع العربيّ، الذي شهد سجّل منذ مطلع العام الجاري 106 قتلى.

وانطلقت المسيرة الاحتجاجيّة من أمام بلدية طمرة، وجابت شوارع المدينة بعد ذلك. وقد كان لافتا مشاركة النساء من كافّة الأعمار في المسيرة.

وأتت المسيرة تحت شعار: "لنرفع صوتنا عاليا في بلدنا والمجتمع العربي"، وبتنظيم الحراك النسائيّ في المدينة.

ورفعت المشاركات في المسيرة، شعارات منددة بتقاعس الشرطة، من بينها: "بكفي قتل بكفي موت"، و"حياتنا خط أحمر"، و"يا بوليس الدم العربي مش رخيص".

وقال رئيس بلدية طمرة، موسى أبو رومي لـ"عرب 48": "للمرأة دور كبير وتأثير مهم في المجتمع، فإذا ما استثمر كما ينبغي أثمر نتائج إيجابية في مواجهة العنف المستشري في طمرة وعموم الداخل الفلسطيني، وينبغي أن تتضافر جهودنا، وأن تتوحّد كافّة أطياف المجتمع، وأن تنظّم صفوفها من أجل مجتمع آمن، خالٍ من الجريمة".

بدورها، ساهمت الفنانة هيام أبو رومي ذياب، وهي مديرة مسرح للأطفال في طمرة، بتعزيز ومشاركة الأطفال في المسيرة، حيث رفعوا شعارات تطالب بحقهم بالعيش في أمان. ومن بين الشعارات: "لا مستحيلا بالأمل... آمن يقينا"، و"قم وبادر هيا لتصنع الأمل".

وأعربت هيام ذياب في حديثها لـ"عرب 48" عن قلقها إزاء الوضع النفسي للأطفال في المجتمع العربي بسبب تقاعس الشرطة في مواجهة العنف والجريمة، وقالت: "نصرخ بملء الفم: ’طفح الكيل’، وزمن الصمت قد ولّى، والاستكانة تجعل من كل واحد فينا هدفا قادما للمجرمين، وحتى الضوابط والمعايير التي كان يقتل بموجبها المجرمون ذهبت أدراج الرياح، ولا نعلم الدور قادم سيستهدف مَن".

وقالت رنين حميد ذياب المبادرة لتأسيس حراك نسائي في طمرة، إن "فكرة الحراك جاءت ردا على مقتل أحمد ذياب، حيث خلق مقتله شعورا كبيرا لدينا بضرورة التحرك لمواجهة العنف والجريمة، وقد بدأت جهودي الرامية إلى وقف ’حمّام الدم’، بمحاولة الدعوة إلى مظاهرة الأسبوع الماضي، ولكن تم عرقلتها من قبل جهات عدة، تحاول إسكات صوتنا، لكن حدث التفاف كبير من نساء رائعات حول مبادرتي، والآن نشهد وجود كادر نسائي منظّم، ومن كافة المشارب والأجيال، لإيقاف دوّامة العنف، ومنع إفلات المجرمين من العقاب".

بدورها، أشارت لمى ذياب عثمان إلى أهمية عدم اليأس لدى النساء بسبب حال مجتمعنا، والتحرّك ضمن النشاطات القانونية المناهضة للعنف والجريمة، وقالت إن "هذا الحراك حديث العهد، بل هو الأول من نوعه لإيصال صوت النسوة، وقد خرج من رحم الألم، لمواجهة الجريمة المنظمة والعنف، ولدى كل منا قدرات مكنونة لإيصال صوتنا النسويّ بزخم كبير إلى كافة المؤسسات وأبناء المجتمع، وحتّى الأمهات اللواتي يشرفن على تربية الأجيال القادمة، لنخلق الوعي لديهم جميعا ونصل إلى بر الأمان، والتخلّص من ظاهرة انتشار السلاح العشوائيّ في طمرة، ولنعيش كلنا في أمان".

وأكّدت الناشطة عنادل أبو الهيجاء رفضها الحيادية في التصدّي للجريمة، وقالت: "أنا اعيش في طمرة منذ عشرين عاما وهي بلدي المليئة بالخير، ومن واجبي أن أتصدى للجريمة والعنف، وهذا الواجب ملقى على كل أمّ وربّ أسرة في هذه البلد الخيّرة، وكل ضحيّة تسقط هي تخصّنا جميعا، لذلك يجب أن تتوقف الجريمة، ويعود الأمن والأمان إلى طمرة الجميلة".

ودعت الحاجة خديجة دواهدة جدة ضحية جريمة العنف في طمرة الفتى أمير دواهدة، للالتفاف الجماهيري لمواجه الجريمة، "فمن قتل بالأمس هو حفيدي، وقد تسببت لي جريمة قتله بأمراض نفسية، وأود التأكيد على أن كل شخص يذهب ضحية الإجرام والعنف هو ابننا جميعا، ويجب أن يتمّ القصاص من القتلة المجرمين".

يذكر أن المجتمع العربي يشهد تصاعدا خطيرا في أعمال العنف والجريمة دون رادع، في ظلّ تقاعس الشرطة وانعدام خطة مهنية لمكافحتها، أو الحدّ منها.

وتؤكّد المعطيات والإحصاءات أن حصيلة القتلى العرب في البلاد، قد ارتفعت إلى 109 قتلى، ثلاثة منهم هم من مناطق الضفة الغربية المحتلة (قُتلوا في الطيبة ورهط وأم الفحم)، والضحايا الـ106 هم من 39 بلدة عربية، بينهم 5 نساء و5 فتيان دون سن 18 عاما، قُتلوا في جرائم إطلاق نار وطعن، منذ مطلع العام الجاري وحتّى اليوم.

وكان العام الماضي قد سجّل حصيلة غير مسبوقة في جرائم القتل، راح ضحيتها 228 شخصا بينهم 16 امرأة.

وتحوّلت جرائم القتل وأحداث العنف إلى أمر معتاد، ترتكب على نحو شبه يومي في المجتمع العربي الذي يجد نفسه متروكا لوحده في مواجهة العنف والجريمة.

التعليقات