هدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم الإثنين، منزلا قيد الإنشاء في حي ربزة كيوان بمدينة أم الفحم، بحجة البناء دون ترخيص.
ونفذت السلطات عملية الهدم، بحماية من الشرطة والقوات الخاصة التابعة لها، إذ منعت الأهالي من الخروج من منازلهم وحتى التوجه إلى العمل، حتى انتهائها من الهدم.
كما أغلقت الشرطة الشوارع المؤدية إلى حي ربزة كيوان، ومنعت المواطنين من الوصول إلى الحي.
ويعود المنزل الذي تم هدمه للشاب أنس كيوان، وتذرعت السلطات لهدمه بحجة البناء دون ترخيص، في وقت تصعّب على المواطنين العرب استصدار تراخيص البناء، على خلاف البناء في البلدات اليهودية.
وقالت نادية كيوان، والدة الشاب أنس كيوان صاحب المنزل، لـ"عرب 48" إنه "فوجئنا صباح اليوم باقتحام الآليات الحي، إذ أنني حينها كانت نائمة ولم أعلم بما يحدث. خرجت من المنزل وإذ بالآليات تهدم المنزل".
ولفتت إلى أنه "عند توجهي إلى المنزل حيث كانت عملية الهدم، فوجئت بشرطي يقول لي 'سنهدم كل بيوتكم' وشرطي آخر قال لي 'هدمنا منزلكم'. هذه الاستفزازات لا يتقبلها أحد، ما هذا إرهاب من الدولة تجاه المواطنين العرب".
نادية كيوان بعد هدم منزل ابنها في أم الفحم، لـ"عرب 48": أحد عناصر الشرطة قال لي "سنهدم كل بيوتكم".. سياسات الاستفزاز هذه لا أحد يتقبلها
— موقع عرب 48 (@arab48website) July 1, 2024
تصوير: أمير بويرات (عرب 48)https://t.co/qslqIhHkBC pic.twitter.com/uv7mlWhw7R
وأضافت أنه "عندما خرجت قلت لهم إن هذه الأرض لنا، وورثناها عن الأجداد ونحن متجذرين بهذه الأرض، ولن نتنازل عنها أبدًا، وأنتم عودوا إلى الدول التي جئتم منها وليس نحن".
وختمت كيوان حديثها بالقول إنه "يجب على الأطر والمؤسسات والقيادات في المجتمع العربي تتوحد أمام عمليات الهدم المتغطرسة، وإلا سنبقى دون منازل".
وقال وسيم كيوان، شقيق أنس كيوان صاحب المنزل الذي تم هدمه، لـ"عرب 48" إن "ما حصل اليوم في ربزة كيوان أمر غير معتادين عليه، إذ أن الحي صغير جدًا ويضم نحو 20 منزلا يتبع لمنطقة نفوذ بلدية أم الفحم، وما حصل مستهجن خاصةً أن منزل شقيقي صغير ويقع بين منازل عدة في منطقة خاصة وليس على أرض للدولة، وليس في منطقة نائية".
وأكد أن "هذه الأرض ورثناها عن الأجداد، وقبل عام فوجئنا بأمر إيقاف البناء والتزمنا به ولم نكمل أعمال البناء حسب القانون. توجهنا إلى البلدية والمحكمة وقبل شهر تسلمنا أمر هدم، ثم توجهنا لمحام وقمنا باستصدار أمر لتجميد الهدم، ولكن على الرغم من ذلك تم هدم المنزل صبيحة اليوم".
وأوضح كيوان أنه "استيقظنا على وجود قرابة 800 شرطي ملثم في الحي، وتمّ إغلاق مداخل ومخارج الحي ومنع الأهالي من الخروج من منازلهم، وكل هذا لمحاولة زيادة العبء علينا وبطريقة همجية ووحشية".
ولفت إلى أن "الشرطة تتصرف مع المواطنين العرب كعصابات إجرام، ونرى هذا من خلال السياسات والتعامل مع المواطنين العرب، وقد اقتحمت الشرطة اليوم منزل شقيقي وأرهبت الأطفال والنساء، ولم يكن حاجة لكل هذا".
وختم كيوان بالقول إن "المنزل يعود لشقيقي الذي أنهى دراسته الجامعية وهو في مقتبل العمر، إذ أنهم يحاولون هدم المعنويات قبل الحجر والشجر، ولكن صمودنا هو الحل الوحيد أمام هذه الممارسات".
وتتعرض منطقة وادي عارة لهجمة هدم واسعة، إذ تعرضت قاعة نيلم في قرية عارة للهدم مرتين، وخلال هذا العام تم هدم منزلين في مدينة كفر قرع بالحجة الممجوجة إياها البناء دون ترخيص.
ويهدد شبح الهدم مئات المنازل في البلدات العربية بينها العشرات في منطقة وادي عارة، حيث تم تسليم أوامر هدم لمواطنين عرب خلال الأشهر الأخيرة.
بلدية أم الفحم: هذا الهدم يؤكد عقلية هذه الحكومة العنصرية تجاه مجتمعنا العربي
وجاء في بيان لبلدية أم الفحم، أن "المدينة استفاقت على خفافيش وآليات الهدم التي تحرسها قوات وشرطة بن غفير، والتي تركت الجرائم والقتل التي تعصف وتسرح وتمرح بمجتمعنا العربي، وحضرت لهدم بيت قيد البناء يعود لأنس فتحي كيوان في حي ربزة كيوان بحجة البناء غير المرخص، ليبني فيه مستقبله ويأوي فيه عائلته رغم أنه قدم طلبا للتنظيم مع خرائط مفصلة، ورغم كون البيت يقع بين بيتين قائمين ورغم أن رئيس البلدية د. سمير صبحي والقائم بالأعمال ناصر خالد كانا على تواصل مستمر مع المسؤولين والمهنيين، وكان الملف قيد البحث والمناقشة في لجان التنظيم والمحاكم، أبت يد الهدم ومعول الخراب إلا أن تقتل أحلام شبابنا عبر آليات وقوات حضرت للاحتلال مدينة كاملة بعددها وعتادها وقواتها، والتي لا تُرى إلا في ميدان الحروب".
وأضافت أن "بلدية أم الفحم تؤكد رفضها لهذا النهج وهذا الأسلوب الذي يرفضه كل عاقل، وبلدية أم الفحم تتابع هذا الملف منذ فترة، وكان بالإمكان تجنب هذا الهدم الزائد وهذا الهدم الذي يؤكد شيئا واحدا فقط، هو عقلية هذه الحكومة العنصرية تجاه مجتمعنا العربي".
اقرأ/ي أيضًا | هدم منزل قيد الإنشاء في كفر قرع
التعليقات