التزمت مدينة طمرة، اليوم الثلاثاء، بالإضراب العام الذي أعلن احتجاجا على جريمة مقتل الشاب أحمد خير ذياب (28 عاما) في جريمة إطلاق نار تعرض لها في السادس من حزيران/ يونيو الجاري، حيث مكث منذ ذلك الحرين في العناية المركزة يصارع الموت، إلى أن تم الإعلان عن وفاته أمس، الإثنين، متأثرا بجراحه.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وجاء الإضراب بدعوة من بلدية طمرة واللجنة الشعبية المحلية ولجنة أولياء أمور الطلبة، ورابطة الأئمة في المدينة، علما بأنه من المقرر أن تنظم مراسم تشييع الشاب ذياب في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم، بحسب ما أكدت مصادر محلية تحدثت لـ"عرب 48".
وأغلقت جميع المحال التجارية والمصالح العامة والخاصة أبوابها، بالإضافة لإغلاق المدارس، كما التزمت جميع المؤسسات الرسمية المختلفة بالمدينة بالإضراب العام. ودعت بلدية طمرة أهالي المدينة إلى المشاركة المهيبة في جنازة الشاب ذياب.
وفي حديث لـ"عرب 48"، دعا رئيس اللجنة الشعبية في طمرة، محمد صبح، "أبناء المجتمع العربي عامة والطمراوي خاصة بالمشاركة اليوم الساعة السادسة في جنازة الشهيد أحمد ذياب".
وقال "نحن بصدد البدء بتنفيذ الخطوات الاحتجاجية الغاضبة الأولى إزاء هذا المصاب الجلل الذي أصاب مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني، بالتالي الخطوات الأولى كانت في إعلان الحداد والإضراب العام اليوم في طمرة".
وأوضح أن هذه الخطوة جاءت "للتعبير على حزننا العميق إزاء الجريمة النكراء، وقتل أحمد بدم بارد، فتوجيه الرصاص ضد أحمد هو بالتالي موجه ضد كل طمراوي وشخص في الداخل الفلسطيني".
وتابع: "جريمة قتل أحمد بمثابة تصعيد خطير، حيث تم استهدافه وهو بريء بالكامل، من خلال اقتحام مكتبه وإطلاق النار عليه بكاتم صوت لإخفاء الجريمة، وتركه ينزف في مكانه".
وأضاف "نحن اليوم سنجعل من الجنازة مسيرة غاضبة ضد العنف والأتاوة (الخاوة)، لتكون رسالة مدوية ضد الجريمة والمجرمين والشرطة المتواطئة".
وأوضح أن الجنازة ستنطلق "من بيت الشهيد أحمد ذياب وصولا إلى المقبرة القديمة بجانب الجامع القديم. الهدف أن تكون المشاركة حاشدة وقوية، ولن ننهي جهدنا اليوم".
وبدوره، قال والد أحمد، خير ذياب، لـ"عرب 48": "عزاؤنا الكبير في التفاف أهالي طمرة من حولنا، وبمحبة الناس لأحمد ومشاطرتنا هذا الألم والفقدان؛ أحمد ابن طمرة وليس فقط ابني، لا ننسى دعم الناس لنا".
من جانبه، قال عم الفقيد، نزار ذياب، "عشت 27 عاما مع ابن اخي أحمد، الذي نشأ على مكارم الأخلاق وقيم الخير والدعم والمساعدة؛ أحبه الناس لاحترامه وتواضعه مع الجميع، اليوم أصبح في دار الحق".
وأضاف "من الصعب التحدث عن الفقدان والخسارة التي تعيشها الأسرة، لكننا نأمل ألا يعيش أحد مصابنا في المجتمع العربي، فهنالك مئات الضحايا العرب من جراء العنف، وتُهدمت آلاف العائلات".
ومن بيت العزاء، قال الدكتور سهيل ذياب الذي رافق المرحوم أحمد خلال فترة علاجه في المستشفى، لـ"عرب 48"، "لأحمد مكانة كبيرة في قلب كل طمراوي، عرفناه بكرم أخلاقه وحسن معاملته وتربيته، شاب مجتهد ومثابر".
وتابع "أكمل تعليمه الجامعي وكان حلمه بناء أسرة وتنشئتها على القيم الإسلامية والدينية، لكن للأسف الشديد هذه الأحلام تحطمت على صخرة العنف المستشري في مجتمعنا العربي".
وأضاف "الحزن والغضب هو ما يشعر به أهلنا في طمرة، واليوم ستتحول الجنازة إلى مسيرة جبارة. آن الآوان للعمل بجدية ضد العنف والجريمة، وأن نقوم بواجبنا لمحاربة عصابات الإجرام في كل بلد عربي، من خلال البدء بمقاطعة للمجرمين".
وأصدرت اللجنة الشعبية في طمرة، مساء أمس، بيانا عقب انتهاء الاجتماع الطارئ الذي عقد في بلدية طمرة، دعت فيه إلى "المشاركة الحاشدة في جنازة الشاب المرحوم أحمد خير ذياب، وتحويلها لصرخة غضب وحدويّة مدويّة، ضدّ العنف والجريمة".
وأضافت أنه "أمام هذا الحدث الجلل، بات لزاما علينا التحرك بشكل جديّ ومستمرّ، إذ إننا نوجه إصبع الاتهام للشرطة المقصّرة والمتواطئة مع العنف والجريمة، وسيتمّ تنظيم خطوات تصعيديّة، لإلزامها القيام بواجبها"، وأفادت اللجنة بأنه "سيتمّ الإعلان عن خطوات مجتمعية ضاغطة ورادعة لكلّ من تسوّل له نفسه الانخراط في عالم الجريمة والإجرام".
وبعد الإعلان عن وفاة ذياب، مساء أمس، عقدت جلسة طارئة في بلدية طمرة تم الإعلان خلالها إعلان الإضراب العامّ، الثلاثاء، بما لا يشمل الطلاب الذين من المقرّر أن يتقدّموا لامتحانات "البجروت"؛ كما أنه لا يشمل التعليم الخاصّ، ولا الحضانات كذلك.
وأُقرّت وفاة الشاب ذياب في المشفى، بعد فشل محاولات الإبقاء على حياته، منذ إصابته في السادس من الشهر الجاري في المدينة. وأفادت مصادر محلية، بأنه كان قد أُصيب حينها، بإطلاق نار استهدفه، عند خرج من مكان عمله في المدينة؛ كما لفتت إلى أنه متزوّج منذ أقلّ من شهر.
وقال رئيس بلدية طمرة موسى أبو رومي:" قُتل أحمد برصاصة غدر وبدم بارد، وهو شاب لا صلة له بعالم الإجرام، وهذا أكثر ما آلمنا، إنما كانت رصاصة مقصودة قد أدت لمقتله، وجميعنا نشهد بأخلاقه، لذا فإن المصاب جلل".
وأضاف:" ينتشر وباء العنف بالمجتمع العربي عامة، ويصلنا في طمرة الأذى القاتل من جرّاء هذا الوباء... إنني بتّ مقتنعا بأن الشرطة لا تنوي القيام بدورها بتحمّل مسؤولية توفير الأمن وحماية أولادنا، لذلك أوافق الرأي بأنه يجب اتخاذ مسارين الأول احتجاجي، ومسار ثان هو دورنا كمجتمع ومؤسسات".
التعليقات