قامت قوات كبيرة من الشرطة وجرافات وزارة الداخلية وآلات حرث، صباح اليوم الثلاثاء، بتدمير المحاصيل الزراعية التابعة لعائلة الفراونة قرب مفترق (نباتيم) في ضواحي قرية شقيب السلام بمنطقة النقب.
وأكد مواطنون عرب في النقب لـ'عرب 48' أن 'قوات كبيرة من الشرطة كانت تحمي تراكتورات الحرث التي تقوم بحرث المزروعات التابعة لعائلة الفراونة'.
ولا تعترف الحكومة الإسرائيلية بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.
وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.
وتواصل الجرافات تساندها قوات كبيرة من الشرطة على حرث وتدمير آلاف الدونمات الزراعية التابعة للمواطنين في التجمعات السكنية العربية في القرى التي لا تعترف بها إسرائيل بالنقب.
حلقة أخرى في سياسة المؤسسة الإسرائيلية وملاحقتها للعرب في النقب
وتشكل إبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب حلقة أخرى في سياسة المؤسسة الإسرائيلية وملاحقتها لعرب النقب في إطار سعيها الحميم للسيطرة على الأرض والهيمنة عليها، وفي كل عام وقبيل الحصاد وبعد أن تتزين الأرض باللون الأخضر تتقدم جرافات عملاقة تابعة لما يسمى بدائرة الأراضي لتحدث خرابا ودمارا وإبادة للمحاصيل الزراعية لتتحول الأرض من خضراء يافعة إلى صفراء قاحلة في مشهد مؤلم يدمي القلب.
والحديث يدور عن إلحاق الأذى بعشرات آلاف الدونمات في كل عام في كافة أرجاء النقب، بحجة أن الأرض التي تم زرعها ليست ملكا لأصحابها حتى وأن ملكوها من الآباء والأجداد منذ عقود طويلة من الزمن، ويبدو المشهد مؤثرا للغاية في نفوس أصحاب الأرض وهم يرون آليات الدمار والخراب تعيث في أرضهم فسادا بعد أن كانوا ينتظرون بفارغ الصبر حصاد زرعهم وتوفير الأعلاف لمواشيهم وما هي إلا سويعات قليلة حتى تبدو حال الأرض جرداء.
وأثبتت التجارب على مر السنين أن إهلاك الزرع في النقب كانت له الثمار الإيجابية في تطوير وتنوع وسائل الصمود والتحدي والرباط على الأرض وتعميق مفهوم قدسية الأرض والحفاظ عليها وغرس نبتة الإيمان في قلوب أصحابها بأنها لب الصراع المحتدم بين المؤسسة الإسرائيلية والعرب الفلسطينيين عموما وأهل النقب خصوصا.
مواصلة جرائم الهدم
وتواصل السلطات الإسرائيلية جرائم هدم المنازل العربية في منطقة النقب، بادعاء عدم ترخيصها، في حين يناشد المواطنون العرب في النقب وكافة الأهل في الداخل الفلسطيني كافة المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية زيارة النقب ومشاهدة حجم الجريمة المقترفة بحق أهله.
ويعيش في صحراء النقب نحو 220 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.
التعليقات