شدد مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، على أن مستويات الجوع في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة وصل إلى مستويات "كارثية"، وحذّر من أن عمليات "النهب والتهريب المتفشية" تعرقل إيصال المساعدات في قطاع غزة، داعيا إلى التصدي لمحاولات إسرائيل لإنهاء عمليات الوكالة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وأضاف لازاريني، في بيان صدر عنه اليوم، الإثنين، أن "193 عاملا في الوكالة الأممية قتلوا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة". ولفت إلى أن "أكثر من 180 منشأة للأونروا تضررت أو دمرت، ما أسفر عن مقتل 500 فلسطيني على الأقل ممن كانوا يطلبون الحماية الأممية منذ بداية الحرب".
وقبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كانت الأونروا تلبي 70 - 80% من احتياجات الرعاية الصحية الأولية، حسب البيان نفسه؛وأوضح المسؤول الأممي أن "نسبة ضئيلة فقط من المراكز الصحية التابعة للأونروا لا تزال عاملة بغزة، مع الحد الأدنى من إمكانية الوصول إلى الإمدادات".
وقال إن مستويات الجوع "الكارثية" في أنحاء قطاع غزة من صنع البشر، ولفت إلى أن عمليات "النهب والتهريب متفشية" في قطاع غزة "تعرقل" إيصال المساعدات الإنسانية؛ وأكد أن "انهيار النظام العام يؤدي إلى عمليات نهب وتهريب متفشية تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها السكان بشكل ملح جدا".
وخلال اجتماع في جنيف للمجلس الاستشاري للوكالة، أوضح لازاريني أنه "على مدى الأشهر التسعة الماضية، شهدنا إخفاقًا غير مسبوق للإنسانية في منطقة اتسمت بعقود من العنف". وأشار إلى أن "الفلسطينيين تكبدوا خسائر فادحة وعانوا بشدة (...) لقد دُمرت غزة. إنها جحيم بالنسبة لأكثر من مليوني ساكن. إنه كابوس لا يمكنهم الاستيقاظ منه".
وفي ظل صعوبات لإدخال المساعدات إلى القطاع، إذ أن معبر كرم أبو سالم هو الوحيد المفتوح حاليا بين مناطق الـ48 وغزة، "بلغ الجوع مستوى كارثيا" في القطاع، بحسب الأونروا. وأوضحت أن "الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف، بينما ينتظر الطعام ومياه الشرب في الشاحنات" على الحدود مع إسرائيل أو مصر، في انتظار إعادة فتح معبر رفح.
وتتّهم سلطات الاحتلال، الوكالة الأممية، بأنّها توظّف متورّطين بشكل مباشر في الهجوم الذي شنّته حماس على في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الأمر الذي تنفيه الوكالة بشدة. وأدت الاتهامات الإسرائيلية إلى تعليق بعض الدول المانحة الرئيسية تمويلها للأونروا وبينها الولايات المتحدة، لكن عاد بعضها واستأنف مساعداته.
وقال لازاريني خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للوكالة إن "إسرائيل تنتقد منذ فترة طويلة تفويض الوكالة. لكنها تسعى الآن إلى إنهاء عمليات الأونروا برفضها وضع الوكالة ككيان تابع للأمم المتحدة تدعمه أغلبية ساحقة من الدول الأعضاء"، وأضاف "إذا لم نقاوم، فإن كيانات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى ستكون الأهداف التالية".
وأضاف لازاريني أن الوكالة التي تقدم مساعدات ضرورية لسكان غزة خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، "تترنح تحت وطأة الهجمات المتواصلة". وأضاف "دفعت الوكالة ثمنا باهظا في غزة، فقد قُتل 193 من موظفي الأونروا". وقال إن الوكالة تواجه "جهودا منسقة" لإنهاء عملياتها، ويشمل ذلك إطلاق مبادرات تشريعية لإخلاء مجمع الوكالة وتصنيفها منظمة إرهابية.
وقال لازاريني إن الأونروا لا تزال تفتقر إلى الموارد اللازمة التي تجعلها قادرة على تنفيذ المهام المنوطة بها. وأضاف "قدرة الوكالة على العمل بعد أغسطس ستعتمد على صرف الدول الأعضاء للأموال المقررة وتقديم إسهامات جديدة في الميزانية الأساسية".
وفي سياق آخر، تحدث لازاريني أيضًا عن "المأساة" التي تحدث في الضفة الغربية.
وأوضح المسؤول الأممي أن "أكثر من 500 فلسطيني قتلوا هناك منذ تشرين الأول/ أكتوبر، فالهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون والتوغلات العسكرية وتدمير المنازل والمنشآت الحيوية، تندرج ضمن نظام محكم من الفصل والقمع".
كما أشار إلى تكثيف المناوشات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والتي "تهدد بالتحول إلى حرب حقيقية". واعتبر لازاريني أن اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في أماكن أخرى من المنطقة "يشهدون أكبر كارثة منذ النكبة".
التعليقات