للشهر التاسع على التوالي، يعاني قطاع غزة من شح في الوقود مع استمرار الحصار المشدد الذي تفرضه دولة الاحتلال، ما أثر على عمل خطوط المواصلات العامة، وحوّل الدراجات الهوائية إلى وسيلة مواصلات رئيسية في محاولة لإيجاد "البدائل" عن المركبات التي توقف معظمها عن العمل مع بداية حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
في بدايات الحرب، استبدل الأهالي المواصلات العامة بعربات تجرها الحيوانات، ولكن كونها وسيلة نقل بطيئة جدًا، فقد لجؤوا لاستخدام الدراجات الهوائية على أمل أن تمكنهم من الوصول إلى الأماكن التي يريدون الانتقال إليها في فترة زمنية أقل من تلك التي تستغرقها التنقل بالعربات.
استخدام لافت
غزيون، وفي أحاديث منفصلة لوكالة "الأناضول"، أوضحوا أن "هذه الوسيلة باتت بديلاً أساسيًا عن المركبات"، خاصة لكونها "الأكثر مرونة"، في الاستخدام على الطرقات التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية.
النازح، عماد محمد، يقول "لجأنا لاستخدام الدراجات الهوائية لأنها أسهل طريقة متوفرة في الوقت الحالي". ويضيف: "نستخدمها لقضاء مهماتنا التي تبعد عن الأماكن التي نزحنا إليها". ويشير إلى أن ثمن هذه الدراجات "قد ارتفع لأضعاف ما كان عليه قبل بدء الحرب".
بدوره، النازح، كمال رباح، يضيف: "باتت الدراجات الهوائية تلبي الغرض للتنقل في ظل انعدام توفر المواصلات العامة.. هذه الحرب تسببت بدمار كل شيء، فضلاً عن شح وندرة توفر المواد بجميع أصنافها خاصة الوقود".
ويلفت إلى أنه كان يضطر للمشي لمسافات طويلة تقدر بنحو 5-6 كيلومترات من أجل قضاء مهامه.
"صيانة وترميم المستعمل"
فني صيانة الدراجات الهوائية، غسان شجورة، من جهته يقول، وقد أمضى 40 عامًا في هذه الحرفة: "مع ارتفاع الطلب على الدراجات الهوائية زاد عملنا في صيانتها".
ويوضح: "اليوم باتت هذه الدراجة وسيلة للمواصلات، لكن توفرها أحيانًا يكون أمرًا صعبًا خاصة في ظل توقف الاستيراد منذ بداية الحرب من حوالي 9 شهور"، لافتًا إلى الأهالي "يلجؤون لشراء دراجات مستعملة وصيانتها".
ارتفاع اسعار الدراجات
منذ بداية الحرب، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معابر قطاع غزة، ومنعت دخول البضائع، فيما سمحت بدخول كميات قليلة ومحدودة جدًا من "مساعدات غذائية" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر، قبل أن تسيطر على الجانب الفلسطيني منه في 7 أيار/ مايو/ الماضي.
ومنذ سيطرة قوات الاحتلال على الجانب الفلسطيني من المعبر، ترفض القاهرة التنسيق مع تل أبيب بشأنه، لعدم "شرعنة" احتلاله.
وفي السياق، يذكر أنه في 24 أيار/ مايو الماضي، "اتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي جو بايدن، على "إرسال مساعدات إنسانية ووقود بشكل مؤقت من معبر كرم أبو سالم، لحين التوصل لآلية لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني"، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
اقرأ/ي أيضًا | ارتفاع حصيلة الشهداء الصحافيين في غزة إلى 150 منذ 7 أكتوبر
التعليقات