26/06/2024 - 11:05

توثيق: الشاب عبادي يروي تفاصيل "رميه" على الجيب العسكري

"تُركت أنزف لنحو ساعتين ثم تقدمت قوة للاحتلال نحوي وطلبوا مني الخروج من خلف المركبة.. نزلت مجموعة من الجنود وانهالوا بالضرب على رأسي وعلى أماكن الإصابة.. قبل أن يتم سحبي من ساقي المصابة"

توثيق: الشاب عبادي يروي تفاصيل

(عشتُ أصعب اللحظات وانتظرت الموت / تصوير شاشة)

خلال الأيام القليلة الماضية، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمشهد الجريح الفلسطيني الذي اتخذه جيش الاحتلال الإسرائيلي "درعًا بشريًا" بوضعه على مقدمة آليته العسكرية خلال تنفيذ اقتحام شمال الضفة الغربية المحتلة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

مقطع الفيديو المتداول أظهر مركبات عسكرية إسرائيلية داخل شارع في جنين، وعلى مقدمة إحداها جريح تبدو عليه آثار دماء، تمر من بين سيارتي إسعاف فلسطينيتين دون أن يسمح للمسعفين بالوصول إليه.

عن تلك التجربة، يقول الشاب، مجاهد عبادي (24 عامًا)، إنه عاش "أصعب لحظات" في حياته، ويسرد التفاصيل بخصوص "وضعه على مقدمة الجيب العسكري" خلال اقتحام الاحتلال لحي الجبريات في مدينة جنين.

ويوضّح في حديث "للأناضول" بينما يتلقى العلاج في مستشفى ابن سينا التخصصي في مدينة جنين، ويقول: "توقعت الموت، قلت في نفسي بعد الإصابة بالرصاص الحي والتعرض للضرب ووضعي على مقدمة الآلية العسكرية سوف استشهد لا محالة".

ويتابع: "هذا احتلال مجرم يفعل كل ما هو محرّم، ما جرى معي هو القليل مما يرتكبه في قطاع غزة".

تعمدوا أذيتي

يقصّ عبادي تفاصيل ما تعرض له: "فجر السبت، حاصر جيش الاحتلال منزلاً في حي الجابريات في جنين، وكنت حينها في منزل عمي، خرجت مع ابن عمي وإذ بقوات عسكرية في كل مكان، حاولنا العودة للبيت فأمطرنا الجنود بالرصاص".

ويتابع: "أصيب ابن عمي واستطاع الرجوع للمنزل، أما أنا فوقعت خلف مركبة تقف أمام المنزل، أصبت برصاص في الكتف الأيمن، ثم برصاصة ثانية في الساق اليمنى.. وشلّت حركتي".

"تُركت أنزف لنحو ساعتين، ثم تقدمت قوة للاحتلال نحوي وطلبوا مني الخروج من خلف المركبة وبعد إصرارهم وتهديدهم خرجت... فنزلت مجموعة من الجنود وانهالوا بالضرب على رأسي وعلى أماكن الإصابة.. كانوا يتعمّدون إلحاق الضرر بي، تم سحبي من ساقي المصابة، وضربي على الكتف المصاب بصورة همجية".

ويضيف: "ثم قامت مجموعة من الجنود برميي في الهواء ووقعتُ على موضع إصابتي، ثم رمَوني على مقدمة الآلية العسكرية".

وعن تلك اللحظة يقول: "كانت مقدمة الآلية العسكرية ساخنة لدرجة الحرق، أصبت بحروق في ظهري ورجلي، كنت أشعر بالموت وكأن سكاكين تقطعني".

وأشار عبادي إلى أنه تم تسليمه للإسعاف الفلسطيني بعد أن نزف نحو ساعتين".

الإصابة قلبت حياتي

يحتاج عبادي للعلاج على مدى أشهر، حيث أصيب بتهتّك في عظام الكتف والساق، ويقول إنه فقد العصب بصورة كاملة في ساقه، بينما فقد العصب بنسبة 90 بالمئة في يديه، وبحاجة لزراعة بلاتين:

"الإصابة قلبت حياتي رأسا على عقب، كنت كأي شخص عادي أعيش حياتي وأبني مستقبلي وأسعى لبناء بيت، ولكن اليوم هدم كل شيء، أحتاج لفترة علاج طويلة، ومن المؤكد أن الإصابة سيكون لها أثر سلبي على حياتي وحركتي".

ولفت إلى أنه يجد صعوبة في النوم: "عندما أحاول أن أغفو، فورًا أصحو مذعورًا لا أعلم لماذا، مع أنني أشعر بحالة نفسية جيدة".

الخارجية الأميركية تقول إنها "تطالب بالتحقيق"

ومع انتشار المشهد، وصفت وزارة الخارجية الأميركية، الإثنين، الحادثة بـ"الصادمة"، وخلال مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسمها، ماثيو ميلر، "شاهدت الفيديو، كان صادمًا، ليس من المقبول أبدًا استخدام شخص درعًا بشريًا".

وأضاف أنه "يتعين على الجيش الإسرائيلي التحقيق بشكل عاجل في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها".

التعليقات