طاقم العمل | عرب 48
team-member-img

مواد من تحرير عرب 48

أسئلة الثقافة أم أسئلة الثورة؟ / د. فيصل دراج

كان المؤتمر العالمي الذي دعت إليه وزارة الثقافة في مصر، بين 14 و16 نيسان، مناسبة متميّزة لمساءلة علاقة الثقافة بالثورة، في وجوهها المختلفة. فهذا المؤتمر، الذي ضمّ مصريين وعربا وغير عرب طرح، بأشكال مختلفة، سؤال الثقافة في علاقته بالثورة: هل كان لها دور، وما هو هذا الدور إن كان موجودا وطرح، في اللحظة عينها، علاقة الثورة بالثقافة، ما شكل علاقتها بما أنتجه المتظاهرون؟ وما هي الوسائل الثقافية الممكنة التي تساعد في الحفاظ على الثورة؟ والأسئلة جميعا لا ينقصها الغموض، ذلك أن الثورة بدت منقطعة عن الجيل الثقافي الذي أكثر من الحديث، ذات مرة، عن علاقة الثقافة بالتنوير والاستنارة، بل أنه بدا، في رموزه الأكثر شهرة، ينتمي إلى الماضي أكثر من ارتباطه بالحاضر. والسؤال الأكثر بساطة ووضوحا هو التالي: إذا كانت الثقافة الفاعلة اجتماعيا تشكل امتدادا لفضاء سياسي متنوع الاتجاهات، فما هو مدى الحضور الفعلي لهذه الثقافة في مجتمع صودر فيه الفعل السياسي لأربعة عقود على الأقل. وإذا كانت هذه العقود قد همشت جيلا ثقافيا سابقا واضح الملامح وانتجت جيلا جديدا له علاقة ملتبسة مع الثقافة، فما هي حظوظ الأثر الثوري على ثقافة جديدة لا ينقصها الالتباس؟ وما أشكال التواصل والحوار بين جيل الستينات الثقافي، الذي كان مرتبطا بآيديولوجيات محددة، قومية واشتراكية، والجيل الراهن الذي استعاض عن الإيديولوجيات بالثورة الإعلامية؟

18/05/2012