نَشَبْتِ بخفةٍ وغبارٍ، وبدأ بردكِ الحائر إلى مسامات الأصابع الواجفة يتسللُ، فاختلَّ وقعُ الأقدام السائرة فوق تراب الحزنِ، وحالَ تراجعُ ساعة الشتاء دونما اليقين التام بمضي العقارب في ساعة الأيام!
شهدت قاعة الأوديتوريوم في حيفا، السبت الماضي، إطلاق الكونسيرت الغنائي "ومشيت بطريقي"، بمشاركة جمهور واسع من محبي الفنان الياس جوليانوس والطرب الأصيل.
"الصورة الحقيقية"، كيف تكون؟ مَنْ ذا الذي يحتكرها؟ من سخرية المشهد الذي نعيشه أن الجلاد، سارق التاريخ، المتآمر على الوعي واللاوعي، يدعي أنه هو مَن "سيكسر حاجز الصمت، ويكشف على الملأ الصورة الحقيقية"...
تضحكان معًا، تضجان بالحياة، وفي قلبك شوق لأن تلتهمها مع الطعام، تزدرد ابتسامتها الرائعة، وبعد أكثر من ساعتين تودعها عند بوابة المطعم، وتتواعدان بلقاء جديد، ولقاؤك يتلوه لقاء ولقاء. إلى أن تقرر الهجرة إلى بلجيكا كغيرك مع أول رحلة إلى أوروبا، وهي التي انتظرتك وعاشت معك الجنون كله، تهيم على وجهها، تتوسل إليك ألا تفعل، تبكي في حضرتك، ترجوك، تقبل يديك وقدميك، تحاول إقناعك بأن غزة أفضل حالاً من كثير من البقاع، دون جدوى. تغادر أنت. تغادر هي مع زائر جديد يسافر بها إلى عالم لا تعرفه.
اشترك بالنشرة البريدية الان ولا تفوت الاخبار الجديدة والحصرية