طاقم العمل | عرب 48
team-member-img

مواد من تحرير عرب 48

شارون "ملك إسرائيل" وصحافتها

كان هتاف "اريك ملك إسرائيل"، الهتاف الأكثر شيوعا تأييدا لشارون في أعقاب حرب لبنان ومجازر صبرا وشاتيلا، ردده آلاف رجال اليمين الإسرائيلي تضامنا مع شارون بعد اضطرار شارون بموجب تقرير لجنة "كاهان" حول مجزرة صبرا وشاتيلا ودوره فيها. وظل الهتاف يسمع بأصوات هادرة داخل مؤسسات حزب الليكود، في أيام بيغن، قبل اعتزاله السياسة، ولاحقا في أيام حكوماتن الوحدة الوطنية التي قادها شامير وبيرس، وأبعدا عن وزارة الأمن، أريئيل شارون... ومع الوقت تبنى "أنصار اليمين" ورجال الاستيطان الشعار أعلاه، كلما "دق الكوز في الجرة" منادين بإعادة شارون لصدارة الحكومات الإسرائيلية، لأنه الوحيد القادر على مواجهة العرب... لكن تعامل صحافة إسرائيل، صباح اليوم الأحد، مع شارون بعد رحيل شارون، يثبت أن "أريك" لم يكن ملك إسرائيل والرعاع فيها وأقطاب اليمين، بقدر ما هو ملك صحافة إسرائيل وكتابها....الصفحات التي امتلأت اليوم بالتقارير المصورة عن شارون، فضلت "التسامح مع من "ورط إسرائيل في أشنع حروبها ، حرب لبنان، ومن ارتكب أكبر كم من المذابح بتغطية رسمية : بدءا مذبحة قبية عام 53 التي أوقعت 69 شهيدا فلسطينيا مدنيا، وعمليات الرد والتوغل الإسرائيلية المختلفة، مرورا بصبرا وشاتيلا وانتهاء بحرب "السور الواقي عام 2002 وإعادة احتلال مدن الضفة الغربية وحصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات... ولعل ما يثير في هذا السياق أن من "أبنوا" شارون في صحف إسرائيل محسوبون بشكل خاص على اليسار الإسرائيلي وليس فقط حزب العمل، بل حتى ميرتس، حيث أفرد النائب في الكنيست، عن ميرتس، والصحافي السابق في هآرتس،نيتسان هوروفيتس مقالا خاصا لم يذكر فيه ولو بكلمة واحدة مذابح شارون، لا في قبية ولا في لبنان...لكنه أبرز "خفة دم شضارون وروح الفكاهة التي تمتع بها، خلال أول زيارة له للولايات المتحدة في عهد بوش الأب. هكذا خرجت الصحف الإسرائيلية اليوم، كلها، دون استثناء، بمقالات وصفت شارون بأنه أخر رجالات إسرائيل من جيل حرب النكبة ، أي الذين حاربوا في العام 1948 ويعرفون في الثقافة الإسرائيلية، السياسية والعسكرية بجيل "تشاح" أي جيل العام 48 وفق التقويم العبري. عاموس هرئيل وأمير أورن في هآرتس اختارا التركيز على "مدرسة شارون العسكرية، وكونه من وضع التصور لحدود إسرائيل، عبر جدار الفصل وعبر عملية الانسحاب من غزة. لم يأت الاثنان على ذكر مذابحه لكنهما اكتفيا بالإشارة إلى حرب لبنان إشارة عابرة، دون الوقوف عند جرائم شارون... اختفى تعبير مجرم الحرب في كافة التقارير التي صدرت اليوم في إسرائيل، باسثناء فقرة في مقالة لجدعون ليفي في هآرتس.. في يديعوت أحرونوت سارع إيتان هابر، صديق رابين ومدير ديوانه، ذرف دموعه على شارون واصفا إياه بالمهندس الذي خطط ورسم خرائط إسرائيل، خريطة الأمن، خريطة الحدود وخريطة الاستيطان . أهرون برنيع، المعروف بميوله اليسارية، كشف عمليا سر شارون فقال إن شارون، يمثل أكثر من أي إسرائيلي آخر، الإسرائيلي الجديد الذي حلم به آباء الصهيونية ؛ من مواليد البلاد، جميل الطلعة، قوي البنية، مزارع ، وجندي لمدى الحياة". برنيع الذي تجاهل ونسي تاريخ شارون الدموي فضل أن يتذكر "إنسانية " شارون...هكذا كتب بصريح العبارة" أذكر على نحو لافت إنسانيته، زيارتي له في مزرعته، حيث وافق أن يريني "أطلال القرية العربية التي تقوم عليها مزرعته، على نفس التلة التي دفن فيها شارون زوجته الثانية، ليلي، وحيث طلب أن يدفن أيضا"... هذه هي إنسانية شارون إذا وفق برنيع: مدفن له ولزوجته فوق أنقاض قرية فلسطينية هدمها الاحتلال الإسرائيلي ، وغير شارون اسمها لتصبح تلة شقائق النعمان... لكن البحث في ويكبيديا أظهر أن تلة شقائق النعمان الشارونية، تلة مصطعنة وارت ودفنت تحتها قرية تل الهوج.... برنيع يفضل أن يتذكر شارون بابتسامته التي امتاز بها في سنواته الأخيرة، ابتسامة الجد، وليس شارون بملابسه العسكرية وعصابة الشاش على جبهته التي اشتهر فيها خلال حرب الغفران... برنيع ليس وحيدا، فحتى شمعون شيفر، مؤلف كتاب "كرة الثلج" عن حرب لبنان، والذي شرح بتفاصيل دقيقة كيف خدع شارون بيغن وباقي وزراء حكومته، فضل هو الآخر أن يذكر اليوم أن شارون هو الذي بادر للمصالحة معه بعد ظهور كتابه المذكور... صحافيو إسرائيل الذين سارعوا للكتابة عن شارون، وجلهم من كتاب التيار المركزي، اكتشفوا، أو لربما كشفوا عن أنفسهم، وأن شارون كان عمليا يمثل بالنسبة لهم "إسرائيل" التي حلم بها الآباء، حتى وإن غضبوا عليه لأنه ورط إسرائيل إعلاميا، إلا أنهم عند ساعة الامتحان، عادوا بسرعة إلى حضن القبيلة، غفروا لشارون جرائمه كلها، لأن الضحية عربي، وفضلوا أن يبرزوا دور شارون في "محاربة الإرهاب"، وحفظ أمن إسرائيل، وأراحوا "ضميرهم " بعبارة فارغة المضمون اختاروها "للموازنة" فقالوا إن شارون كان موضع خلاف..لكن مساهمته لأمن إسرائيل وحدودها فوق كل خلاف.

12/01/2014

قراءة إسرائيلة: هل ستصمد حكومة نتياهو؟

هل ستصمد حكومة نتنياهو؟ على هذا السؤال يحاول المعلق السياسي لموقع "والا" الألكتروني ، عمري نحامياس، الإجابة، وسكب الضوء على سيناريوهات متعددة مرتبطة بتقدم جهود وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري نحو "اتفاق الإطار". ويقول: " يبدو أن كل جولة لكيري في المنطقة تزيد من التوتر داخل الائتلاف الحكومي. في الأسابيع القريبة سيطرح كيري اتفاق الإطار، وسيترتب على موقف نتنياهو تداعيات على مستقبل حكومته، فالتقدم في المفاوضات يعني انسحاب البيت اليهودي، والانكفاء يعني انسحاب "هتنوعا"(ليفني)، و"ييش عتيد". ويرى نحامياس أن ثمة تشخيصات خائطة لدى من حاوروا نتنياهو إزاء موقفه، نابعة بالأساس من انتمائهم السياسي لأن تصويره من جانب بعض أنصاره بأنه يوافق على الطروحات السياسية لكنه يتعرض لضغط من قبل أقطاب اليمين المتطرف داخل ائتلافه هو تشخيص خاطئ، كما أن قول البعض بأن نتنياهو حسم أمره وهو ماض نحو الاتفاق هو خاطئ أيضا. ويضيف نحمياس، أن نتنياهو وليفني يعملان جاهدين على تليين موقف نفتالي بينيت رئيس البيت اليهودي الذي يعترض على إجراء مفاوضات على أساس حدود 1967، وإقناعه بأن الحديث يدور لا عن "اتفاق إطار" بل عن "إطار اتفاق". لكن في المقابل يتعزز التنسيق بين أعضاء في الليكود والبيت اليهودي من أجل وضع عراقيل أمام نتنياهو في حال انسحاب البيت اليهودي وانضمام حزب العمل للائتلاف، ما يعني أن المعركة ستكون داخل الليكود لأن للبيت اليهودي يوجد بديل، لكن لا يوجد بديل لليكود. وينقل نحامياس عن مصدر مطلع على التنسيق بين أعضاء من الليكود وحزب البيت اليهودي إن العمل يجري بهدوء وبغطاء من السرية، فإذا مضى نتنياهو غي الاتجاه الخطأ ستقف في وجهة جبهة واسعة لا تقتصر على البيت اليهودي ". ويضيف: "لا تقتصر المعارضة داخل الليكود على دانون وحوطبولي، ثمة عدد من الوزراء معهم، فغدعون ساعر يقود حملة الاحتفاظ بغور الأردن، وحتى إيكونيس ينأى بنفسه عن نتنياهو". وينقل عن مسؤول في الليكود قوله: " لا يمكنني أن أتصور ان تسير الأمور بشكل عادي في حال انسحاب البيت اليهودي واستقالة عدد من أعضاء الليكود".

12/01/2014

"هيومن رايتس ووتش": شارون رحل ولم يحاسب على جرائمه

في حين ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية تغطياتها صبحية اليوم على وفاة رئيس الوزراء الإسرائيل السابق، أرئيل شارون، التي تناولت سيرة حياته بالتمجيد واعتباره بطلا قوميا وأحد بناة إسرائيل، متصالحة مع محطات حياته الدموية والجرائم التي ارتكبها، تذكر الفلسطينيون مجازره الدموية، وعبرت منظمات حقوقية عن أسفها لإفلاته من المحاسبة على جرائمه. وأعلن اليوم أن شارون الذي توفي يوم أمس، السبت، بعد 8 سنوات من الغيبوبة، سيدفن يوم غد الاثنين في مزرعته بجنوب اسرائيل، وقبل الدفن، سوف يقام حفا تأبين رسمي في مقر الكنيست بالقدس المحتلة على ان يسجى جثمانه امام الجمهور الاحد في البرلمان. وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريئيل شارون مات دون أن يواجه العدالة على دوره بمذبحتين راح ضحيتهما المئات وربما الآلاف من المدنيين على أيدي مليشيات لبنانية بمخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين بلبنان عام 1982. وأوضحت المنظمة، في بيان صحفي، أن "شارون أفلت أيضا من المحاسبة على انتهاكات أخرى، من قبيل دوره بتوسيع المستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي يستحق الملاحقة كجريمة حرب". وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة ليا ويتسن "من المؤسف أن يذهب شارون إلى قبره دون أن يواجه العدالة على دوره في صبرا وشاتيلا وغيرهما من الانتهاكات... ويأتي رحيله كتذكرة إضافية بأن الإفلات شبه الكلي من العقاب على انتهاك الحقوق طوال سنوات لم يفعل شيئاً لتقريبنا من إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وأضافت المنظمة أن "شارون كان، بصفته وزير الجيش الإسرائيلي في 1982، يتحمل المسؤولية الإجمالية عن القوات الإسرائيلية، التي كانت تسيطر على منطقة مخيمي صبرا وشاتيلا، وقد وجدت لجنة إسرائيلية لتقصي الحقائق أنه يتحمل مسؤولية شخصية عن المذبحة، وأنه قرر ضرورة إرسال مليشيات الكتائب إلى المخيمين من 16 إلى 18 أيلول، رغم المخاطرة بشروع عناصرها في ذبح السكان المدنيين هناك". وتابعت أنه في"شباط 1983 وجدت لجنة كاهان، وهي لجنة تقصي الحقائق الإسرائيلية الرسمية المكلفة بالتحقيق بالأحداث، أن الاعتبار الجدي، المتمثل في احتمال ارتكاب الكتائب للفظائع، لم يكن له أدنى وزن عند شارون، كما وجدت اللجنة أن ثمة استحالة بتبرير استهانة شارون بخطر المذبحة، وأوصت بإقالته من منصبه". وأردفت أن شارون ظل في مجلس الوزراء الإسرائيلي كوزير دون حقيبة، ثم صار رئيس الوزراء لاحقا في 2001، وشغل المنصب حتى أصابته السكتة الدماغية في كانون الثاني 2006. وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تجر أي تحقيق جنائي لتحديد مدى تحمل شارون وغيره من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين للمسؤولية الجنائية، وفي 2001، رفع الناجون دعوى في بلجيكا تطالب بملاحقة شارون بموجب قانون الاختصاص الشامل البلجيكي، إلا أن الضغوط السياسية دفعت البرلمان البلجيكي لتعديل القانون في نيسان 2003، وإلغائه كلياً في آب، ما حدا بأعلى المحاكم البلجيكية إلى إسقاط القضية ضد شارون في أيلول من ذلك العام. وقال المنظمة إن شارون ظل طويلا يروج للمستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة في غزة والضفة الغربية، وفي 2005 أمر بسحب إسرائيل لما يقارب من 8000 مستوطن من قطاع غزة وإخلاء أربع مستوطنات في الضفة الغربية، لكن عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، أثناء ولايته كرئيس للوزراء، تزايد من نحو 388 ألفا إلى 461 ألفا، حيث يعد قيام قوة احتلال بنقل مدنييها إلى أرض محتلة خرقا خطيرا لاتفاقية جنيف، وجريمة حرب محتملة. وبينت أنه "تم بناء جدار عازل، كان شارون قد وافق عليه في 2002، داخل الضفة الغربية، في مخالفة للقانون الإنساني الدولي، بحيث يحيط بالعديد من المستوطنات على الجانب الإسرائيلي، ومنذ 2003 اخضع الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في مناطق الضفة الغربية الواقعة بين الجدار العازل وخط وقف إطلاق النار سنة 1967 لقيود شديدة وتمييزية على حريتهم في التحرك، بما لها من عواقب اقتصادية واجتماعية مدمرة". وأوضحت "هيومن رايتس ووتش"، في بيانها، أنه في أثناء ولاية شارون كرئيس للوزراء، استشهد 1430 مواطنا، كما هدمت قوات الاحتلال المئات من منازل المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت ويتسن إن "رحيل شارون دون مواجهة العدالة يعظّم المأساة بالنسبة للآلاف من ضحايا الانتهاكات".

12/01/2014