ذكرت وسائل إعلام عبرية أن زير الخارجية الأمريكي جون كيري أجرى مساء أمس اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتصال آخر مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في محاولة لإنقاذ عملية التسوية، فيما عقد المبعوث الأمريكي مارتن إينديك اجتماعا في القدس بحضور وفد إسرائيلي وآخر فلسطين في القدس. ولم ترشح أنباء حول فحوى اتصال كيري نتنياهو، وفي المقابل ذكرت صحيفة "هآرتس" أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أوضح لكيري أنه لا زال ملتزما بعملية التسوية وعلى استعداد لمواصلة المفاوضات خلال المدة المحددة لها، نهاية الشهر الجاري. وعقد المبعوث الأمريكي، مارتن إنديك، الليلة الماضية اجتماعا ثلاثيا في القدس بمشاركة وفد فلسطيني وآخر إسرائليي، في محاولة لإنقاذ المفاوضات من الانهيار. ولم ترشح أنباء حول فحوى اللقاء. ومثل إسرائيل في اللقاء وزيرة القضاء تسيبي ليفني، والمبعوث الخاص لرئيس الحكومة يتسحاك مولخو، فيما يمثل الفلسطينيين مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحريري الفلسطينية صائب عريقات. ونقل موقع "والا" العبري عن عن وزيرة القضاء الإسرائيلية تسبي ليفني قولها إن تقدم السلطة الفلسطينية بطلبات للانضممام للمؤسسات الدولية يعتبر «خرقا للتعهدات ويضر بالمصالح الفلسطينية». واضافت ليفني قائلة «إذا كان الفلسطينيون يريدون إقامة دولة فعليهم أن يدركوا أن ذلك يمر من غرفة المفاوضات، ونحن سنواصل تمثيل المصالح الإسرائيلية». وفي وقت سابق أكدت وقالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنتا باور، اليوم، إن بلادها ستعارض «أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب من شأنها تعزيز موقف الفلسطينيين في الهيئات الدولية»، واصفة الخطوة الفلسطينية أمام مجلس النواب الأمريكي "كارثية" لعملية السلام. وفي نفس السياق جدد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، رفضه لتحرير اسرى فلسطينيين من داخل الخط الأخضر، مشددا أن ذلك «لن يحصل أبدا». وقال «إذا لم يرغب الفلسطينيون في إجراء مفاوضات لا ينبغي أن نجري خلفهم». وقال ليبرمان: "فعلنا كل ما في وسعنا لدفع عملية التسوية، والكرة الآن في الملعب الفلسطيني»، مضيفا أن «أفق اسرائيل السياسي موجود في العالم العربي المعتدل». وقال ليبرمان: إنه «غير منفعل» من توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة، مضيفا: "بعد انضمامهم لليونسيكو لم يحصلوا على استقلال ولم يقربهم ذلك من إقامة دولة". واضاف: " لا أدري إذا كانت هناك أزمة حقيقية في المحادثات أو أنها أزمة وهمية، سنعرف الجواب يوم غد أو بعد غد". من جانبه، دعا وزير الإسكان أوري أرئيل (البيت اليهودي) رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى «إلغاء اتفاق أوسلو» كرد على توجه الفلسطينيين للمؤسسات الدولية. وأعرب أرئيل عن معارضته لتحرير أسرى فلسطينيين معتبرا أن نتيجة عملية التسوية معروفة ولا داعي لتقديم شيء للفلسطينيين. من جانبه انتقد نائب وزير الخارجية، زئيف إلكين، اللقاء الإسرائيلي الفلسطيني برعاية إنديك، معتبرا أن لقاء ليفني بعرقات بعد توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة يعتبر «خزيا لإسرائيل». ودعا إلى «وقف المفاوضات إلى حين عدول أبو مازن عن توجهه للأمم المتحدة، واستخدام كل الوسائل والادوات المتاحة لإسرائيل للإثبات للقيادة الفلسطينية أن محاربة إسرائيل في المحافل الدولية غير مجدية» وفي وقت سابق، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء إن إسرائيل والفلسطينيين اتخذوا "خطوات لا تساعد" في اليوم الماضي ولكن أيا منهما لم يصدر عنه مؤشر على إنهاء محادثات السلام. وأضاف المسؤول الذي تحدث للصحفيين في بروكسل مشترطا عدم الإفصاح عن اسمه إن الولايات المتحدة ستبحث الخيارات المتاحة بالنسبة للجانبين خلال الأيام القليلة المقبلة. وتابع "الجانبان اتخذا خطوات لا تساعد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولكن لم يعط أي من الجانبين أي مؤشر على الرغبة في إنهاء المفاوضات
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الإدارة الأمريكية توجه أصابع الاتهام لوزير الإسكان الإسرائيلي، أوري أرئيل، وتتهمه بالتخريب المتعمد لجهود التسوية، وترى أنه تحكم بتوقيت الإعلان عن عطاءات لبناء 700 وحدة سكنية في جبل أبو غنيم بهدف نسف المفاوضات. وقالت الصحيفة إن الأمريكيين بعتقدون أيضا أن أرئيل حاول جاهدا تخريب جهود تمديد المفاوضات بخروجه علنا ضده تحرير الجاسوس الإسرئيلي جوناثان بولارد، حيث صرح للإعلام مرارا بأن بولارد نفسه يرفض أن يتم تحريره في إطار صفقة يتحرر فيها أسرى فلسطينيون. ونقلت عن موظف كبير في الإدارة الأمريكية أن العطاء الذي نشر بشكل مفاجئ في أوج المباحثات يوم الثلاثاءـ أحدث ضررا كبيرا ودفع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس للإعلان عن التوجه لمؤسسات الأمم المتحدة. وقد دعا أرئيل يوم أمس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلغاء اتفاقات أوسلو، معتبرا أن توجه الفلسطينيين للامم المتحدة يقوض كل التفاهمات والاتفاقات.
أكدت الأمم المتحدة يوم الأربعاء إنها تسلمت 13 رسالة من المسؤولين الفلسطينيين بشأن الانضمام إلى اتفاقات ومعاهدات دولية وأشارت إلى انها ستراجعها للتأكد من استيفاء كل منها للاجراءات القانونية. وسلمت الرسائل إلى روبرت سيري مبعوث الأمم المتحدة لدى الشرق الأوسط وأيضا إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في نيويورك. وفي قرار مفاجيء وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الرسائل الثلاثاء غضبا من تأخر إسرائيل في الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في قرار يعرض للخطر الجهود الأمريكية لإنقاذ محادثات السلام الهشة. ونقلت وكالة "رويترز" عن سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قوله للصحفيين يوم الأربعاء إن الإنضمام إلى المعاهدات والاتفاقات الثلاثة عشر سيدخل حيز التنفيذ خلال 30 يوما من تقديمها للأمم المتحدة. وتهدف الخطوة غير المتوقعة إلى تعزيز موقف الفلسطينيين في الهيئات الدولية في تحد لإسرائيل والولايات المتحدة اللتين تعارضان منذ وقت طويل اي اجراء أحادي الجانب. وأصبح من حق الفلسطينيين التوقيع على المعاهدات والاتفاقات بعد أن رفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 صفة التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية من كيان مراقب إلى دولة غير عضو في خطوة اعتبرت على نطاق واسع اعترافا فعليا بدولة فلسطينية مستقلة. وقال منصور إن الفلسطينيين يمارسون حقهم القانوني كدولة للانضمام إلى هذه الأجهزة. وأضاف أنهم جزء من المجتمع الانساني وهذا سيتيح لهم تحمل مسؤولياتهم في تنفيذ ما يطلب منهم بموجب بنود هذه الاتفاقات والمعاهدات. وقالت الأمم المتحدة انه تم تقديم رسالتين اخريين إلى مبعوثي سويسرا وهولندا لدى السلطة الفلسطينية بشأن الانضمام إلى اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي المتعقلة بقوانين وأعراف الحرب البرية. وقال منصور إن الإنضمام الفلسطيني لاتفاقيات جنيف سيسري على الفور لأن الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال. ويأمل الفلسطينيون أن توفر لهم الخطوة التي اتخذها عباس أساسا أقوى للجوء الى المحكمة الجنائية الدولية وتقديم شكاوى رسمية ضد إسرائيل بسبب استمرار احتلالها للأراضي التي استولت عليها عام 1967. وأضاف منصور أن من حق الفلسطينيين عمل المزيد وان القيادة تتصرف على نحو مسؤول للغاية لعمل كل ما يلزم على أساس المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني. وكان عباس تعهد بعدم السعي للانضمام لأي هيئات دولية أثناء مفاوضات السلام التي تجرى بوساطة أمريكية والتي من المقرر أن تستمر حتى نهاية أبريل نيسان ولم تحرز تقدما يذكر حتى الان. ووعدت إسرائيل في المقابل بالإفراج عن اكثر من 100 معتقل بحلول نهاية مارس آذار لكنها لم تفرج عن الدفعة الأخيرة قائلة انها تريد ضمانات بأن الفلسطينيين سيوافقون على تمديد المفاوضات إلى ما بعد المهلة التي تنتهي في 29 ابريل نيسان. وقالت الأمم المتحدة إن الرسائل الثلاثة عشر التي تسلمتها من السلطة الفلسطينية تتعلق بالانضمام إلى : * اتفاقية لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية ومرفقها: اللائحة المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية. * الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها. * اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. * اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. * اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. * الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. * اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات. * اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. * اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. * اتفاقية حقوق الطفل. * اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. * اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية. * اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكول الأول الإضافي للاتفاقيات وهو: حماية ضحايا النزاعات المسلحة ذات الطابع الدولي. * العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. * العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
الأمم المتحدة (رويترز) - اتهمت سوريا في رسالة بعثت بها إلى الأمم المتحدة جماعات المعارضة المسلحة بالتخطيط لشن هجوم بالغاز السام في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضين قرب دمشق كي يستنى لهم بعد ذلك إلقاء اللوم على قوات الأمن التابعة للحكومة. وقال مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في رسالة بتاريخ 25 مارس اذار نشرتها الأمم المتحدة هذا الاسبوع إن حكومته رصدت اتصالات بين "إرهابيين" توضح أن رجلا يدعى أبو نادر يوزع سرا أقنعة واقية للغاز في منطقة جوبر الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وأضاف الجعفري أن السلطات رصدت أيضا اتصالا اخر بين ارهابيين اخرين احدهما يدعى أبو جهاد. وقال إن أبو جهاد أشار في الاتصال إلى ان الغاز السام سيستخدم وطلب ممن يعملون معه توفير أقنعة واقية. وقال الجعفري في الرسالة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن هذه المعلومات تؤكد أن المجموعات "الارهابية" المسلحة تجهز لاستخذام الغاز السام في حي جوبر ومناطق أخرى كي تتهم الحكومة السورية بارتكاب هذه الفعلة. وقال دبلوماسي غربي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "لا أعطي ذلك أي مصداقية." وتوصل تحقيق للأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول إلى أن غاز السارين استخدم على الأرجح في جوبر في أغسطس آب وفي أماكن أخرى منها ضاحية الغوطة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في دمشق حيث قتل مئات. وكان التحقيق ينظر فيما إذا كان قد تم استخدام الأسلحة الكيماوية وليس من الذي استخدمها. وتبادلت الحكومة السورية والمعارضة المسلحة الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية ونفى كل جانب اتهامات الآخر. ووافق الرئيس السوري بشار الأسد على تدمير أسلحته الكيماوية في أعقاب غضب عالمي ازاء الهجوم الكبير الذي وقع بغاز السارين في الغوطة في أغسطس آب. وأثار الهجوم امكانية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لكن واشنطن تراجعت عن الفكرة بعد أن تعهد الأسد بالتخلص من أسلحته الكيماوية. لكن الحكومة السورية لم تف بمهلة انتهت في الخامس من فبراير شباط لنقل جميع موادها الكيماوية المعلنة والتي تزن نحو 1300 طن إلى خارج البلاد. ووافقت سوريا بعد ذلك على اطار زمني جديد لنقل أسلحتها الكيماوية بحلول اواخر ابريل نيسان. ومن المقرر ان ترفع سيجريد كاج رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية المشرفة على التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية تقريرا إلى مجلس الأمن يوم الخميس. وقالت كاج لرويترز الشهر الماضي إن بإمكان سوريا أن تشحن أسلحتها الكيماوية الباقية لخارج البلاد خلال شهر وانه لا يزال من الممكن الوفاء بالموعد المستهدف في منتصف العام لتدمير تلك الأسلحة. وسوريا مسؤولة عن نقل أسلحتها الكيماوية إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط حيث سيتم شحنها للخارج لتدميرها. وقال الجعفري في رسالة منفصلة إلى بان ومجلس الأمن إن جماعات إرهابية مسلحة تواصل التهديد وتنفيذ هجمات على منشآت الأسلحة الكيماوية والمواد الكيماوية. وقال الدبلوماسي الغربي الكبير "لا أعتقد ان هناك دليلا على أن لأي من هذه الجماعات مصلحة في مهاجمة القوافل...لا نلمس خطرا كبيرا." وأدى الصراع السوري المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى مقتل ما يربو على 150 ألف شخص ثلثهم من المدنيين ودفع ملايين إلى الفرار.
اشترك بالنشرة البريدية الان ولا تفوت الاخبار الجديدة والحصرية