قبل الدخول إلى المسرح الكبير بدار الأوبرا بالقاهرة لحضور افتتاح الدورة التاسعة عشرة للمهرجان القومي للسينما المصرية مساء يوم الأربعاء، يكتشف الجمهور جانبا من الحنين إلى ماضي هذه السينما التي يرى البعض أنها كانت في وقت من الأوقات المصدر الثاني للدخل القومي المصري بعد محصول القطن.
والأفلام المصرية واحدة من الصناعات السينمائية القليلة في العالم التي لا تزال تعتمد إلى حد كبير على السوق المحلية في استمرار الصناعة وانتعاشها.
وتزينت ساحة دار الأوبرا بملصقات لأفلام من كلاسيكيات السينما المصرية ومنها (شباب امرأة) و(الأرض) و(العمر لحظة) و(صراع في النيل) و(السقا مات) و(شفيقة ومتولي)، إضافة إلى لوحات إرشادية كانت توضع أمام أبواب دور العرض قبل نحو ستين عاما.
ومن تلك اللافتات (ثلاثة أفلام في بروغرام واحد)، وصورة لزجاجة مشروب غازي لم يعد موجودا تصحبها جملة (اسباتس.. مشروب يجعلك تضحك أكثر مع أفلام إسماعيل ياسين)، أحد أشهر نجوم الكوميديا العابرين للأجيال رغم وفاته عام 1972، إضافة إلى لافتة تسجل ظاهرة كانت تقسم دار العرض إلى أربعة أقسام حسب أسعار التذاكر (لوج: 3 قرش صاغ ونصف. بلكون: 3 قرش صاغ. صالة: قرش صاغ ونصف. ترسو: 3 تعريفة) والجنيه المصري يحتوي على 100 قرش صاغ أو 200 تعريفة وهي كسور لم تعد مستخدمة حاليا.
والدورة الجديدة للمهرجان التي تحمل عنوان (أفلامنا.. مرآتنا)، افتتحها وزير الثقافة المصري حلمي النمنم الذي كرم الممثلين يحيى الفخراني وليلى علوي ومدير التصوير عصام فريد وكاتب السيناريو مصطفى محرم ومصمم المناظر محمود محسن.
اقرأ أيضًا| “ديكور” المصري يفوز بجائزة لسينما المرأة بسلا
وأصدر المهرجان كتابا عن كل منهم يتضمن سيرته الذاتية والإبداعية، كما أصدر كتابا عن الكاتب والمنتج المصري أبو السعود الإبياري (1910-1969) في سلسلة عنوانها (الخالدون).
وتتنافس في المهرجان الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة وأفلام الرسوم المتحركة التي أنتجتها السينما المصرية عام 2014 على جوائز قيمتها 894 ألف جنيه مصري (نحو 114 ألف دولار).
وإضافة لأكثر من 100 فيلم قصير، يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 14 عملا أبرزها (الجزيرة 2) و(ديكور) و(أسوار القمر) و(الفيل الأزرق) و(بتوقيت القاهرة) آخر أفلام الممثل الراحل نور الشريف.
وقال المخرج المصري سمير سيف رئيس المهرجان في الافتتاح، إن السينما المصرية 'مرآة لا تكذب في تعبيرها عن المجتمع المصري' مضيفا أن عام 2015 هو 'عام الأحزان' حيث شهد رحيل خمسة من أبرز السينمائيين المصريين وهم فاتن حمامة وعمر الشريف ونبيهة لطفي ورأفت الميهي ونور الشريف الذي حمل ملصق المهرجان صورة له مع الفنانة بوسي من فيلم (حبيبي دائما) وهو من أيقونات الأفلام الرومانسية.
التعليقات