يجلس أطفال من بلدة خزاعة 'الحدودية'، شرق مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، على كراسي ملّونة، اصطفت على شكل حلقاتٍ دائرية، بالقرب من الـ'مكتبة متنقلة'.
وينصت الأطفال لـ'الحكواتي' (شخص يحكي القصص) الذي طلّ عليهم من داخل المكتبة المتنقلة، وشرع برواية قصّة قصيرة عليهم.
وفي 16 أيار/ مايو، وصلت المكتبة المتنقلة التي تتبع للمركز 'الثقافي الألماني الفرنسي'، إلى قطاع غزة، من الضفة الغربية، ومن المقرر أن تغادر القطاع نهاية الشهر القادم.
ويستعين المركز 'الثقافي الألماني الفرنسي' في تنفيذ الأنشطة الخاصة بالمكتبة المتنقّلة في فلسطين، بمؤسسة 'تامر' للتعليم المجتمعي.
وتأسس المركز الثقافي الألماني الفرنسي، بالشراكة بين معهد غوته في الأراضي الفلسطينية، وفرع رام الله من المعهد الفرنسي في القدس.
وقال منسق أنشطة 'المكتبة المتنقّلة'، محمود العسقلاني، 'تزور المكتبة المتنقّلة قطاع غزة صيف كل عام لمدة ثلاثة أشهر، فيما تزور بعد انتهاء هذه الفترة مدن في الضفة الغربية، كطولكرم والقدس'.
وأوضح أن 'المكتبة المتنقّلة'، هي الأولى من نوعها في قطاع غزة، وتهدف لتشجيع الأطفال على القراءة.
وذكر العسقلاني أن المكتبة تقدّم العديد من الأنشطة للأطفال المستهدفين، من بينها 'أنشطة تنموية، وإتاحة المجال للأطفال لاختيار وقراءة الكتب، وقص القصص عليهم'.
وأضاف، 'النشاط الرئيسي في المكتبة هو استعارة الكتب، وقراءتها، ومناقشة الطفل في نص القصّة التي اختارها'.
وتستهدف 'المكتبة المتنقّلة' المناطق التي تصنف على أنها 'مهمّشة'، في قطاع غزة، خاصة الحدودية منها، نظرًا لصعوبة وصول أطفال تلك المناطق للمكتبات المركزية المتواجدة في المدن، حسب العسقلاني.
وتابع 'كما أن عدم وجود مكتبات في تلك المناطق يحرم الأطفال من تنمية مواهبهم الفكرية واللغوية'.
وأشار إلى أن المكتبة تستهدف يوميًا منطقة مفتوحة معينة، فيما تقدّم خدماتها لنحو (20-30) طفلاً من سكان المناطق المستهدفة، تتراوح أعمارهم ما بين (8-14 عامًا).
ولفت العسقلاني إلى أن المكتبة تضم عشرات القصص التي صدرت عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وتهتم بأدب الأطفال والفتيان.
وتعاني المناطق الحدودية، من نقص في الخدمات المكتبية، نظرًا لقلة الإمكانيات المتوفرة لديها، وبُعدها عن مركز المدينة التي تقع فيها.
وفي ذات السياق، قال المُنشّط الاجتماعي، محمد مقداد، 'رغم قلة الخدمات الثقافية المتوفرة لأطفال المناطق الحدودية والمهمّشة، إلا أن تفاعل الأطفال مع أنشطة المكتبة كان كبيرًا'.
وتابع 'أبدى العديد من الأطفال رغبتهم في الاستمرار بالاستماع للقصص، وقراءتها، وتعلّم مهارات لغوية جديدة'.
ولفت إلى أن القراءة تؤدي إلى تحسين المهارات الفكرية والسلوكية عند الأطفال، خاصة تلك السلوكيات التي تأثرت بالحروب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة.
ومن بين الكتب الموزّعة على رفوف المكتبة المُتنقلّة، تبحث الطفلة حلا أبو روك (11 عاماً)، عن قصة ذات عنوان جذّاب كي تتمعن في كلماتها، كما تقول.
وقالت 'بالعادة أقضي وقتي في المنزل، أساعد والدتي في أعمالها، كما أذاكر منهاجي الجديد تحضيرًا للعام الدراسي المقبل'.
وأوضحت أن 'المكتبة المتنقّلة' وفّرت لها سبلا جديدة لاستغلال أوقات فراغها، بشكل ممتع ومفيد.
اقرأ/ي أيضًا | 'بابا سنفور' في مغامرة جديدة لإسعاد أطفال غزة
وعبّرت الطفلة أبو روك عن آمالها في السعي لتوفير مكتبة في المنطقة الحدودية التي تقطن فيها، لتنمية مهارات الأطفال.
التعليقات