يعرض في إسرائيل مؤخرا فيلم وثائقي بعنوان 'حديث المقاتلين'، يتحدث فيه جنود شاركوا في حرب حزيران العام 1967، ويروون شهادات حول جرائم حرب اقترفوها بحق الفلسطينيين، وخصوصا في الضفة الغربية.
وقد روى هؤلاء الجنود شهاداتهم بعد الحرب بفترة وجيزة جدا، وصدرت بعد شهرين من الحرب في كتاب يحمل عنوان 'حديث المقاتلين'. تحدث الجنود، وغالبيتهم من أبناء الكيبوتسات، في الكتاب عن استيائهم من الحرب ونتائجها، وقالوا إنها لم تحل مشاكل إسرائيل، والأهم من ذلك أنها ذكرت بعضهم بما واجهوه إبان المحرقة في الحرب العالمية الثانية. لكن الشهادات حول جرائم الحرب غابت عن الكتاب بفصل مقص الرقابة العسكرية الإسرائيلية.
رغم ذلك، يتضمن الفيلم الوثائقي الجديد، الذي يحمل العنوان نفسه، بعض الشهادات حول جرائم الحرب، بعد سماح الرقابة بنشرها.
وجاء في إحدى الشهادات: 'جرى تكليفنا في العملية العسكرية بأن ننفذ ما يسمى إجلاء السكان. وهذا الانتقال الذي نفذناه، كأن تأخذ هذا العربي المتجذر في قريته وتحوله إلى لاجئ، وببساطة تطرده من هناك، وليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة، إجلاء، كما يسمى هذا... وعندما ترى أن قرية بأكملها كهذه تسير كقطيع إلى المكان الذي تقودهم إليه، وليس لديك ظل مؤشر على شيء كالمقاومة، فإنك ترى ما معنى المحرقة'.
وقال جندي إسرائيلي في شهادة أخرى، إنه 'في الغداة نقلنا آخر الأسرى وسمح المظليون بدفنهم، ففي الليل قتلنا قرابة 50 شخصا. وسمحوا لهم بدفن جميعهم وعندها اقترب ضابط وحصد باقي الأسرى، بهدوء، ومن دون مشاكل'.
وجاء في شهادة ثالثة: 'التقينا هناك بقافلة كبيرة في الطرق الترابية في الداخل وفتشناهم ولم يكن هناك أي شيء وسمحنا لهم بالمرور. وفي هذه الأثناء واصلنا سفرنا وعدنا، وأوقف سيارة ستيشن بداخلها خمسة مقاتلين (إسرائيليين) ال... وقد عرفنا أن هذه هي القافلة نفسها من خلال الحمير والخيول. أوقفوا القافلة نفسها التي كنا قد أوقفناها قبل ساعة. وأبقوا جميع الرجال، وأرسلوا النساء والأولاد والحمير والقطيع قدما، وفيما رأوهم يذهبون مسافة 100 متر من هناك،يتجهون شرقا، أطلقوا النار على 15 رجلا. ببساطة أطلقوا النار. وعندما اقتربنا شاهدنا جنديين يمسكان (القتلى) من الأيدي والأرجل ويلقون بهم خلف جدار حجري. وهؤلاء الأشخاص الذي تواجدوا هناك انشغلوا بهذه المسألة مرة تلو الأخرى، كيف يمكن حدوث هذا؟ وتحدثوا مع نائي قائد اللواء وهو قال ببساطة: عندما يحطبون الأشجار تتطاير شظايا'.
وقال جندي إسرائيلي في شهادة رابعة، إنه 'كانت هناك لحظة معينة عندما صعدت في شارع أريحا إلى أعلى وكان اللاجئون ينزلون إلى أسفل. وكان لدي تعاطفا مباشرا معهم وكدت أرى فعلا بهؤلاء الأولاد، الذين يحملهم ذووهم بأيديهم، نفسي عندما حملني والدي. في تلك اللحظات بالذات من الشعور بمعاناة الآخر، معاناة العرب الذي حاربنا ضدهم، ومرت عليهم عمليا تجارب مشابهة لتلك التي مرّت علينا في سنوات الحرب (العالمية الثانية)'.
التعليقات