يخطط الجيش الإسرائيلي لتغيير شكل الحرب على قطاع غزة، في نهاية عملية اجتياح رفح، خلال الأسابيع المقبلة. وفي هذا السياق، سيطلب من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الوصول إلى "وضوح إستراتيجي"، ويوصي بإنهاء الحرب بشكلها الحالي، والتركيز على اقتحامات ضد أهداف لحماس، بادعاء أنه بذلك "يمنح فرصة لخطوات أخرى"، حسبما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة.
واعتبر هرئيل أن "الخطوات الأخرى" ستشمل محاولة لإعادة تحريك الاتصالات حول وقف إطلاق نار في قطاع غزة وصفقة تبادل أسرى، رغم أن "احتمالات ذلك لا تبدو مرتفعة حاليا"، لكن من شأن نجاح خطوة كهذه أن يستغلها الجيش كي يُنعش قواته، وأن تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى "اتفاق سياسي" لإنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله، يهدف إلى إبعاد قوات حزب الله عن حدود إسرائيل الشمالية.
وتابع أنه في حال عدم تحقق ذلك، سيستعد الجيش الإسرائيلي لشن حرب شاملة ضد لبنان، رغم أن كافة التقديرات تشير إلى أنها ستكون حربا إقليمية "متعددة الجبهات بقيادة إيران".
لكن في هذه الأثناء، تعترف إسرائيل أنها لم تحقق هدفها في الحرب بالقضاء على قدرات حماس العسكرية، رغم مرور قرابة تسعة أشهر منذ بداية الحرب. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الجيش الإسرائيلي لا يعرف حقيقة الوضع في حماس، إذ أنه يقدر أنه منذ بداية اجتياح رفح استشهد حوالي 550 مقاتلا، وأن عددا كبيرا من مقاتلي الحركة توجهوا شمالا، وسيشكلون "قوة احتياطية تعيد ترسيخ سيطرة حماس في القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي"، وفقا لهرئيل.
وتشير تقديرات قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي إلى أن حوالي 14 ألف مقاتل في حماس استشهدوا منذ بداية الجرب، من أصل قوة الحركة التي يقدر الجيش الإسرائيلي أنها كانت تضم حوالي 30 ألف مقاتل قبل الحرب. وشكك هرئيل في هذه التقديرات ووصفها بأنها "متفائلة".
وفيما يتعلق بالرهائن الإسرائيليين الـ120 في القطاع، الذين تفيد تقديرات بأن 70 منهم قد ماتوا، لفت هرئيل إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بالكاد تطرقت إليهم، الأسبوع الحالي، "والمظاهرات من أجل إنقاذهم لا تنجح في حشد جمهور كبير". كما أن إدارة بايدن ادعت أن حماس رفضت مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، "وفي هذه الظروف لا توجد رافعة ضغط حقيقية على الحكومة للإسراع" نحو اتفاق ينهي الحرب.
ويعلم نتنياهو بموقف الجيش، وليس متوقعا أن يوافق عليه، وفقا لهرئيل. كما أن نتنياهو يواصل الحديث عن حرب ضروس ضد حماس دون تحديد وقت لها، "وعمليا توجد هنا حرب أبدية أكثر من انتصار مطلق".
وهدف نتنياهو الأول هو البقاء في الحكم وتجاوز دورة الكنيست الصيفية، ويأمل بفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة التي ستجري بعد خمسة أشهر. "فهذا أفضل بالنسبة لنتنياهو من وقف إطلاق نار دائم، الذي يعني اعترافا فعليا بالفشل في تحقيق أهداف الحرب وانسحاب مؤكد لأحزاب اليمين المتطرف وانهيار الحكومة"، حسب هرئيل.
التعليقات