"معلومات جديدة": مزاعم إسرائيلية حول أنشطة نووية إيرانية "مشبوهة ومقلقة"

إسرائيل والولايات المتحدة تدرسان معلومات استخباراتية جديدة حول "نماذج محوسبة صممها علماء إيرانيون في الآونة الأخيرة"، قد تكون نماذج كمبيوتر لانفجار نووي؛ مسؤولون أميركيون وإسرائيليون يصفون المعلومات بأنه "مثيرة للشكوك والقلق وقد تعكس تغييرا بالسياسات الإيرانية".

علم إيران وإسرائيل في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، (توضيحية - Getty Images)

تعمل وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة وإسرائيل على فحص معلومات جديدة حول نماذج محوسبة صممها علماء إيرانيون في الآونة الأخيرة، والتي يمكن استخدامها للبحث وتطوير الأسلحة النووية، وذلك بحسب ما نقل موقع "واللا"، اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين اثنين في الإدارة الأمريكية ومسؤولَين إسرائيليَين.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وبحسب التقرير، فإن الغرض الذي تم إعداد النماذج أو التجارب المحوسبة من أجله "غير واضح"، علمًا بأن طهران تنفي سعيها إلى حيازة أسلحة نووية.

واعتبر مسؤولون أميركيون وإسرائيلين رفيعو المستوى، تحدثوا لموقع "واللا"، أن "المعلومات الجديدة تمثل إشارة مثيرة للقلق بشأن طموحات إيران لتطوير أسلحة نووية"؛ في حين اعتبر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون آخرون أن الحديث عن "حالة فردية لا تعكس تغييرًا في سياسة إيران وإستراتيجيتها النووية".

وأوضح التقرير أن مسؤولين أميريكيين وإسرائيليين كبار سيجتمعون يوم الخميس المقبل في البيت الأبيض، في إطار مجموعة العمل الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية لمناقشة البرنامج النووي الإيراني وقضايا أخرى؛ في أول مداولات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتناول بعمق البرنامج النووي الإيراني منذ آذار/ مارس 2023.

وقال مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي إن المعلومات الجديدة تثير "الشكوك" و"القلق" بشأن أنشطة البحث والتطوير النووية الإيرانية؛ علما بأن تقييم الاستخبارات الأميركية في عام 2007 خلص إلى أن إيران ليس لديها برنامج نووي عسكري نشط منذ عام 2003. وقال مسؤولون أميركيون إن هذا التقييم لم يتغير منذ ذلك الحين.

بدوره، قال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين أنه بعد الإخفاق الاستخباراتي الإسرائيلي الذي أحاط في هجوم الذي شنته كتائب القسام على مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية في "غلاف غزة" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فإن "الاستخبارات الإسرائيلية تنظر بجدية استثنائية إلى كل ذرة من المعلومات حول التحركات الإيرانية المحتملة نحو الأسلحة النووية".

وقال اثنان من كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين إن أجهزة المخابرات لدى الجانبين ليس لديها ما يشير إلى أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمر باستئناف البرنامج النووي العسكري.

ونقل "واللا" عن المدير العام لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، مارك دوفويفتش، أنه "إذا كانت إيران تتخذ الآن خطوات أولى قد تساعدها في تطوير رأس حربي نووي، فإن ذلك يتناقض مع الإجماع طويل الأمد لدى الاستخبارات الأميركية على أن إيران توقفت عن محاولة تطوير أسلحة نووية في عام 2003".

وبحسب التقرير، فإن "المعلومات الاستخبارية الجديدة المتعلقة بنماذج الكمبيوتر المشتبه بها ستكون أحد المواضيع التي سيتم مناقشتها في المنتدى الإستراتيجي الأميركي الإسرائيلي (SCG) حول إيران، يوم الخميس المقبل"، وقال مسؤول أميركي رفيع إنه لا توجد نتائج ملموسة حتى الآن بشأن هذه المعلومات الاستخبارية الجديدة، لكنها تثير أسئلة ينبغي مناقشتها بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وسيرأس الجانب الأميركي في الاجتماع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، والجانب الإسرائيلي سيرأسه وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي. ويعقد الاجتماع نتيجة لزيارة سوليفان الأخيرة لإسرائيل قبل بضعة أسابيع.

وخلال الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب، طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومساعدوه، إجراء مباحثات معمقة حول وضع البرنامج النووي الإيراني. وقال مسؤول أميركي رفيع: "تعتقد واشنطن وتل أبيب أن هذا الوقت المناسب للحديث عن هذا الأمر، ومناقشة كيفية تفسير تصرفات إيران وتنسيق ما يجب القيام به".

وبحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة وإيران عقدتا محادثات غير مباشرة بوساطة عمان في الأشهر الأخيرة، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات غير رسمية بشأن لجم مؤقت للبرنامج النووي الإيراني.

وقال مسؤولون أميركيون إن هذه الجهود كانت السبب وراء محاولة الولايات المتحدة إقناع فرنسا وبريطانيا وألمانيا بعدم المضي قدما في إصدار قرار إدانة ضد إيران من قبل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أسبوعين، بسبب عدم تعاون إيران مع مفتشي الأمم المتحدة.

وأوضح مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تخشى أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى الإضرار بالمفاوضات غير المباشرة مع إيران وتدفع الإيرانيين إلى تصعيد برنامجهم النووي. وبعد صدور قرار الإدانة، ردت إيران بتركيب أجهزة طرد مركزي جديدة وأكثر تقدما في منشأة تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض في فوردو النووية.

وأظهرت الوثائق التي عُثر عليها في الأرشيف النووي الإيراني، الذي سرقه الموساد الإسرائيلي عام 2018، أن العلماء النوويين الإيرانيين كانوا يعملون على نماذج محوسبة لانفجار نووي قبل عام 2003.

وفي آذار/ مارس الماضي، قال الصحافي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نداف إيال، إن إيران "تعمل على الحصول على بعض المكونات اللازمة لإنتاج رأس حربي نووي، مثل المتفجرات الدقيقة".

وفي أيار/ مايو الماضي، قال رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، إن بلاده قد تغير عقيدتها في مسألة امتلاك السلاح النووي إذا تعرضت للتهديد بالأسلحة النووية من قبل إسرائيل.

وأضاف أن "إسرائيل تمتلك الأسلحة النووية، وقد حصلت عليها بمساعدة الأوروبيين والأميركيين، وفي كل عام، نطرح نحن ومصر فكرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وأضاف أن "الحل لهذه القضية هو ألا تمتلك إسرائيل أسلحة نووية". وأضاف "إذا تجرأت إسرائيل وهددت إيران بالأسلحة النووية، فقد نعيد النظر في عقيدتنا النووية. نحن لا نريد الأسلحة النووية، ولكن إذا هددنا العدو، فسيتعين علينا تغيير عقيدتنا النووية".

وفي نهاية الشهر الماضي، أورد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب في الأشهر الأخيرة 30 مرة عن الحد المسموح به، ووفقا للتقرير، فإن المخزونات الإيرانية من اليورانيوم المخصب بلغت 6201,3 كيلوغراما في 11 أيار/ مايو مقارنة مع 5525,5 كيلوغراما في شباط/ فبراير.

ولفتت الوكالة إلى أن إيران تخطت بشكل كبير السقف المحدد لتخصيب اليورانيوم عند نسبة 3,67%، أي ما يعادل النسبة المستخدمة في محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء. وباتت تملك 751,3 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20%، مقابل 712,2 كيلوغرامًا قبل ثلاثة أشهر.

أما اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، فقد رفعت إيران مخزونها منه إلى 142,1 كيلوغرامًا مقابل 121,5 كيلوغرامًا في السابق، أي ما يكفي من المواد لصناعة ثلاث قنابل نووية في حال زادت نسبة التخصيب إلى 90% اللازمة للاستخدام العسكري، وفقًا لتعريف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

التعليقات