تناول معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، اليوم الجمعة، ما أسماه "الزحف الإسرائيلي إلى الساحة السورية"، وخاصة في ما يتصل بالتنسيق بشأن القتال الذي يدور مؤخرا قرب درعا، والحوار العسكري مع روسيا.
وأشارت الصحيفة، في هذا السياق إلى حديث وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، عما أسماه "المحادثات المثمرة" مع وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، والحفاظ على تواصل هاتفي دائم معه. وكانت تقارير قد تحدثت عن اتصالات لا تنقطع بين طياري سلاح الجو الروسي وبين المراقبين في سلاح الطيران الإسرائيلي بهدف تنسيق الطلعات الجوية، إضافة إلى "نشاطات أخرى".
وبحسب معلق الشؤون العربية فإن "النشاطات الأخرى" تشمل "مساعدات إنسانية وعسكرية تنقلها إسرائيل إلى بعض الميليشيات الناشطة في الجولان السوري وجنوب سورية، في منطقة درعا"، حيث يدور القتال بين قوات النظام السوري وحزب الله من جهة، وبين قوات المعارضة.
وأشار المعلق إلى أن "النشاطات الأخرى" كانت في مركز محادثات تنسيق تشارك فيها الأردن وروسيا والولايات المتحدة والسعودية. وإنه في بعض هذه المحادثات، التي جرت في الأردن، شارك ممثلون إسرائيليون، وفي حالات أخرى جرى التنسيق هاتفيا أو بواسطة مبعوثين وصلوا إلى إسرائيل.
ويضيف أنه في إطار الحديث عن مناطق آمنة في منطقة درعا، وعندما أوضحت إسرائيل لروسيا أنها تعارض إشراك حزب الله في المراقبة على المناطق الآمنة الجنوبية في محيط درعا، وجدت في الأردن والولايات المتحدة حليفين لها، فضغطا على روسيا لقبول المطالب، والموافقة على نشر قوات روسية في المناطق الجنوبية.
ويضيف أن روسيا تعهدت لإسرائيل بمنع دخول قوات مدعومة من قبل إيران، والذي تعارضه الولايات المتحدة أيضا، ووافقت، ولو بشكل مؤقت، على ألا يشارك الجيش السوري أيضا في المراقبة على هذه المناطق.
دوليا، يشير المعلق إلى انضمام فرنسا إلى روسيا وإيران، من جهة "عدم رؤية بديل للأسد يستطيع منع تحول سورية إلى دولة فاشلة". وفي غياب موقف أميركي صارم بهذا الشأن، فمن الجائز الافتراض أن ما يعني الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هو التعاون في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، حتى لو كان الثمن تعزيز مكانة إيران في سورية، ولكن بشرط أن يظلوا بعيدين عن الحدود مع إسرائيل.
ولا يستثني الكاتب إمكانية اندلاع قتال بين التنظيمات غير المعترف بها دوليا وبين القوات الروسية، الأمر الذي من شأنه أن يشعل الحدود بين سورية والأردن وإسرائيل، دون أن تستطيع الأخيرة التحرك بسبب تواجد القوات الروسية.
وهنا لا يستبعد أن تنهار الإستراتيجية الإسرائيلية، التي تعتمد على تعاون هادئ وسري مع تنظيمات معينة، بهدف منع دخول تنظيمات موالية لإيران إلى المنطقة. وفي حال اندلاع قتال مع القوات الروسية، فإن إسرائيل ستضطر لمواصلة التعاون المهم مع روسيا، والذي سيكون على حساب علاقاتها السرية هذه.
ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل التي تبنت في بداية القتال في سورية موقف عدم التدخل بأي شكل في القتال، باستثناء استهداف مخازن السلاح أو قوافل الأسلحة المعدة لحزب الله، تجد نفسها تزحف شيئا فشيئا إلى داخل الساحة السورية، وليس فقط بشكل تكتيكي للحفاظ على تواصل وجمع معلومات عما يحصل في الجانب السوري من الحدود الشمالية.
ويشير هنا إلى أن شراكة إسرائيل في تنسيق العمليات التي تجري في الأردن، والحوار العسكري الذي تجريه مع روسيا، والضمانات التي تطلبها من روسيا والولايات المتحدة لمنع دخول قوات إيرانية إلى المناطق الحدودية، كل ذلك يجعل إسرائيل شريكة في عملية اتخاذ القرارات الإستراتيجة في هذه الحرب.
التعليقات