بحث الرئيس الأميركي، حو بايدن، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "الجهود الجارية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، على النحو الذي حدده الرئيس الأميركي وأيده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجموعة السبع".
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
جاء ذلك بحسب ما أفاد البيت الأبيض، في بيان صدر مساء اليوم، الخميس، أفاد بأن بايدن ناقش مع نتنياهو "الرد الأخير الذي سلمته حركة حماس"، مشيرا إلى أن بايدن "رحب بقرار نتنياهو السماح لمفاوضيه بالتعامل مع الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين في محاولة لإتمام الصفقة".
وأكد بايدن مجددًا "التزامه الصارم بأمن إسرائيل، بما في ذلك في مواجهة التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران على غرار حزب الله اللبناني"، فيما "رحب الاثنان بالاجتماع المقرر عقده في 15 تموز/ يوليو بين فرق الأمن القومي في إطار المجموعة الاستشارية الإستراتيجية"، في إشارة إلى الحوار الإستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن بشأن إيران الذي كان قد ألغي عقب الهجوم العلني الذي شنه نتنياهو على إدارة بايدن بزعم تأخير شحنات أسلحة أميركية لإسرائيل.
بايدن لنتنياهو: حان الوقت لإبرام اتفاق
وكشف مسؤول أميركي رفيع، في إحاطة لوسائل الإعلام، تفاصيل المحادثة الهاتفية بين نتنياهو وبايدن، مشيرًا إلى أنها استمرت نحو نصف ساعة وتناولت عدة ملفات على رأسها المساعي للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى والتطورات على في المواجهات مع حزب الله على الجبهة الشمالية.
وبحسب المسؤول، فإن بايدن أكد لنتنياهو أن "الوقت قد حان لإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن"، وأضاف "سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق لأن حياة الرهائن على المحك كما أن الاتفاق سيسهل الأوضاع على سكان غزة. نحن نعتقد أن هناك فرصة" للتوصل إلى اتفاق.
ولم يدل المسؤول الأميركي الكبير بتفاصيل كثيرة، مكتفيًا بالتأكيد للصحافيين أنّه سُجّل "تقدّم يتّصل بمأزق حاسم" في المفاوضات، مع إقراره بأن "هذا لا يعني أن الاتفاق سيتم التوصل إليه خلال الأيام المقبلة"، لأنه "يبقى عمل كثير ينبغي القيام به حول بعض مراحل التطبيق". ونبّه إلى أن هذا الأمر سيكون "صعبًا".
وقال المسؤول إن "نتنياهو وبايدن راجعا جميع بنود مسودة الاتفاق واحدا تلو الآخر"، وأضاف أنه في الساعات الأخيرة درس بايدن ومستشاروه رد حماس، وقال: "من الواضح أن رد حماس يدفع العملية قدما وربما يوفر أساسا للتوصل إلى اتفاق".
وبحسب المسؤول الأميركي، فإن الوفد الإسرائيلي سيصل إلى الدوحة غدا، وشدد على أن "هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به بشأن تفاصيل تنفيذ الاتفاقية. لقد اتفقنا على إطار العمل والآن نحتاج إلى الاتفاق على التنفيذ".
وأكد المسؤول الأميركي حدوث "انفراجة في ما يتعلق بالانتقال من المرحلة الأولى من الاتفاق إلى المرحلة الثانية"، مشددا على أن "رد حماس كان مشجعا لأنه تضمن تغييرا نحو الأفضل في مواقفها السابق. سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن".
وقال المسؤول إن "هذه النقطة كانت نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات. الآن يتفق الجانبان على إطار الاتفاق الذي قدمه بايدن في خطابه، ولكن لا يزال يتعين الانتهاء من الكثير من التفاصيل". وقال "في الأيام المقبلة ستكون هناك عقبات يجب التغلب عليها، لكن العملية تتقدم الآن، لذلك نرى ما حدث باعتباره انفراجة".
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") عن مصدر أجنبي مطلع قوله إن "وفدا إسرائيليا يقوده رئيس الموساد، دافيد برنياع، سيصل إلى قطر الجمعة، لإجراء محادثات يلتقي خلالها مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بهدف تقريب الطرفين من اتفاق بشأن غزة".
وكان مكتب نتنياهو قد أورد بيانا أعلن من خلاله إجراء محادثة هاتفية بين نتنياهو وبايدن، وأكد فيه أن نتنياهو قرر إرسال وفد للتفاوض حول الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، وذلك غداة إعلان حركة حماس "تبادل أفكار" مع الوسطاء بهدف إنهاء الحرب.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن "رئيس الحكومة ابلغ الرئيس بايدن قراره إرسال وفد لمواصلة التفاوض بهدف الإفراج عن الرهائن"، من دون أن يحدد المكان الذي ستتم فيه هذه المفاوضات، في حين رجّحت التقارير الإسرائيلية أن تعقد الجولة الجديدة للمحادثات في الدوحة.
وجاء في البيان أن نتنياهو شدد خلال المكالمة مع بايدن على "المبادئ التي تلتزم بها إسرائيل، وفي مقدمتها عدم إنهاء الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها"، فيما صرّح مصدر مسؤول في حماس أن الحركة "تبادلت بعض الأفكار مع الإخوة الوسطاء بهدف وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".
وتلقت إسرائيل يوم الأربعاء رد حماس على مقترح أعلنه الرئيس الأميركي في أواخر أيار/ مايو الماضي سيتضمن الإفراج عن نحو 120 أسيرا إسرائيليا محتجزا في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
وقال مصدر فلسطيني مقرب من جهود الوساطة إن حماس أبدت مرونة بشأن بعض البنود، وسيسمح ذلك بالتوصل إلى اتفاق إطاري إذا وافقت إسرائيل، الأمر الذي أكده مسؤولون أمنيون إسرائيليون حذروا كذلك من "تفويت فرصة التوصل لاتفاق"، وسط حالة من الترقب للقرار النهائي الذي قد يصدر عن نتنياهو وشركائه في الحكومة بهذا الشأن.
وتشمل الخطة الإفراج التدريجي عن أسرى إسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال المرحلتين الأوليين، بالإضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وستتضمن المرحلة الثالثة إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب وإعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم.
وليل الأربعاء، قالت حماس في بيان إنّ رئيس مكتبها السياسي "إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق يضع حدًا للعدوان الغاشم الذي يتعرض له شعبنا الأبيّ في قطاع غزة".
التعليقات