02/07/2024 - 09:46

تقرير: إسرائيل ستنتقل للمرحلة الثالثة من حربها على غزة خلال الشهر الجاري

الحكومة الإسرائيلية تمنح القيادة العسكرية ضوءا أخضر للانتقال بشكل تجريدي للمرحلة الثالثة للحرب خلال تموز/ يوليو الجاري؛ جيش الاحتلال يعتزم الإبقاء على قواته في محور فيلادلفيا وفي "ممر نتساريم"، وتنفيذ وعمليات مركزة في القطاع.

تقرير: إسرائيل ستنتقل للمرحلة الثالثة من حربها على غزة خلال الشهر الجاري

من خانيونس (Getty Images)

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الإثنين، أن القيادة السياسية في إسرائيل أعطت القيادة العسكرية "ضوءا أخضر" لإنهاء المرحلة الحالية من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 269 يوما، والانتقال بشكل تدريجي، خلال الشهر الجاري، إلى المرحلة الثالثة للحرب.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وذكرت "كان 11" أن الجيش الإسرائيلي يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في محور فيلادلفيا الواقع في المنطقة الحدودية الفلسطينية المصرية، جنوبي قطاع غزة، وكذلك في "ممر نتساريم" الذي يفصل الاحتلال من خلاله المناطق الشمالية من قطاع غزة عن المناطق الجنوبية.

وسبق أن أشارت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى أن عمليتها في رفح، التي تهدف إلى القضاء على حماس، تقترب من نهايتها. وقال مسؤولوها إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقا تهدف إلى منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها، وذلك عبر شن عمليات اقتحام ومداهمة وانتشار مركزة مصحوبة بهجمات جوية.

وذكرت "كان 11" نقلا عن مصادر مطلعة على المداولات بين المستويين السياسي والعسكري، أن القيادة السياسية في إسرائيل صادقت على "الانتقال تدريجيًا إلى المرحلة الثالثة من الحرب خلال شهر تموز/ يوليو الجاري"، واستدركت بالإشارة إلى أن "العملية الانتقالية نفسها ستكون مرتبطة بالمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن والمفاوضات (مع حزب الله) في لبنان".

وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يعتزم "إبقاء قواته في محور فيلادلفيا وفي الممر الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوله في هذه المرحلة أيضا، وفي الوقت نفسه تنفيذ مهام وعمليات محددة في القطاع"، في محاولة لمواصلة الضغط العسكري على حركة حماس في ظل تعطل جهود الوسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى.

"الجيش يحتاج إلى 4 أسابيع لإنهاء عملية رفح"

بدورها، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن هذه القرارات اتخذت في المداولات الأمنية التي عقدها رئيس الحكومة الإسرائليية، بنيامين نتنياهو، في القيادة الجنوبية وفرقة غزة، مساء الأحد الماضي، بمشاركة وزير الأمن، يوآف غالانت، وكبار قادة الجيش الإسرائيلي والشاباك، والتي استعرض جهاز الأمن خلالها "تطور العمليات في غزة والاستعداد للمراحل المقبلة".

وخلال الاجتماع، طلب الجيش من القيادة السياسية "4 أسابيع إضافية لاستكمال العملية في رفح، أي حتى نهاية شهر تموز/ يوليو الجاري. وذكرت القناة أن الجيش بحاجة لهذه "النافذة الزمنية للتعامل مع الأنفاق المتبقية في رفح ومحور فيلادلفيا"، الذي يحتله الجيش الإسرائيلي منذ نهاية أيار/ مايو الماضي.

واستعرض كبار المسؤولون في الجيش والشاباك "التقدم الذي تم إحرازه" في العلميات البرية في قطاع غزة، واعتبروا أن "الإنجاز العسكري" الذي تحقق في غزة "كبير بما فيه الكفاية، بحيث أنه في حالة اضطرار إسرائيل إلى وقف القتال، سواء بسبب التوصل إلى صفقة تبادل أو بسبب احتمال التوصل إلى تسوية في الشمال، فإن الجيش سيكون قادرا على القيام بذلك".

وشدد الجيش خلال الاجتماع، بحسب القناة 12، على أنه "رغم التقدم الذي تم إحرازه، إلا أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي إعلان عن انتهاء الحرب"، وذلك حتى "إعادة جميع الرهائن" المحتجزين في قطاع غزة، "الأحياء والأموات على حد سواء"؛ وأكدت أن الجيش يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في "مركزين تكتيكيين مهمين" داخل القطاع: محور فيلادلفيا وكذلك في "ممر نتساريم".

وفي وقت سابق الإثنين، ادعى رئيس الحكومة الإسرائليية، بنيامين نتنياهو، أن جيش الاحتلال يتقدّم نحو "نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس"، في تعبير عن قرب القضاء على القدرات العسكرية لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة؛ وأضاف "سنواصل ضرب فلول هذا الجيش الإرهابي"، على حد تعبيره.

وفي وقت سابق اليوم، حذّرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، من "مستنقع" وحرب استنزاف طويلة في قطاع غزة، إثر بدء جيش الاحتلال قبل أيام قليلة معركة جديدة في حي الشجاعية شرق القطاع، في وقت يواصل فيه عملياته في مدينة رفح، جنوبي غزة. ونقلت عن محللين أمنيين أن إسرائيل معرضة لخطر الانزلاق إلى صراع طويل الأمد مع حركة حماس.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان، في تعليق على مجريات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمعارك بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال: "إنها مستنقع. وسوف يكون صراعًا منخفض الشدّة لفترة طويلة".

وأضاف أنه "يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، ولكن في نهاية المطاف، يتمكن عناصرها من العودة عبر شبكة الأنفاق أو عبر البرّ. إنهم يكتسبون مجندين جددًا كل يوم. والشباب الذين فقدوا عائلاتهم سوف ينضمون إلى صفوفهم".

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال عادت إلى عدة مناطق في غزة كانت قد أعلنت سابقًا السيطرة العملياتية عليها، بما في ذلك الشجاعية وجباليا شمال القطاع، وكذلك مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، والذي وصفه جيش الاحتلال بأنه مركز قيادة وسيطرة لحماس.

التعليقات