09/06/2024 - 20:39

غانتس يعلن انسحابه من حكومة الطوارئ: "القرارات المصيرية لا تتخذ لاعتبارات سياسية"

الوزير في كابينيت الحرب الإسرائيلي، غانتس، يعلن استقالته من حكومة الطوارئ التي تشكلت عقب بدء الحرب، لتنسحب بذلك القوة الوحيدة التي لا تنتمي لتيار اليميني المتطرف أو للحريديين في ائتلاف نتنياهو، وسط الحرب المستمرة منذ 247 يوما على غزة.

غانتس يعلن انسحابه من حكومة الطوارئ:

(Getty Images)

أعلن رئيس كتلة "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، اليوم الأحد، انسحابه من حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي يترأسها بنيامين نتنياهو والتي كان قد انضم إليها بعد أيام من شن الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، واتهم نتنياهو بأنه "يتردد ويؤجل اتخاذ قرارات إستراتيجية مصيرية لاعتبارات سياسية".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده غانتس في الكنيست، ووجه خلاله انتقادات حادة لنتنياهو وإدارته للحرب، واتهمه بأنه "يمنع تقدم إسرائيل نحو النصر الحقيقي"، واعتبر أنه "يتردد باتخاذ قرارت إستراتيجية" و"يمنع اتخاذ قرارات مهمة" في إطار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 247 يوما؛ كما طالب غانتس بالدعوة لانتخابات مبكرة.

بدوره، سارع نتنياهو وحلفاؤه في الائتلاف، بما في ذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بإصدار تصريحات شديدة اللهجة ضد غانتس و"المعسكر الوطني"، واتهموه بـ"الانسحاب من المعركة" وبالعمل على تعزيز الانقسام وإحداث شرخ في المجتمع الإسرائيلية عوضا عن الحفاظ على الوحدة في زمن الحرب.

وفي مؤتمره الصحافي، قال غانتس: "بقلب مثقل؛ أعلن رسميا انسحابي من الحكومة. نتنياهو وشركاؤه حولوا الوحدة إلى شعارات رنانة، ليس لها أي تجسيد في الواقع. القرارات الإستراتيجية المصيرية تتخذ بالتردد والمماطلة لاعتبارات سياسية. نتنياهو يمنعنا من التقدم نحو نصر حقيقي؛ ولهذا السبب نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ولكن بقلب قانع".

ودعا غانتس نتنياهو إلى انتخابات عامة في الخريف المقبل، وقال: "يجب أن تكون هناك انتخابات ستؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة تفوز بثقة الشعب وتكون قادرة على مواجهة التحديات. أدعو نتنياهو إلى تحديد موعد متفق عليه للانتخابات. لا تدع الشعب يتمزق". كما خاطب غانتس وزير الأمن، يوآف غالانت، معتبرا أن "القيادة لا تتطلب قول الصواب فحسب، وإنما القيام بما هو صواب".

وقال غانتس إن "هناك من يقول إننا ساعدنا نتنياهو بدخولنا إلى الحكومة، ليس نتنياهو هو القضية، بل دولة إسرائيل. يقولون إنني لست محتالًا، كارهًا مثل خصومي. صحيح، ولكن يمكنني أن أعدكم بشيء واحد - أنا مستعد للموت من أجل أبنائكم، أنا وأصدقائي سنظهر دائمًا عندما تحتاج البلاد إلينا. بأي ثمن سياسي ودون خوف مما سيقولونه".

كما توجه لذوي الأسرى المحتجزين في غزة، وقال "لقد فعلنا الكثير وفشلنا في اختبار النتيجة. لم نتمكن بعد من إعادة العديد من الرهائن. المسؤولية تقع على عاتقي أيضًا. أنا أدعم المقترح الذي اتخذناه في كابينيت الحرب الذي عرض الرئيس (الأميركي، جو) بايدن مبادئه، وأطالب الحكومة بالشجاعة اللازمة للوقوف خلفه وبذل ما في وسعها من أجل للدفع به".

بن غفير يطالب بالانضمام لكابينيت الحرب

من جانبه، أصدر نتنياهو بيانا شديد اللهجة ضد غانتس، افتتحه بذكر الضابط في الوحدة الشرطية الخاصة (يمام) الذي قتل في عملية إعادة 4 رهائن من مخيم النصيرات في قطاع غزة، حيث ارتكب الاحتلال مجزرة راح ضحيتها 275 شهيدا ونحو 700 جريح، وقال إن "إسرائيل بأكملها شيّعته".

وتابع نتنياهو "تخوض إسرائيل حربًا وجودية على عدة جبهات. بيني، هذا ليس الوقت المناسب للانسحاب من المعركة، بل هذا هو الوقت المناسب لتوحيد القوى. أيها المواطنون الإسرائيليون، سنستمر حتى النصر وتحقيق جميع أهداف الحرب، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الرهائن والقضاء على حماس. وسيظل بابي مفتوحا أمام أي حزب صهيوني يرغب في الانضمام إلى الجهود والمساعدة في تحقيق النصر على أعدائنا وضمان أمن مواطنينا".

بدوره، طالب وزير الأمن القومي، بن غفير، من نتنياهو، ضمه إلى كابينيت الحرب المقلص الذي كان قد تشكل عقب انضمام غانتس إلى حكومة الطوارئ، ووصف وزراء "المعسكر الوطني" بأنهم وزراء التصور الأمني الذي أدى إلى الهزيمة الإسرائيلية في مواجهة هجوم القسام في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وفي 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، انضم حزب غانتس إلى حكومة نتنياهو، وباتت تُسمى حكومة الطوارئ، وعلى إثرها جرى تشكيل مجلس وزاري أو كابينيت مصغر لإدارة شؤون الحرب، يضم نتنياهو ووزير الأمن، يوآف غالانت، وغانتس، وآيزنكوت (حزب المعسكر الوطني) بصفة مراقب مع وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر.

وجاء في بيان صدر عن مكتب بن غفير أن الأخير "بعث برسالة إلى نتنياهو على خلفية استقالة الوزيرين غانتس و(غادي) آيزنكوت من الحكومة جاء فيها: مع اندلاع الحرب، وكجزء من التحرك الضروري لتوحيد الصفوف، تم ضم حزب ‘المعسكر الوطني‘ إلى الائتلاف. وقد اتخذت هذه الخطوة بدعمنا الكامل من منطلق المسؤولية الوطنية. للأسف، إلى خطوة الوحدة أضيفت أيضاً خطوات قبيحة، وهي المهلة التي قررها ‘المعسكر الوطني‘ لتشكيل كابينيت مصغر، وإقصاء أحزاب في الائتلاف ووزراء كبار، بمن فيهم الموقع أدناه (في إشارة من بن غفير إلى نفسه)".

كما جاء في رسالة بن غفير، "من منطلق تلك المسؤولية الوطنية، وعلى الرغم من الخلافات الأيديولوجية الصعبة مع وجهات نظر غانتس وآيزنكوت، والتي تعتبر خطيرة في نظرنا، فقد تغاضينا عن ذلك"، وتابع "الكابينيت المصغر الذي كان حتى الآن كابينيت التصور الانهزامي، قاد إسرائيل حتى الآن، بينما تم إبعاد وإقصاء كبار الوزراء في الحكومة. لن نسمح باستمرار ذلك، والآن مع تقاعد وزراء المفهوم الانهزامي، لم يعد هناك مبرر لمقاطعة وإقصاء الشركاء وكبار الوزراء، وبالتأكيد الشركاء الذين حذروا في من هذا التصور الذي بات الجميع يفهم أنه خاطئ".

وفي الختام، كتب بن غفير: "بصفتي وزيرا في الحكومة ورئيس حزب وشريكا كبيرا في الائتلاف، أطالب بهذا الانضمام إلى هذه الكابينيت، لكي أكون شريكا في تحديد سياسة إسرائيل الأمنية في المرحلة الحالية. لقد حان الوقت لاتخاذ قرارات شجاعة والحسم".

كما شن رئيس "الصهيونية الدينية"، سموتريتش، هجوما على غانتس، واتهمه بـ"تلبية طلب" كل من رئيس حركة حماس غي غزة، يحيى السنوار، والأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وإيران؛ ودعا "كافة زعماء الأحزاب الصهيونية الذين تعتبر دولة إسرائيل ذات أهمية بالنسبة لهم إلى الانضمام إلى حكومة الوحدة حتى النصر. أمامنا معركة طويلة وصعبة".

كما أصدر رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، الذي يعتبر من أكبر منقدي نتنياهو داخل الليكود، بيانا حول انسحاب "المعسكر الوطني" من الائتلاف، وقال إنه يأسف لانسحاب غانتس من حكومة الطوارئ، وأضاف "هذه ساعة الوحدة. إن تشكيل حكومة موسعة هو أمر الساعة في ظل التحديات العديدة التي تواجه دولة إسرائيل. أكرر الدعوة لجميع الأطراف التي تعتبر دولة إسرائيل ومواطنيها مهمين بالنسبة لهم، اليد ممدودة ولدينا العديد من المهام. انضموا إلى الائتلاف".

ويُنظر إلى بيني غانتس على أنه المرشح الأوفر حظا لتشكيل ائتلاف في حال إسقاط حكومة نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة؛ لكن من غير المتوقع أن تؤدي استقالة غانتس إلى إسقاط الحكومة المشكّلة من ائتلاف يضم أحزابا دينية وقومية متطرفة من 64 مقعدا في الكنيست من أصل 120.

التعليقات