شارك عشرات الآلاف من المستوطنين وأنصار معسكر اليمين في إسرائيل في "مسيرة الأعلام" الاستفزازية التي تنظم في الذكرى السنوية لاحتلال القدس الشرقية عام 1967؛ ووصل المشاركون إلى ساحة باب العامود في القدس، ومن هناك اقتحموا البلدة القديمة بحماية شرطة الاحتلال وصولا إلى ساحة البراق.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وشهدت المسيرة اعتداءات واسعة كذلك على الصحافيين الذين حاولوا تغطية الحدث دون تدخل من عناصر شرطة الاحتلال الذين أبعدوا الصحافيين عن مكان تجمع المتطرفين في ساحة باب العامود، قبل أن يسمحوا لهم بالعودة بعد أن أوضحت لهم أنهم "يتحملون مسؤولية سلامتهم الخاصة" في ظل "الحشود الكبيرة".
وزعمت الشرطة اعتقال خمسة مشاركين في المسيرة بعد اعتداءهم على صحافيين في ساحة باب العامود، بحسب ما جاء في بيان صدر عنها أكدت فيه أن تدفق المستوطنين يتواصل إلى داخل البلدة القديمة وصولا إلى حائط البراق. وقالت الشرطة إن "الخارجين عن القانون، يشوهون كل المسيرة، سواء بسلوكهم العنيف أو بالهتافات القبيحة وغير اللائقة التي يطلقونها من أفواههم"
وبالتوازي مع مسيرة الأعلام المركزية، نظم يمينيون إسرائيليون، مسيرات استفزازية في البلدة القديمة تخللها اعتداءات على فلسطينيين قبيل وصول "مسيرة الأعلام" إلى باب العامود؛ وأكد شهود عيان أن متطرفين إسرائيليين نظموا تجمعات استفزازية في الحي الإسلامي من البلدة القديمة وهم يلوّحون بالأعلام الإسرائيلية.
مستوطنون يعتدون على شاب عند #باب_العامود في #القدس.#مسيرة_الأعلام pic.twitter.com/XLPGWGs3Sp
— موقع عرب 48 (@arab48website) June 5, 2024
ومن بين المشاركين في هذه التجمعات وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف (الليكود)؛ وأشار شهود عيان إلى أن يمينيين اعتدوا على فلسطينيين وصحافيين بالضرب في البلدة القديمة، في حين، شرعت الشرطة الإسرائيلية في تفريغ باب العامود من المواطنين الفلسطينيين استعدادا لوصول مسيرة الأعلام.
وأعلنت الشرطة نشر 3 آلاف من عناصرها في القدس الشرقية بمناسبة المسيرة التي أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، مشاركته فيها، وسط اعتداءات "غير مسبوقة" بحق المسجد الأقصى، بحسب ما أكدت المرجعيات الإسلامية في المدينة، منددة بـ"طوق أمني مشدد فرضه الاحتلال ويحول دون وصول آلاف المصلين إلى المسجد".
وحذرت المرجعيات، في بيان، "من مغبة تصاعد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، واستباحته بشكل غير مسبوق، من قبل جماعات يهودية متطرفة". وأوضحت أن الاستباحة "جاءت ضمن احتفالاتهم بما يُسمى ‘توحيد القدس‘ (احتلال شقها الشرقي وضمه للغربي)، وعبر سلسلة متواصلة من الاعتداءات والاقتحامات".
وفي حادثة استفزازية، أقدم يميني متطرف في وقت سابق اليوم، على رفع العلم الإسرائيلي خلال اقتحامه للمسجد الأقصى؛ وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، أنه أكثر 1600 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى؛ ولفتت إلى أن "1184 مستوطنا اقتحموا المسجد في الفترة الصباحية، و417 في فترة ما بعد صلاة الظهر".
جانب من "مسيرة الأعلام" النسائية لليمين المتطرف في القدس المحتلة
— موقع عرب 48 (@arab48website) June 5, 2024
في إطار المسيرة الاستفزازية التي تنظم في الذكرى السنوية لاحتلال القدس الشرقية عام 1967 وما يسمى بذكرى "توحيد المدينة" النساء يعتزمن اقتحام البلدة القديمة من باب الخليل، والرجال من باب العامود. pic.twitter.com/8nmjZ6IYKw
وفي وقت لاحق، انضم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى المسيرة الاستفزازية في القدس، ووصل إلى باب العامود قبل أن يغادر في أعقاب الهجوم الذي نفذه حزب الله في عرب العرامشة وأسفر عن إصابة 10 بينهم مصابون بجراح حرجة وخطية؛ ومن هناك تحدث إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية عن سياسيته لتغيير "الستاتوس كوو" (الوضع القائم) في القدس.
وقال بن غفير "لقد انتهيت للتو من تقييم الوضع في المجمع الروسي، وعدت إلى هنا لهدف واحد وهو نقل رسالة إلى حماس وإلى كل بيت في غزة والشمال: هناك صور لـ‘جبل الهيكل‘ والقدس، ونقول بشكل واضح: القدس لنا وباب العامود لنا، "جبل الهيكل" (الحرم القدسي) لنا".
وتابع "اليوم، وفقًا لسياستي، دخل اليهود إلى البلدة القديمة بحرية. وفي ‘جبل الهيكل‘ (الحرم القدسي/ المسجد الأقصى) صلى اليهود اليوم بحرية. نقول بأبسط طريقة ممكنة، إن القدس ملكنا"، وتابع "أصلي من أجل الجرحى، وأدعو لعودة الرهائن. ويجب أن ننتصر بشكل ساحق على حماس وحزب الله في الحرب؛ الحرب فقط".
وفي أعقاب هذه التصريحات بشأن صلاة اليهود وتغيير الوضع القائم في الأقصى، صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بيانا مقتضبا جاء فيه أن "الستاتوس كوو في ‘جبل الهيكل‘ لم ولن يتغير".
التعليقات