قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هليفي، مساء اليوم الخميس، إن حزب الله اللبناني يطور قدراته العسكرية على الحدود الشمالية لإسرائيل بمساعدة التكنولوجيا والصناعات الإيرانية، وأن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لن يختفي، بل سيبقى موجودًا وسيواصل شن الهجمات الإرهابية.
وجاءت أقوال هليفي في مؤتمر هرتسليا للمناعة القومية الإسرائيلية الذي ينظمه معهد الدراسات المتعددة المجالات (IDC) في مدينة هرتسليا، والذي تقيمه مؤسسة الدبلوماسية والدراسات الإستراتيجية، أحد أهم المؤتمرات في إسرائيل، وأحد أهم الأماكن التي تحدد فيها السياسة الإسرائيلية والإستراتيجيات المختلفة، وبه أيضًا تقاس نجاعة السياسات السابقة والخطوات التي أخذت.
وقال هليفي في مداخلته إن "تنظيم داعش لن يختفي، وكذلك محاربة الإرهاب، الإرهاب موجود ليبقى، داعش خسر العديد من مناطق نفوذه، لكننا سنرى خلافة حقيقة بدل الخلافة التي أعلنها داعش، وللضغط على الرقة والموصل علاقة مباشرة بموجة الإرهاب التي تشهدها أوروبا".
واعتبر هليفي أن "احتمال المبادرة لمعركة عسكرية لا زالت ضعيفة، محاولات بناء القوة، خاصة في غزة ولبنان، تنقل القوة العسكرية إلى أيدي غير مسؤولة، أعداؤنا الذين يسعون للجم إسرائيل سيتسببون بشن حرب عليهم".
وتابع هليفي "في أيامنا، الحروب تبدأ وتنتهي بطريقة مختلفة، الحرب على التنظيمات لا تبدأ بقرار، بل تبدأ بتدهور العلاقات شيئًا فشيئًا مع هذه التنظيمات، ولا تنتهي الحرب بحسم عسكري واضح".
وأشار هليفي إلى أن الخلافات في العالم تحوي بداخلها فرصَا جيدة، منها "ازدياد كمية المصالح المشتركة بيننا وبين الدول السنية بشكل هائل، وهذا يشكل فرصة إقليمية غير مسبوقة".
وعن الشرق الأوسط قال هليفي إنه "منطقة فقيرة ويائسة وبائسة، في الشرق الأوسط شريحة كبير من جيل الشباب، قسم منع عاطل عن العمل ومحبط، ونخن نعيش كل يوم في حيرة بين السماح بالازدهار من حولنا وبين منع تقوية أعدائنا".
وقال عن قطاع غزة إنه منذ العدان الأخير "أدخلنا سبعة ملايين طن من مواد البناء، أي 14 ضعفًا مما استعمل في بناء برج خليفة، كم منهم استعمل لصالح المواطنين في غزة؟ هل حصل الطلاب على جهاز تعليمي أفضل؟ الإجابة هي لا، هذا التخبط الذي نعيشه، نحن أيضًا غير معنيون بانفجار الوضع في غزة".
وأضاف رئيس "أمان" أن "مشكلة الكهرباء تعكس ذلك بشكل جيد، من ناحية تتصل أقنعة الأكسوجين في المستشفيات بالكهرباء، ومن ناحية أخرى تعمل ماكينات حفر الأنفاق على ذات الكهرباء، علينا تخيير حماس، لا يمكننا السماح لهم ببناء جيشهم الخاص".
وأشار إلى أن الشرق الأوسط يضم 5% من سكان العام، 30% من ضحايا الإرهاب و60% من اللاجئين في العالم.
واعتبر هليفي أن إسرائيل تمكنت من فصل "الإرهابيين عن المواطنين" بسبب العمل الاستخباراتي والخدمات المدنية لكن "في غزة تكمن الصعوبة في استخدام ذات السياسة لأن الأموال والتجارة لا تستعمل لصالح المواطنين".
وزعم أن الحل يكمن في تعاون دول المنطقة، من وصفهم بـ"الدول السنية، لا سيما مصر، يمكنها تقديم مساعدة مهمة في الضغط على حماس".
وادعى هليفي أن "إيران وحزب الله والنظام السوري هم التهديد الأساسي للمنطقة، وهم التهديد المركزي لإسرائيل كذلك، إشكالية إيران لا تكمن فقط بقدراتها النووية، بل لأنها موجودة في العراق وسورية واليمن"، وتابع "نرى حزب الله يجهز بنية تحتية عسكرية تقوم على التكنولوجيا الإيرانية، يصنع الأسلحة وينقلها إلى جنوب لبنان لينصبها على مرمى حجر من الحدود تحت غطاء منظمة خضراء".
ولفت هليفي إلى أن "إيران أقامت في السنة الأخيرة مصانع لصناعة الأسلحة الموجهة في العراق واليمن، الاتفاق النووي يمنعها من صنع أسلحة معينة، لكنها تصنع أسلحة أخرى، 20 دولة مهددة من صواريخ زلزال الإيرانية".
واعتبر هليفي إطلاق الصواريخ من إيران إلى سورية مجرد عرض غير موفق ولا يدعو للخوف، وقال "رأينا إيران تطلق الصواريخ من مدى متوسط على داعش، وهنا أتساءل، إذا كانت إيران تتصرف بحرية في سورية لماذا أطلقت الصواريخ من أراضيها وليس من سورية؟ في حال كانت هذا مجرد عرض فلا أعتقد أنه موفق، ولا يثير المخاوف حتى".
اقرأ/ي أيضًا | ليبرمان: أبو مازن يحاول جر حماس لحرب مع إسرائيل
التعليقات